أتفقت الخرطوم مع جنوب السودان أمس الاول على التعاون لنقل 300 الف من مواطنى الجنوب الذين يقيمون فى السودان إلى جوبا. ووقعت أم يرة فاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى السودانية مع وزير الشئون الانسانية بجنوب السودان جوزيف لوال اشويل على مذكرة تفاهم لنقل مواطنى الجنوب فى السودان عبر البر والجو من خلال النقل النهرى. ونصت المذكرة على مغادرة هؤلاء الجنوبيين الموجودين فى السودان الى بلادهم بعد ان وصل عددهم الى 700 ألف وفقا لاحصاءات الاممالمتحدة التى ترى صعوبة نقلهم الى جوبا مرة واحدة. وتم التفاوض بين مسئولى الخرطوموجوبا فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بوساطة من الاتحاد الافريقى لحل القضايا المعلقة وذلك فى اطار اتفاق على عدم الاعتداء لوجود خلافات الحدود بينهما وأن يحترم كل طرف سيادة الطرف الاخر على حدوده. ومن جانبه أكد الامين العام للامم المتحدة بان كى مون أن «القضايا المعلقة بين الطرفين ولم يتم حلها بعد قد تقود للتوتر بين الدولتين». يذكر ان الحرب الأهلية بين جنوب السودان والشمال قد انتهت من خلال اتفاق للسلام الشامل عام 2005 بينهما بإعطاء الجنوب حق تقرير المصير وترتب عليه عودة نحو 330 ألف شخص من الشمال إلى جنوب السودان. وفى سياق متصل طرحت الجامعة العربية مبادرة للمساهمة فى دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق بعد تشاور وتنسيق مع الحكومة السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى. وتقوم المبادرة طبقًا لما أوردته الجامعة فى بيان لها أمس، على عدد من المبادئ أبرزها الاحترام الكامل لسيادة السودان، وتأمين إدخال المساعدات للمدنيين المتضررين من الصراع تخفيفًا لحدة التوتر ومساهمة فى تسهيل العودة الآمنة والطوعية للنازحين واللاجئين وكذلك عدم ربط الاهتمام بالمسار الإنسانى بالتقدم فى المسار السياسى، والانتقال من مرحلة الإغاثة العاجلة إلى مرحلة التعافى المبكر والتنمية. وقد تضمنت المبادرة خطة عمل تحدد الإجراءات والسبل الكفيلة بتقدير حجم الاحتياجات الإنسانية وإدخالها إلى تلك الأماكن وضمان تسليمها للمتضررين. وقد لقيت المبادرة ترحيبًا مبدئيًا من الحكومة السودانية وتأييدًا قويًا من المجتمع الدولى وعلى رأس الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة لتصبح ثلاثية عربية أفريقية دولية.