لحظات من القلق تنتاب البشرية مع كل دورة للصاروخ الصينى الشارد حول الأرض، بعد أن فقدت الصين السيطرة عليه عقب نجاح مهمته فى نقل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة «تيانخة» الصينية. ويفتح الصاروخ الصينى «لونغ مارش 5 بي»، أبوابا من التساؤلات حول مصير المئات من الأقمار الاصطناعية والصواريخ التى تحولت إلى حطام عقب انتهاء مهامها، ولا تزال تسبح فى الفضاء. ويوجد فوق الأرض «سحابة من الخردة» يزيد وزنها على 9 آلاف طن، أى ما يعادل وزن 720 حافلة مدرسية، تضم مئات الآلاف -وربما الملايين- من الأجسام التى تدور فى مدار غير منضبط، بما فى ذلك معززات الصواريخ المستهلكة والأقمار الاصطناعية «الميتة» وحطام العروض العسكرية للصواريخ المضادة للأقمار الاصطناعية. وتتركز النفايات الفضائية بشكل كبير فى مدار قريب لسطح الأرض، ورغم أنها لا تشكل خطرا كبيرا على البشر فإنها تهدد الأقمار الاصطناعية النشطة التى توفر لنا الخدمات، بما فى ذلك تتبع حالة المناخ وتسهيل الاتصالات. ووفقا لمؤشر الأجسام المطلقة فى الفضاء التابع لمكتب الأممالمتحدة لشئون الفضاء الخارجي، يدور حول الأرض 4635 قمرًا اصطناعيًا حاليًا. وهناك قانون دولى ينظم حركة عودة الصاروخ من الفضاء إلى الأرض، وبحسب المعاهدة، فإن الدولة التى تطلق مركبة فضائية تحتفظ بحق السيطرة عليها، وتكون أيضا مسئولة عن الأضرار التى تحدثها، وعليها أيضا تجنب «تلويث الفضاء». حدد أحدث تقرير للجيش الأمريكي، موقع سقوط الصاروخ الصيني، الذى فقدت بكين السيطرة عليه، ويرجح سقوطه يوم الأحد. وبحسب شبكة سى إن إن، فإن تقديرات الجيش الأمريكى تتحدث عن أن الصاروخ سيسقط عند الساعة 7 مساء بالتوقيت الشرقى الأمريكى ، الموافق لصباح الأحد فى منطقة وسط آسيا فى مكان ما بتركمانستان. وتستثمر الصين مليارات الدولارات على برنامجها الفضائى سعياً إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة فى هذا المجال. كشفت أحدث التنبؤات بشأن وصول الصاروخ الفضائى الصينى الخارج عن السيطرة إلى الأرض، عن تحديد «نطاق زمنى ومكاني» سيخترق خلاله غلافها الجوي. وحسب تغريدة لمؤسسة «أيروسبيس كوربوريشن» الفضائية الأمريكية التى تمولها الحكومة، فإن الصاروخ سيخترق غلاف الأرض الجوى فى حدود 8 ساعات قبل أو بعد الساعة الرابعة و19 دقيقة من صباح الأحد بتوقيت غرينتش. وحسب مركز إعادة الدخول المدارية ودراسات الحطام التابع للمؤسسة، فإن الصاروخ سيدخل الغلاف الجوى على الأرجح قرب شمالى نيوزيلندا، وهو ما يتضح من الخريطة المرفقة. وقالت وزارة الخارجية الصينية: إن معظم الحطام الناتج عن الصاروخ سيحترق عند اختراق الغلاف الجوى للأرض، ومن غير المرجح أن يتسبب فى أى ضرر. وهذه ليست المرة الأولى التى تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض، • فى 2020، سقطت شظايا صاروخ لونج مارش آخر على ساحل العاج ما ألحق أضرارًا دون وقوع إصابات بشرية. • فى 2018، تفكك المختبر الفضائى «تيانجونج-1» عند عودته إلى الغلاف الجوى بعد عامين من توقفه عن العمل، ونفت السلطات الصينية يومها أن تكون فقدت السيطرة على المختبر. محطة «مير» السوفييتية أطلق الاتحاد السوفييتى السابق محطة الفضاء المأهولة «مير» فى 19 فبراير 1986، وكانت أول محطة فضائية كما كانت أول محطة مأهولة بشكل دائم للقيام بالبحوث العلمية، وخدمت البشرية على مدى 12.5 عاما من أصل 15 عاما من عمرها المتوقع. وفى 1997، تعرضت المحطة لحادثة أدت إلى تحطم أحد ألواح الطاقة الشمسية الثلاثة، وفى 2000، قررت وكالة الفضاء الروسية إنهاء عمل المحطة «مير». وفى 2001 تم التحكم بها جزئيا قبل أن تحترق وتتفكك إلى 1500 قطعة كبيرة وصغيرة، حيث سقطت بعض قطعها جنوبى المحيط الهادئ شرق أستراليا. مختبر «سكاى لاب» فى 1973 ، تم إطلاق مختبر الفضاء الأمريكى «سكاى لاب» الذى يعد أول محطة فضاء أمريكية ، وتعرض المختبر حين إطلاقه لانفصال وتحطم معظم الخلايا الشمسية مما عرضه لنقص حاد فى الكهرباء، ولكن أجريت له عدة محاولات إصلاح بدءا من أول رحلة مأهولة إليه فى 25 مايو 1973. وتم إخلاؤه من رواد الفضاء فى 1974، وتحول إلى «حطام فضائي»، قبل أن يسقط على الأرض على شكل حطام فاقد السيطرة فى عام 1979. ولم تتمكن «ناسا» من التحكم بسقوطه السريع، فسقط فى المحيط الهندي، وتناثرت أجزاء منه على قبالة سواحل أستراليا.