تسبب طرد فريق عمل مسلسل «ذات» من جامعة عين شمس علي يد بعض الطلاب المتشددين من المنتمين لجماعة الإخوان في اتحاد طلاب كلية الهندسة بإثارة حالة من الجدل والاستنفار داخل الوسط الفني، بعد أن شاهد الفنانون والمبدعون الوجه الحقيقي للتيار الإسلامي في أول مواجهة حقيقية بين الإبداع والتشدد. «روزاليوسف» استطلعت رأي الفنانين والمبدعين حول دلالات الموقف ومستقبل الفن والإبداع في مصر «هوليوود الشرق» وواجهت المسئولية أيضاً بجماعة الإخوان المسلمين. في البداية علقت المخرجة كاملة أبو ذكري علي المشهد قائلة: الأزمة ليست في مسلسل «ذات» ولكن عن الوضع الكارثي الذي يقبل عليه المجتمع في جميع مجالاته وأضافت: فوجئت بشاب من الإخوان يطلب مني إيقاف التصوير ويعترض علي ما نقوم بتصويره، وبعد مناقشات ذهبت لوكيل الكلية وفوجئت به يطالبني أيضاً بإيقاف التصوير بالرغم من أنني اعترضت وأبلغته أننا قمنا بدفع أجر للتصوير بالكلية ولكنه لم يتخذ موقفاً حاسماً وطالبني بإنهاء التصوير خوفاً من الطلبة! وعن رد فعلها علي تصرف هؤلاء الشباب قالت: للأسف عندما تناقشت معهم وجدت أن عقولهم خاوية لدرجة أن «سائقي التاكسي» مع كل احترامي للسائقين يفهمون ويستوعبون أكثر منهم وللأسف هذه ليست المرة الأولي التي يواجهني فيها هذا الموقف ولكن تعرضت له في أحد شوارع مصر الجديدة ولم أشأ أن أثير ضجة وقتها واعتبرته أمراً عارضاً لكني تأكدت أننه لم يعد حادثاً فردياً. وأرجع المخرج أحمد ماهر ما حدث في جامعة عين شمس إلي أن سببه الحقيقي هو تصرفات نواب البرلمان التي جعلت الطلبة يتصرفون بهذا الشكل.. وأكد أن هذه الواقعة لا تقلقه في ظل وقائع أخري أخطر من مجرد الاعتداء علي أسرة مسلسل، وهي المهازل التي تحدث تحت قبة البرلمان. وأضاف ماهر أن النواب يقومون بأفعال ضد الإنسانية، وبدلاً من أن يحاسبوا وزير الداخلية علي «مجزرة بورسعيد» ودم الشهداء الذي سال، قاموا بتجديد الثقة فيه وهذا يعكس أن مفهومهم للدين ظاهري وليس جوهرياً، وأن تيار الإسلام السياسي يمارس دورين متناقضين، فهو يريد أن يلعب دوراً في الشارع وبين الناس وفي الوقت نفسه يتقرب للسلطة ويسيطر علي مؤسسات الدولة واستطراد قائلاً: للأسف المجلس العسكري في مصلحته أن يكون هناك صراع بين الشارع والبرلمان حتي لا يكون هو وحده في دائرة الصراع مع الشارع مما جعل من الإخوان حزباً وطنياً جديداً يرفض أي رأي ضده والدليل ما حدث مع محمد أبو حامد الذين حاولوا أن يخرسوه في البرلمان. وأشار ماهر إلي أنه لا ينظر لما يحدث بشكل ضيق ويحصره في نطاق عمله كفنان وإنما يهمه الصالح العام ودم الشهداء الذي ذهب قبل أي شيء. أما المخرج عصام الشماع فقال إن الفنان يجب أن يتمسك بحقه في الإبداع لأن المجتمع المصري لن يعود للرجعية مرة أخري، وعلي المخرجة كاملة أبو ذكري وأسرة المسلسل أن يتمسكوا بحقهم القانوني طالما حصلوا علي تصريح من إدارة الجامعة بالتصوير فيها ولا يسمحون لأي شخص أن يمنعهم من حقهم ويعطل عملهم وإذا لم يعطهم القانون حقهم فعليهم أن يعتصموا أمام مجلس الشعب حتي لا يتكرر هذا الموقف مع فنان آخر، وعمل فني جديد. ومن جانبه أكد الفنان صبري فواز عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية أن هذه الواقعة لها علاقة بالبلطجة وعدم تطبيق القانون مع وجود تواطؤ من إدارة الجامعة التي اشترت دماغها وألغت التصوير بحجة منع المشاكل بين أسرة المسلسل والطلبة. وأضاف فواز: معني ذلك أن أي عمل فني يتم تصويره في مكان خارجي بعيداً عن الاستوديوهات فعلي صناعه اصطحاب ميليشيات أمنية بسلاح حتي تحميه من أي بطلجية وتصبح أيامنا سوداء في ظل عدم وجود حاكم شرعي لمصر. وأكد فواز أن ما حدث مع كاملة أبو ذكري ومسلسلها أصبح أكبر من سيطرة أي تيار ديني وفرض سطوته وإنما هو مرتبط بفرض الرأي بالقوة والبلطجة، وبعد أن شعرنا أن عجلة الإنتاج دارت وبدأنا نشتغل، وجدنا البلطجة في مواجهتنا والحل من وجهة نظري هو أن نضرب عن العمل ونجلس أمام مجلس الشعب. في حين قال المنتج عصام شعبان إن الوضع أصبح مخيفاً ويجعل الوسط الفني يتنبأ بالمزيد من التجاوزات من قبل الذين ينتمون للجماعات الإسلامية سواء كانوا إخواناً مسلمين أو سلفيين، وإذا لم يتم وضع حد لهذه التجاوزات البالغة فأتوقع أن يدخل بعض الأشخاص ليقوموا بالتفتيش داخل البلاتوهات الفنية ليتأكدوا أن الفنانات يرتدين ملابس محتشمة ولا يقمن بتصوير مشاهد داخل غرف النوم وهذا الكلام أصبح متوقعاً خاصة أن هؤلاء المتشددين قاموا بالتعدي علي فريق عمل يقوم بتصوير مشاهد محترمة داخل مكان عام وفي حرم جامعي، وهذا يؤكد أن المشاهد ليس بها ما هو خليع أو مستفز ولابد أن يكون هناك وقفه سريعة لحماية الصناعة وترك المحاكمات والتدخلات في العمل الفني وتقييمه للجهات المختصة بذلك مثل الرقابة علي المصنفات الفنية ومن جهتها أصدرت «جبهة الإبداع المصري» بيانا تستنكر فيه ما تعرضت له أسرة مسلسل «ذات» رافضة ما قام به بعض الطلاب والأساتذة المتشددين من إيقاف للتصوير والتدخل في ملابس بطلة المسلسل نيللي كريم وفريق العمل وأشارت الجبهة إلي أنها تبحث حاليا في إيجاد حل رادع للتدخل في حرية الفن والإبداع بمصر. وباعتباره مسئول اللجنة الفنية داخل جماعة الإخوان المسلمين، أكد سيد درويش أن الجماعة لا تعلم شيئاً عن واقعة طرد أسرة مسلسل «ذات» من داخل حرم جامعة عين شمس من قبل بعد الطلاب المنتمين للجماعة وقال: إذا كان صناع المسلسل قد حصلوا علي تصاريح للتصوير داخل الجامعة ولم يقوموا بتصوير شيء يفسد الذوق العام فليس من حق أحد أن يمنعهم من أداء عملهم بالكيفية التي يرونها وأن طلبة الجامعة لهم دور محدد داخل الجامعة عليهم أن يقوموا به واعتقد أن هذا التصرف الذي حدث من هؤلاء الطلاب هو سلوك فردي وليس سلوكاً لجماعة الإخوان المسلمين، ونحن منذ البداية أعلنا أننا مع حرية الإبداع.