رحب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية فى أول زيارة رسمية له إلى بلده الثانى مصر، متمنيا له إقامة طيبة ومثمرة، قائلا فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك بقصر الاتحادية أمس «أغتنم هذه المناسبة لأعرب عن تقديرنا البالغ للروابط التاريخية العميقة التى تجمع بين مصر وتونس وبين شعبيهما الشقيقين». وأضاف: لقد أجريت مع أخى الرئيس مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها عددا كبيرا من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين، عكست إرادتنا المشتركة نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها فى مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق بين البلدين على كافة المستويات سواء فيما يتعلق بالموضوعات الثنائية أو بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم فى تعزيز التقارب بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأخذاً فى الاعتبار التحديات المشتركة التى تواجه مصر وتونس، وفى مقدمتها تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الإقليمية السلبية فى المنطقة، ومنع تقويض الدولة الوطنية، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. موضحًا لقد عكست مداولاتنا مدى التقارب فى وجهات النظر بين البلدين حيال مجمل القضايا، كما حظيت جهود تعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية بين البلدين باهتمام خاص فى مباحثاتنا، وأكدت من جانبى استعداد مصر لتطوير هذا التعاون بما يحقق أهداف التنمية فى البلدين سواء على مستوى التبادل التجارى أو الاستثمارى والذى نأمل أن يرتقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بيننا. كما بحثنا سبل الارتقاء بالتعاون الثقافى بين البلدين فى مختلف جوانبه، بما يسهم فى تعزيز التقارب بين الشعبين الشقيقين، خاصة أن للثقافة دورا هاما فى التصدى لمخاطر التطرف الفكرى التى تواجهها دول المنطقة، واتفقنا على إعلان عام 2021-2022 عاماً للثقافة المصرية التونسية من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة بمختلف مناحيها فى كل من مصر وتونس، بما يعكس التاريخ المشترك بين الشعبين والتواصل القائم بينهما. وتم التأكيد كذلك على أهمية تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، ومطالبة المجتمع الدولى بتبنى مقاربة شاملة للتصدى لتلك الظاهرة بمختلف أبعادها الأمنية، والاقتصادية والاجتماعية، والتنموية، والفكرية والأيديولوجية، وكذلك من خلال مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتقويض قدرتها على استقطاب أو تجنيد عناصر جديدة، وتجفيف منابع تمويلها، بالإضافة إلى أهمية مواجهة الفكر المتطرف الذى يشكل تهديدا على المنطقة وشعوبها. كما استعرضنا القضايا المطروحة على الساحة العربية مؤكدين على أهمية دعم العمل العربى المشترك، والحفاظ على الأمن القومى العربي، وحماية وحدة أراضى وسلامة واستقلالية الدول العربية، وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية، ورفض كافة محاولات التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية للدول العربية. وقد أكدنا على أهمية مواصلة الجهود العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية كونها القضية المحورية للعالم العربي، وضرورة بذل الجهود لتطبيق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. كما تناولنا أنا وأخى الرئيس قيس سعيد تطورات الأزمة الليبية، وأكدنا على ضرورة تفعيل الدور العربى إزاء هذه الأزمة، ورحبنا بما تم التوصل إليه مؤخرا من تشكيل السلطة التنفيذية فى ليبيا، وأكدنا على استعدادنا لتقديم كافة أشكال الدعم لها بما يمكنها من أداء دورها فى إدارة المرحلة الانتقالية، وعقد الانتخابات فى موعدها المقرر نهاية العام الجاري، وإنهاء التدخلات الخارجية وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين والإرهابيين الأجانب من ليبيا بما يضمن استعادتها لاستقرارها الكامل والمنشود ويصون سيادتها ووحدة أراضيها ومقدرات الشعب الليبى الشقيق . ومن جانب آخر، تم تناول قضية الأمن المائى المصرى كونه جزءا من الأمن القومى العربي، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر باعتبارها قضية مصيرية، وثمن أخى الرئيس من جانبه الجهود التى تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. كذلك تناولنا آفاق العمل المشترك على الساحة الإفريقية وكيفية دعم العمل الإفريقى فى ظل الدور المهم الذى تلعبه كل من مصر وتونس فى هذا الشأن. واختتم الرئيس السيسى كلمته قائلا: لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم، كما نثمن الدور الذى تقوم به تونس باعتبارها العضو العربى فى مجلس الأمن، وما تبذله من جهود لدعم القضايا العربية، وإننى أتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولأمتنا العربية، وأتمنى لتونس وشعبها الشقيق كل الخير والاستقرار والرفاهية وأجدد مرة أخرى ترحيبى بكم فى بلدكم الثانى مصر . بدوره قال الرئيس التونسى قيس سعيد خلال المؤتمر الصحفي: إنه تناول مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، القضايا الثنائية والتى سوف يتم تجاوزها بكل سهولة ويسر مستقبلا، متابعًا: «وبالنسبة إلى جملة من القضايا الأخرى فهناك تقارب لضرورة حلها». وتابع الرئيس التونسي، فى مؤتمر صحفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقاهرة: «بالنسبة للتوزيع العادل للمياه أقولها وأكررها أمام العالم كله نحن نبحث عن حلول عادلة، ولكن الأمن القومى لمصر هو أمننا وموقف مصر فى أى محفل دولى سيكون موقفنا، ولن نقبل أبدًا بأن يتم المساس بالأمن المائى لمصر». وأكمل فى تناوله ملف سد النهضة والملف الليبي: «الحديث عن حلول عادلة ليس على حساب مصر وعلى حساب أمتنا، تعرضنا مع الرئيس السيسى إلى القضية الليبية ونتمنى أن تسير ليبيا فى الاتجاه الصحيح، واتفقنا ونحن متفقون منذ أشهر أنه لا مجال لتقسيم ليبيا فهى دولة واحدة والتقسيم سيكون مقدمة لتقسيمات أخرى».