الدول العربية ومنظمة التجارة العالمية

تعتبر منظمة التجارة العالمية قضية من قضايا الامة العربية وهى قضية تحمل كل خصائص العمل العربى على المستوى الدولى، وعلى الرغم من أن منظمة التجارة العالمية استغرق إنشاؤها حوالى ثلاثين عاما (1963-1993) إلا أنه فى بادئ الأمر الدول العربية كانت شبه غائبة عن اللقاءات الدولية والترتيبات الدولية التى كانت تعمل على قيام المنظمة، فلم تشارك فى الترتيبات لهذه المنظمة وحتى التى شاركت لم تشارك كمجموعة لها خطة محددة تفاوض حولها وتستقطب المؤيدين لها، وربما ترجع الأسباب لهذا هوضعف واضطراب التنسيق بين الدول العربية خاصة على المستوى الدولى بالاضافة للمشاكل التى تعرض لها العمل العربى على المستوى الدولى لتصنيف الدول العربية ضمن الدول النامية، فقد عملت الدول المتقدمة على تهميش دور الدول النامية فى الأحداث الدولية عربا وغيرهم، وكانت الدول العربية أقوى مجموعات الدول النامية المرشحة لابطال هذا التهميش وهذه القوى وراءها أسباب كثيرة إحداها البترول، ولكن بعد فترة أدركت الدول العربية أهمية المنظمة وأصبحت غالبية الدول العربية الآن لها ارتباطات لهذه المنظمة سواء عضوية كاملة أومراقبين أوشبه مراقبين ولكن قابلت الدول العربية عدة مشاكل منها العلاقة بين التجارة الدولية ونقل التكنولوجيا والعلاقة بين التجارة الدولية والديون والتمويل والعلاقة بين التجارة الدولية وقضايا العمل والبيئة وتحرير التجارة فى الخدمات والسلع الزراعية انتاجا وتجارة وكل قضايا حقوق الملكية الفكرية والعلاقة بين التجارة الدولية والاستثمار، واذا نظرنا إلى هذه المشاكل نكتشف ان المجالات الرئيسية التى تعمل عليها المنظمة مطلوب اعادة النظر فيها حيث ان لكل الدول مشكلات مع منظمة التجارة العالمية حتى الدول المتقدمة التى صنعت المنظمة، ولقد فرضت الاحداث العالمية التفاوض من جديد حول هذه القضايا وكشف المراقبة بقضايا الدول مع منظمة التجارة العالمية ان كل القضايا الخاصة بالدول المتقدمة بدأ التفاوض حولها أوحدد موعد التفاوض حولها أمام القضايا الخاصة بالدول النامية وضمنها الدول العربية مع المنظمة، فإن القليل من الدول العربية هوالذى بدا التفاوض حول اما الكثير منها فإنه لايزال فى مرحلة الدراسة وربما مرحلة الدراسة تعنى للكثير من الدول هورفض الاعتراف بهذه القضايا. وليس الهدف من مقالتى هذه هوانسحابنا كدول عربية من منظمة التجارة العالمية ولكن يجب علينا إصلاح البيت العربى من الداخل وهذا يتطلب أن يعمل العرب كفريق واحد فى التعامل مع هذة المنظمة كما يتم التنسيق بين كل الدول العربية لتحديد مطالبها تحديدا كاملا بناء على دراسات واقعية للعبور من تلك المشاكل.
حفظ الله لنا عروبتنا واتحادنا فى كل المناحى والمجالات