مع تزايد حدة الاحتجاجات فى سوريا واستمرار القمع من جانب نظام الأسد أكدت الولاياتالمتحدة أنها تدرس تقديم مساعدات إنسانية للشعب السورى، لكنها لا تفكر فى تسليح المعارضة «الآن» فى وقت نقل فيه وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عن الرئيس السورى بشار الأسد «التزامه» بوقف العنف وسط تحركت عربية وغربية لطرد السفراء السوريين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى: إن واشنطن تدرس امكانية توفير مساعدة إنسانية للسوريين وتتواصل لأجل ذلك مع الأصدقاء لكنه أوضح أنه لا توجد بعد آليات لتجسيد هذا الأمر. وأضاف كارنى أن واشنطن لا تفكر «الآن» فى تسليح المعارضة وهى ترى أن العقوبات والضغوط الدبلوماسية فعالة فى إضعاف نظام الأسد. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال الاثنين إنه يفضل حلاً تفاوضيًا وإن نجاح التدخل فى ليبيا لا يعنى أن بالإمكان تكراره فى أماكن أخرى. وأكد هنرى إنشر سفير الولاياتالمتحدة فى الجزائر أن بلاده لا تمانع فى منح الأسد الحصانة منعًا للحرب الأهلية. وقال لصحيفة الخبرالجزائريه إنه «لا ضرر من التوصل إلى منح الحصانة كجزء من صفقة لضمان تفادى الحرب الأهلية مثلما حدث مع الرئيس اليمنى على عبدالله صالح الذى منح الحصانة من الملاحقات بموافقة أمريكية رغم انتقادات المعارضة والمنظمات الحقوقية. وأضاف: أن «الحديث عن امكانية ضمان خروج آمن للرئيس السورى مقابل وقف العنف وتفادى الحرب الأهلية أمر وارد على اعتبار أن الأولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية تكمن فى حماية المدنيين. من جانبه أعلن وزير الخارجي الروسى سيرجى لافروف.. أن مصير الرئيس السورى بشار الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم فى مفاوضات بين السلطة والمعارضة متحدثًا غداة زيارة لدمشق. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفى فى موسكو: «إننا لا نفهم هذا المنطق، كما لا نفهم القرار المتسرع بتجميد نشاط بعثة مراقبى الجامعة العربية فى سوريا». وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجى أنها قررت الطلب من سفراء النظام السورى مغادرة أراضيها بشكل فورى وسحب جميع سفرائها من دمشق منددة ب«المجزرة الجماعية ضد الشعب الأعزل، فى هذا البلد وفقًا لبيان رسمى. فيما نفى مصدر مسئول بالجامعة العربية أمس ما تردد عن سحب الجامعة بعثة المراقبين التابعة لها والمتواجدة حاليًا فى دمشق عقب تعليق أعمالها. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية «د. ب. أ» أن الجامعة العربية طالبت رئيس البعثة بضرورة إعطاء عطلة للمراقبين لزيارة دولهم والإبقاء فقط على رئاسة البعثة وغرفة العمليات، بحيث لا يتجاوز عدد أعضاء البعثة 10 أفراد لحين اتخاذ قرار نهائى من مجلس الجامعة العربية المقرر الأحد المقبل بسحب البعثة أو الإبقاء عليها. فى سياق متصل كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى سوف تعقد ولأول مرة اجتماع لها خارج دول المجلس، وأوضحت المصادر أن الاجتماع 38 للمجلس سوف يعقد بالقاهرة يوم الأحد القادم لاتخاذ موقف خليجى موحد بشأن سوريا يتم عرضه على اجتماع وزراء الخارجية المقرر عقده مساء نفس اليوم .ميدانيًا قال نشطاء إن قوات مدرعة موالية للرئيس بشار الأسد توغلت فى مدينة حمص بوسط سوريا أمس وهى تطلق قذائف صاروخية وقذائف الهاون لإخضاع الأحياء المناوئة.. جاء ذلك بعد يوم من إعلان أن الأسد يريد السلام، وقال إن دبابات دخلت حى الإنشاءات واقتربت من حى بابا عمرو الذى كان هدفًا لأشد هجمات القوات الموالية التى أودت بحياة أكثر من 100 شخص فى اليومين الماضيين. وقال الناشط محمد الحسن عبر هاتف يعمل من خلال الأقمار الصناعية من حمص «الدبابات الآن عند مسجد القباب والجنود» دخلوا مستشفى الحكمة فى إنشاءات واقتربوا أيضًا من بابا عمرو ويسمع الآن القصف على كرم الزيتون والبياضة. وأضاف قوله «الاتصالات مقطوعة فى كثير من أجزاء حمص ويصعب تجميع صورة شاملة لكن الدبابات منشورة فى الطرق الرئيسية فى المدينة ويبدو أنها تتجه للتوغل فى المناطق السكنية. واستمرت الهجمات على حمص على الرغم من حصول روسيا على وعد من الأسد بإنهاء إراقة الدماء وذلك فى حين تسعى الدول الغربية والعربية لزيادة عزلة الأسد فى أعقاب الهجوم على المدينة.