تعهد الملك المغربى محمد السادس بتحسين ظروف الجنود الذين ما زالوا فى إطار الخدمة أو المتقاعدين، وذلك بعد مظاهرات واعتصامات نظمها بعضهم، وأيضا بعد محاولات انتحار بالحرق أودت بحياة جنديين. يأتى هذا التطور بعدما لقى جندياً مغربياً الأسبوع الماضى مصرعه حين حاول حرق نفسه احتجاجا على عدم حصوله على سكن، وقبله جندياً متقاعداً أقدم على نفس الفعل. كما احتج مئات من الجنود المغاربة المتقاعدين الذين كانوا رهن الاعتقال لسنوات طويلة فى سجون جبهة البوليساريو بالصحراء الغربية على ضعف معاشاتهم والتعويضات التى قدمت لهم. من جانبه يشرع الرئيس التونسى محمد المنصف المرزوقى اليوم فى جولة ثلاثية تشمل المغرب وموريتانيا إحياء اتحاد المغرب العربى المعطل منذ عقدين, كما سيبحث القضايا الأمنية المشتركة التى باتت أكثر إلحاحا فى ضوء ما جرى فى ليبيا من اضطرابات.. وتعود آخر قمة مغربية إلى العام 1994, وكان مقررا عقده لقادة الدول الخمس الأعضاء (تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا) برئاسة العقيد الليبى الراحل معمر القذافى إلا أنها لم تعقد.. ويعد النزاع على الصحراء الغربية المستمر منذ العام 1975, العائق الرئيسى الذى يحول دون تكامل اقتصادي. ويدعو المرزوقى إلى وضع قواعد جديدة تسمح لمواطنى المغرب العربى بحرية التنقل والاستثمار والتملك فى الدول الأعضاء. وفى انتظار القمة المحتملة التى يأمل المرزوقى أن تعقد هذه السنة فى تونس، تستضيف الرباط نهاية هذا الشهر اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد، وهو ما من شأنه أن يعطى دفعا للمحاولات الرامية إلى إذابة الجليد عن هذا التجمع الإقليمى الذى تأسس عام 1989.