خط بإرادته فصلا جديدا من الإبداع فى تاريخ البشرية.. أملا فى أن يلتفت إليه وإلى أقرانه فى مصر والعالم العربى كل مسئول ليمنحهم أبسط حقوقهم فى الدمج والتمكين وتوفير فرص العمل والعلاج ومستلزمات التعايش؛ مما يوفر لهم الحق فى حياة كريمة تساعدهم على قهر التحديات ومواصلة العمل والإبداع وتحولهم لطاقات منتجة. أيمن يوسف أحد ذوى الهمم على مشارف العقد الرابع من عمره، سار على خطى عالم الفيزياء البريطانى (ستيفن هوكينج) ليقهر ظروف مرضه ويحقق إنجازا علميا سيمثل فتحا جديدا فى العلوم الطبية والاجتماعية والنفسية، فى تخصص طبى نادر مرتبط بأمراض الجهاز العصبى المركزى والعضلات فى سلسلة الإعاقات غير المرئية، والتى تشمل مجموعة أمراض الفيبروميالجيا وال إم إى «ME» إلتهاب الدماغ والنخاع الحميد الموهن للعضلات ومرض عدم تحمل الجهد الجهازى النظامى ومتلازمات التحسس المركزى وأمراض النوم المختلفة التى باتت تمثل فرعا منفصلا من فروع علم النفس والأعصاب ويندرج تحتها أكثر من 52 مرضا قد يعيق مسار الحياة الطبيعى. حوّل «يوسف» معاناته ومرضه لمصدر إلهام علمى ليبحث عن حقيقة هذا المرض النادر ويتوصل لنتائج علمية يمكن للقائمين على المنظومة الصحية والتشريعية والقانونية اتخاذها كقاعدة انطلاق تساهم فى ادخال بروتوكولات العلاج الحديثة لمصر والوطن العربي، وكانطلاقة لإعادة صياغة البناء التشريعى والحقوقى لهذه الفئة من ذوى الاحتياجات الخاصة. درجة الدكتوراه التى حصل عليها من جامعة نيويورك الدولية - بالتعاون مع نخبة من أساتذة جامعة عين شمس- تمثل أول دراسة علمية فى مصر والشرق الأوسط عن إعاقات الجهاز العصبى المركزى غير المرئية، ليصبح بذلك أول أخصائى مصرى فى هذا المجال. تمكن «يوسف» بهذه الدراسة العلمية من كتابة أول مرجع عربى يخص تلك الفئة من الأمراض فى ظل ندرة الأدبيات العلمية عن هذا الموضوع نظرا لحداثته، وليكّون أول الأدبيات الطبية والتشريعية والحقوقية والتشخيصية المقرونة بتوصيات علمية لفئة من المرضى عانت من التهميش والرفض والتنمر نظرا لاختلافهم وعدم فهم المحيطين لحالتهم. رحلة كفاح خاضها «يوسف» مسلحا بالأمل ضد مجموعة أمراض مهلكة متحديا الرفض المجتمعى والجهل والتنمر فى ضوء تآكل المخيلة العلمية، وتهالك البنية التشريعية فى واقع قد لا يعترف بالاختلاف والندرة والموهبة التى يحملها كل ذى همة يمتلك فكرا أو مشروعا أو ارادة للتتغير أو للتنوير. واصل «يوسف» رحلته معتمدًا على ذاته فى أداء وظائفه الحياتية اليومية فى ظل إهمال طبى وإنسانى جسيم، من أجل خدمة هؤلاء المرضى والتعريف بهم وتوفير علاجاتهم وأدواتهم التشخيصية غير المعروفة فى مصر. يحلم «يوسف» بحملات الدعم والتوعية فى المحيط الأسرى والاجتماعى للمرضى، وفى الأوساط الطبية خاصة أن هناك عدم معرفة بهؤلاء المرضى والطرق الحديثة فى تشخيصهم وعلاجهم، والتى أفردت لها الدراسة الاهتمام الأكبر وفقا لآخر انجازات علوم الجينيوم البشرى وتطبيقاته الطبية والعملية فى العلاج والتأهيل وتوفير درجات التعايش.