مع انتهاء الانتخابات البرلمانية، التى أسفرت نتائجها عن وجود 13 حزبًا سياسيًا تحت القبة يبدو أن ملامح الحياة السياسية داخل مجلس النواب ستتغير عن عما كانت عليه فى برلمان 2016 والذى كان يضم عددًا من التكتلات السياسية والائتلافات مثل ائتلاف الاغلبية (دعم مصر) وتكتل 25/30. البرلمان المنتظر، قد يشهد نهاية لعصر الائتلافات البرلمانية والتكتلات السياسية تحت القبة بعد أن حصد حزب مستقبل وطن أغلبية مريحة تسمح له بتمرير أي قوانين دون الحاجة إلى أصوات نواب آخرين باستثناء القوانين المكملة للدستور أو الاستفتاء على الدستور والتى تستوجب موافقة ثلثى أعضاء المجلس. نفادى: الخلافات الأيديولوجية لن تسمح بوجود تكتلات سياسية للأحزاب
من جهته قال الكاتب الصحفي محمود نفادى المتخصص فى شؤون البرلمان: إن البرلمان المرتقب لن يشهد أى تكتلات سياسية لأحزاب أخرى خلاف مستقبل وطن، خاصة مع وجود اختلافات أيديولوجية عميقة توسع الهوة بين الأحزاب السياسية المتواجدة داخل المجلس، فلا يمكن أن تجد توافقًا بين أحزاب التجمع والوفد والمصرى الديمقراطي بسبب هذه الائتلافات التى لا تسمح لهم بأن يتواجدوا فى وعاء سياسى واحد، وأضاف نفادى فى تصريحات خاصة أن المستقلين سيكونون أكثر ميلًا للانضمام إلى الهيئة البرلمانية الخاصة بمستقبل وطن بجانب أن عددًا من النواب الفائزين على مقعد الفردى، هم فى الأصل أعضاء فى حزب مستقبل وطن، كما أن عدد النواب الفائزين بالأحزاب لا يسمح لهم بتكوين تكتل قوى، وبالتالى مرحلة التكتلات السياسية انتهت.
قنديل: مجلس النواب سيشهد تنسيقًا سياسيًا وليس ائتلافًا برلمانيًا
من جانبه قال عبدالناصر قنديل، أمين العام المساعد لشئون التثقيف والتدريب بحزب التجمع، إن مجلس النواب هذه الدورة يختلف عما قبله، لأنه يمتلك ما يسمى بحزب الأغلبية «مستقبل وطن»، مشيرًا الى أنه فى المقابل هناك مجموعة من القرارات التى تستوجب أغلبية خاصة قوامها ثلثى مجلس النواب، وهى القرارات التشريعية لعمل المجلس التشريعى، مثل القوانين المكملة للدستور، وتعديل الدستور وغيرهما. وأضاف قنديل فى تصريحات صحفية ل«روزاليوسف»، أن البرلمان المقبل إيزاء موقف يمكن أن يتبلور داخل البرلمان لوجود تنسيق سياسى، وليس ائتلافًا برلمانيًا، وهو تنسيق على القرارات المهمة، والتى تستدعى عقد حوارات بين الاحزاب السياسية من أجل التوافق على صيغة يمكن تمريرها داخل البرلمان من خلال توحيد القوى السياسية معنا.. وحول مشاركة الاحزاب الممثلة فى قائمة من أجل مصر لتشكيل ائتلاف داخل البرلمان، أوضح قنديل، أن قائمة من أجل مصر باعتبارها الاقرب لتشكل الائتلاف، اعلنت أنها كانت ائتلافا انتخابيا وليس سياسيا، ولكن سوف تعيد النقاش مرة أخرى تحت قبة البرلمان من أجل بلورة موقف مختلف.
هلال: سنتعاون مع كل الهيئات البرلمانية داخل المجلس
واتفق معهم عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، وعضو مجلس الشيوخ، مؤكدا أن المجلس الحالى لن يشهد ائتلافات مثل «دعم مصر»، الذى حظى بالأغلبية النيابية، بعد حصول الحزب على «أغلبية» مقاعد المجلس، مؤكدا أنه سيكون هناك تعاون مثمر مع كل الهيئات البرلمانية للأحزاب تحت قبة المجلس، ومع المستقلين بما يخدم مصلحة الدولة والمواطنين، وأن الهدف الأساسى للجميع هو المصلحة العامة وهو الحاكم لأى تعاون مستقبلا.. وبشأن مستقبل تحالف القائمة الوطنية (من أجل مصر) تحت قبة المجلس، قال هلال إن التحالف كان انتخابيا فقط.