تشهد منظومة التربية والتعليم تغييرات جذرية فى طرق التعلم وطرق التقييم الأمر الذى ترتب عليه تغيير كبير فى دور المعلم داخل الفصل لكل مراحل التعليم. ففى مرحلة رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الاولى من التعليم الابتدائى والتى تطبق المناهج الجديدة، أصبح دور المعلم ياسيرًا للمادة التعليمية وليس ملقنًا لها كما اعتاد المعلمون لمدة أجيال كثير.
يتم تطبيق نظام جديد من التعليم يعتمد على الطالب كأساس لتحصيل المعلومة ويصبح دور المعلم مرشدًا للطالب فى الوصول لهذه المعلومة بنفسه أو عن طريق تفاعله مع زملائه وفرضت هذه الطريقة الجديدة تدريبًا خاصًا جدا لمعلمى هذه المرحلة خاصة أنه يمتنع على الطلاب هذه الصفوف إدخال أى وسيلة تكنولوجية بهدف تمكينهم من مهارات القراءة والكتابة والرياضيات قبل إدخال عنصر التكنولوجيا. وفى مرحلة التعليم الثانوية والتى شهدت تغييرًا جذريًا فى طريقة التقييم ليكون معتمدًا على فهم مخرجات التعلم وليس حفظ المعلومات تغير دور المعلم نهائيا بحيث يكون دوره هو إرشاد الطالب إلى المصدر المهم للحصول على المعلومة وليس إعطاء المعلومة بهدف بناء عقل نقدى قادر على الوصول للمعلومات من مصادر موثوقة وتحليلها واستخراجها وربطها بالمعلومات من نفس الموضوع ومع تطبيق النظام التراكمى الجديد للثانوية العامة بداية من العام الدراسى المقبل سيكون هناك دور أكبر لمعلمى التعليم الثانوى فى التعامل مع التكنولوجيا والمنصات الالكترونية الحديثة لإرشاد الطلاب عليها. فى نفس الوقت تقدم وزارة التربية والتعليم تدريبات لمادة التخصص لمُعلمى الصفوف من الرابع الابتدائى إلى الثالث الإعدادى لعدد 101 الف معلم بهدف تطوير مهاراتهم فى مواد تخصصاتهم العلمية وزيادة ما لدى المعلم من معارف ومفاهيم ومهارات وتحسينها فى مجال عمله ومسئولياته المهنية، خصوصًا فى مادة تخصصه، بالإضافة إلى خلق مجتمعات التعلم والاستفادة من نقل خبرات كل معلم للآخر وإعدادهم للمتغيرات الجديدة للتعليم ومنها الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمى وكوفيد 19، خاصة أنها غيرت من أساليب التعليم التقليدية واستراتيجيات التعليم والمناهج، فحررت التعلم من الزمان والمكان، فلم تعد المدرسة بالشكل الطبيعى، أو المناهج الثابتة مناسبة لهذا العصر.