الرئيس خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة: لا يمكن هزيمة مصر بحرب من الخارج.. ولا تصالح مع من يسعى لهدم بلادى ويؤذى شعبى وأولادى أحمد إمبابى وأحمد قنديل
بالتزامن مع الاحتفالات بالذكرى 47 لانتصارات أكتوبر المجيدة، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، رقم 32، «أكتوبر 73.. رمز البقاء والنماء»، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من قادة القوات المسلحة وأبطال النصر فى حرب أكتوبر. وخلال الاحتفالية استمع الرئيس السيسى إلى كلمات من أبطال نصر أكتوبر، كما شاهد فيلما تسجيليا بعنوان «حكاية علم»، من إنتاج الشئون المعنوية، كما تضمنت الندوة التثقيفية عددا من الفقرات الفنية والغنائية بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر، كما حرص الرئيس على الترحيب بقادة حرب أكتوبر المشاركين فى الندوة التثقيفية، حيث قدم الرئيس، التحية لقادة أكتوبر الذين حضروا الندوة، ووجه الرئيس حديثه للقادة الحضور بالندوة قائلا: «نرحب بقادة أكتوبر الفريق صفى والفريق زاهر ومصطفى وباقى القادة الآخرين.. شرفتونا ونورتونا». أجيال جديدة للحروب وخلال الاحتفالية قدم الرئيس السيسى عددا من الرسائل المهمة، حيث أكد، أن مصر لا يمكن القضاء عليها بحرب من الخارج، مضيفًا أن الحروب المباشرة كانت تستخدم فى الماضى لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، مشددا على أن أهم الأزمات التى مرت بها مصر منذ 65 عاما هى الوعى بهدف الحفاظ على الدولة فى ظل الأجيال الجديدة من الحروب التى تحول الرأى العام لأداة لتدمير الدولة، والتى يمكن تجاوزها من خلال الوعى وفهم أزمات الدولة بشكل صحيح. وأشار الرئيس أنه تحدث مع الكثير من المثقفين فى 2011 وكانت القضية الحقيقية هى الفهم الحقيقى لأزمات الدولة، وأضاف الرئيس أنه عندما كان وزيرًا للدفاع كرر هذا الموضوع كثيرًا خلال لقاءاته مع رجال القوات المسلحة وكان يؤكد دائمًا على حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية. التوعية بحجم التحديات وقال السيسى: «لا يمكن قبول التدمير والإيذاء للدولة باعتباره الحل»، متابعًا: «الكلام ده قولته وفيه تسجيلات وأنا وزير للدفاع.. التوعية مهمة بحجم التحديات داخل الدولة المصرية.. والناس لها آمال وأحلام.. والدولة قد تكون غير قادرة على تحقيقها». واستطرد: «الدكتور مصطفى مدبولى بيتكلم على الموازنة وعجزها.. وأنا هتكلم على هل الموازنة بغض النظر على عجزها، يمكن تحقيق آمال الناس؟.. ومثال بسيط للناس.. لو دخلك ألفين جنيه ومصاريفك ألفين و500 جنيه يبقى العجز عندك 500 جنيه.. بس أنت عاوز 5 آلاف.. وبالتالى الدولة عليها الإنفاق.. والدولة عاوزه كام؟ ومصر عدد سكنها 100 مليون.. وتراكم عدم الصرف على مدار 15 سنة يترتب عليه تحديات خطيرة فى كل المجالات فى التعليم والصحة وغيرها». وتابع: «عدم الإنفاق وتوفير مطالب المواطنين سيتم تصويره على أنه فساد فى إدارة الدولة على عكس الحقيقة»، مضيفا: «التحديات الموجودة داخل مصر كبيرة.. إحنا بنواجه تحديات قادرين على أننا نتغلب عليها.. ونشتغل ونبذل جهد ونستحمل من خلال الاستقرار والعمل». وأضاف: «بالمناسبة فى البداية خالص.. اتكلمت معكم هل قلت لكم أوهام؟.. قلتلكم إن فيه تحديات.. قادرون على النجاح وقلتلكم.. واحنا بنبنى ونعمر.. ومش رايحين نحارب ونخرب وعاوزين نصلح للناس وربنا هيساعدنا.. أنا مش ببيع الوهم ولا بضحك على الناس.. مهم أن الرأى العام ينتبه للحرب.. والحرب اللى بيتم إدارتها ضدك.. ومحدش هيقدر يهزمنا أبدا بحرب من بره.. وفى عام 2011 اللى عاوز يوصل للحكم.. وصل للحكم والدولة مستقرة». العبث بصمود الشعب وقال الرئيس، إن عام 67 شهد هزيمة قاسية، لكن الشعب وقف وصمد من أجل قضيته، ونجح بالدم والصمود.. لكن اليوم يتم العبث بصمود الشعب، مضيفًا: «القضية الآن داخل الدولة المصرية هى الحفاظ على النظام.. بقولكم كده عشان تدرسوا الكلام ده بمدارسكم.. وتقولوا للجنود بتعتكم تقوله لأسرهم.. القضية المهمة هى استقرار الدولة لتقف على حيلها». وأشار الرئيس : «فى 2011 التجاوز اللى تم فى كل القطاعات، وسرقة خطوط سكة حديد، وسرقة خط الواحات»، مضيفا: «لو أكون عاوز أهد الدولة دى أحرك شعبها وأحوله إلى أداة لتدمير الدولة.. وهذه القضية التى تهمنا بالدولة.. صمود الدولة واستقرار الدولة وثبات الدولة.. والجيل الرابع والخامس من الحرب موجود ومستمر وكل يوم يطلع جديد، وهى قضايا لاستفزاز الرأى العام للتشكيك فى قدرات قيادته والتشكيك فى جيشه». وأضاف: «الحفاظ على الدولة واستقرارها هو القضية الأهم فى مصر، وهناك محاولة للنيل من صمودكم المستمر.. صلابة واستقرار الدولة بوعى شعبها هو الوعى الحقيقى.. ولا يمكن أوهمكم بالكذب». إنجازات 6 سنوات وأكد الرئيس، أن هناك من يحاول استغلال الأوضاع داخل مصر بشكل سلبى، قائلا: «لا والله.. والله والله لأحاجى الكل يوم القيامة على اللى إحنا بنعمله لبلدنا». وأضاف: «علينا أن نواصل العمل.. وعدم الراحة والنوم والعمل.. ونفضل نشتغل ونشتغل ونشتغل حتى نطلع إلى قدام.. ونبقى فاهمين أن اللى بيتعمل معاكو فى تصدير القضايا والصعوبات اللى بنقلبها هى محاولة لوقوع الدولة مرة تانية.. والله والله والله.. وقسما بالله اللى اتحقق خلال 6 سنوات اللى فاتوا يساوى عمل 20 سنة.. أنا بحلف بالله.. ولسه كمان 50 سنة شغل.. ونقدر نعملهم فى 6 سنوات.. ربنا يعينا على التنفيذ». المؤامرات ضد الدولة وحذر الرئيس، المصريين من المؤامرات التى تحاك ضدهم وضد بلدهم تستهدف أمن واستقرار مصر من الداخل والخارج، موضحًا: «أنا بقولكم أنكم دايما مستهدفين.. وبالمناسبة عاوزين ترتاحوا من اللى بيتعمل فيكم ده.. كل يوم.. اتصالحوا!.. نعمل إيه يا دكتور مصطفى.. نتصالح.. أنا مقدرشى أتصالح.. مقدرش أتصالح مع اللى عاوز يهد بلادى ويؤذى شعبى وولادى». وأضاف الرئيس: «لو اختلفت معايا اختلاف كده وكنت على قدر الاختلاف أهلا وسهلا، لكن علشان تخش تقتل وتدمر وتضيع 100 مليون أقدر أتصالح إزاى، إذا كان شعب مصر هان عليك، الأطفال وسيدات مصر والكبار هانوا عليك.. مستعد تشردهم وتوديهم يتقتلوا ويبقوا لاجئين، ومخوفتش ومقولتش بلاش لأجل خاطر الناس فى مصر». مواجهة العشوائيات وقدم الرئيس السيسي، الشكر للدكتور مصطفى مدبولى على طرح تاريخ مصر من خلال إطلالة على حال مصر على مدار 120 سنة الماضية، وكيف تحولت أوضاع الدولة المصرية، وهو ما نحاول معالجة العوار اللى حصل خلال السنوات اللى فاتت والتراكمات التى تمت. وأضاف الرئيس، خلال كلمته: «هل منظومة المحليات قادرة على إدارة مطالب الدولة وتنميتها بالشكل الذى لا يسبب مشاكل؟ زى ما قولت الدولة شهدت تراجعا فى كل منظومات الدولة خلال ال 60 سنة الماضية ومنها منظومة المحليات.. ولما تراجعت منظومة المحليات.. وجدنا أنفسنا نواجه العشوائيات.. و50 % من مساحة مصر أصبحت عشوائيات.. ونحتاج إلى أرقام هائلة وفتح طرق داخل الكتل السكانية». أهل الشر وتدمير الدولة وأضاف الرئيس: «إذا كان شعب مصر هان عليك، الأطفال وسيدات مصر والكبار هانوا عليك مستعد تشردهم وتوديهم يتقتلوا ويبقوا لاجئين ومخوفتش ومقولتش بلاش لأجل خاطر الناس فى مصر، لو أنت قلت لأجل خاطر الناس فى مصر بلاش، أقول والله ضميرك ودينك وإنسانيتك موجودة، لكن انت مبتعملش كده، يبقى لا عندك ضمير ولا إنسانية ولا دين». وأضاف: «اللى يبقى عاوز يضيع 100 مليون علشان يصل لمكان يتصور أنه يعمل بيه دولة، دولة تقوم إزاى؟، دى دولة مقمتش بقالها 150 سنة انت فاهم الحكاية؟ فاهم يعنى إيه دولة، طيب والله العظيم وأنا صادق إن شاء الله أنا قعدت مع كل الناس دى سنة ونصف قبل انتخابات 2012 وسألتهم هتعملوا إيه فى مشكلة التعليم والصحة والإسكان والأزمة الاقتصادية، أنا والله العظيم ملقيت إجابة!!، يعنى انت عاوز تتصدى لدولة تمسكها وانت مش عارف تحدياتها وإزاى هتحل المسألة.. بقولكم الكلام ده علشان كلنا نمسك فيها، طيب إحنا هنقدر نحل المسألة، أيوه طبعا، علشان احنا بنبذل أقصى جهد عندنا وربنا قال وأعدوا لهم ما استطعتم واحنا بنعمل ما استطعنا فلابد يبقى فيه إيه؟ يبقى فيه نصر، النصر ده إيه؟، بناء وتنمية وإعمار وإصلاح ونجاح فى كل المجالات». مواجهة الإرهاب وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الجيش فى 1967 تحمل الألم واجتهد وقدم دماء الشهداء وحقق نصر أكتوبر 1973، مضيفًا: «استطعنا أن نتجاوز ده وتحقق، وربنا وفقنا.. وبوجه التحية للجيش». وأضاف السيسي، أن الجيش حاليا يبذل جهدا كبيرا جدا فى محورين، الأول فى مواجهات الإرهاب والمحور الثانى يساهم مع الدولة فى التنمية. وأكد، أن هناك من يحاول أن يصدر للشعب المصرى أن السلطة فى مصر فاسدة من أجل إثارة المواطنين على خلاف الحقيقة، مضيفًا: «الإعلام اللى برا بيقول دول فاسدين سايبينكم وبيعذبوكم، لا والله.. والله لأحاجى الكل يوم القيامة على اللى إحنا بنعمله لبلدنا، منرتحش ولا ننام نفضل نشتغل ونشتغل ونشتغل علشان نطلع قدام».
الرئيس يكرم أبطال مسلسل «الاختيار»
كتب_ أحمد إمبابى وأحمد قنديل
شهدت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة رقم 32 تكريم أبطال مسلسل «الاختيار» الذى عرض فى شهر رمضان الماضي، وجسد بطولة الشهيد أحمد منسى فى مواجهة تنظيمات الإرهاب بسيناء، بحضور الفنانين أمير كرارة وأحمد العوضى ودينا فؤاد ومحمود حافظ وباقى أبطال وصناع المسلسل، حيث قدم «كرارة» الذى جسد شخصية الشهيد أحمد منسى الشكر للقوات المسلحة على إتاحة الفرصة له لتقديم رسالة الاختيار. وتحدث أيضا باقى أبطال المسلسل، حيث تحدث الفنان أحمد العوضى عن دوره فى تقديم شخصية الإرهابى هشام عشماوى، وقال إنه قدم رسالة الكره والغل الذى يحملها أهل الشر تجاه مصر والشعب المصر، ودى كانت رسالة مهمة للشعب المصرى. فيما وجه الرئيس السيسى الشكر لأبطال مسلسل الاختيار، وأكد أن ما قدمتموه فى المسلسل كان فيه صدق حقيقى وصل للمصريين وخارج مصر، مضيفا أن الصدق فى المسلسل كان حاضرا لتجسيد واقع نعيشه دون مبالغة أو تهويل. وقال الرئيس: «المسلسل كان صورة رائعة لواقع عشناه وبنعيشه وثمن دفعته مصر وأبناؤها سواء للفكرة الخبيثة اللى بيحاولوا ينشروها أو للناس اللى بتقدم نفسها لحماية بلدها». وأضاف الرئيس: «الشكر الذى نقدمه لكم ليس على الجهد المبذول، لكن على الفكرة التى تم تقديمها، فخلال سنوات كتيرة من تناول إعلامى لما يحدث فى سيناء لم تصل للناس بالمستوى الذى تم تقديمه خلال شهر من خلال مسلسل الاختيار». وتابع: «المطلوب كثير جدا، مسلسل واحد مش هيكفى، واتنين وتلاتة وأربعة، لأننا موجودين وعايشين التحدى ، من المهم أننا نقدم للجيل الحالى والأجيال القادمة والأحفاد كنا فين فى 2012، و2013 والوضع حاليا، من المهم أنهم يعرفوا مصر قدمت إيه». واستطرد: «الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، أحمد منسى وباقى الشهداء هم عند ربنا، لكن حقهم علينا أننا ننقل صورتهم وكفاحهم واستشهادهم لكل بيت مصرى حتى نوجه الشكر لكل شهيد، ولكل أسرة شهيد». ووجه الرئيس السيسى رسالة للفنان أحمد العوضى حول دوره بتجسيد شخصية الإرهابى هشام عشماوى «قدمت فكرة قاسية.. جسدت الدور بكل ما تعنيه الكلمة.. والصورة الحقيقية لهم.. لكن هذا الدور لن ينال منك أو شخصيتك». وأضاف الرئيس: يمكن دور أمير، فى إشارة لدور أحمد منسى، كان محل تقدير من الناس كلها، لكن أتحدث عن أدوار شخصيات الإرهابيين، كانت الفكرة صعبة، لكن بدون مبالغة وهذا ما ميز العمل من صدق وصل لكل الناس فى مصر وخارجها. رئيس الوزراء: 424 مليار جنيه تكلفة تطوير المناطق غير الآمنة والمناطق العشوائية غير المخططة كتب - حسن أبوخزيم
ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس كلمة خلال انعقاد الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، استهلها بتوجيه التهنئة إلى الشعب المصرى بمناسبة حلول الذكرى ال47 لنصر أكتوبر المجيد، مشيرًا إلى أنه يمثل نقطة تحول جذرية فى تاريخ مصر نحو التقدم والنماء لمصر. وقال مدبولى: «ارتبطت هذه المناسبات التاريخية دائمًا بكونها فرصة جيدة لكى نجلس معًا، ونسترجع أهم الأحداث التى مرت بها هذه الأمة»، مؤكدًا أن هذا شىء مهم للغاية كى نتعرف كيف كانت مصر وإلى أين وصلت الآن، وما هى الرؤية المستقبلية لهذه الدولة العظيمة، بما يحقق الهدف الرئيس باستخلاص العبر، التى من الممكن أن تساعدنا على بناء المستقبل لهذه الأمة. واقتبس رئيس الوزراء، عبارة للكاتب محمد حسنين هيكل، يقول فيها «إن الأمم الكبيرة تحيا لكى تتذكر، والأصح أنها تتذكر لكى تحيا.. فتاريخ كل أمة هو خط متصل، وقد يصعد الخط أو يهبط وقد يدور حول نفسه أو ينحنى، ولكنه لا ينقطع أبدًا»، ليبدأ بهذه العبارة سرد ماذا حدث لمصر على مدار ال150 سنة الماضية، وما هى العوامل التى ساهمت فى الأوضاع التى نحياها الآن، وما يتم حاليًا بمصر من تصحيح للمسار وما هى الرؤية للمستقبل القريب. واستعرض مدبولى، التجارب التى مرت بها الدولة خلال الفترة ما بين عامى 1900 حتى 1950، حيث شهد العالم حربين عالميتين وأسوأ أزمة اقتصادية مر بها بدأت منذ عام 1928 واستمرت لفترات طويلة، فضلاً عن ظهور مجموعة من الأوبئة والأمراض أودت بحياة الملايين على مستوى العالم، مستدركًا أن ما ميز مصر فى هذه الفترة هو أنها كانت بمنأى بطريقة غير مباشرة عن الدخول فى تلك الصراعات الكبيرة، حيث لم تكن منغمسة بصورة كاملة فى الحروب. وأضاف رئيس الوزراء: «بالرغم من الأزمة العالمية الطاحنة كان اقتصاد مصر فى هذه الفترة قادرًا على الصمود»، مؤكدًا أن الشكل المميز والقوى الذى كانت عليه مصر فى هذه الفترة لم يحدث بين يوم وليلة، بل كان نتاجًا لجهد وعمل امتد لفترة بلغت 40 أو 50 عامًا قبلها، وجهود الحكام الذين كانوا موجودين قبل هذه الفترة بدءًا من محمد على الذى يعرف بمؤسس مصر الحديثة، والخديوى إسماعيل الذى يُعزى إليه العديد من الخطوات الإصلاحية الكبرى، وأيضًا النهضة التنموية الكبرى التى شهدتها مصر فى هذه المرحلة. وعرض رئيس الوزراء، أرقامًا أكد أنها مهمة فى ضوء توضيح الرؤية الحالية والمستقبلية، مشيرًا إلى أنه فى عام 1900 كان عدد سكان مصر يبلغ 9 ملايين نسمة، وعلى مدار 50 عامًا زاد العدد إلى 19 مليونًا، ففى 50 سنة زدنا 10 ملايين نسمة فقط، ولم يكن متوسط معدلات النمو فى هذه الفترة يتجاوز 2 إلى 3% كنسبة نمو للاقتصاد، ولكن مع عدد السكان الذى كان موجودًا، كانت هذه النسبة أكثر من كافية لتضمن استقرارًا للدولة وحدوث نمو، وكان لدينا فائض فى الميزان التجارى وليس عجزًا، وهو ما انعكس على قوة العملة المصرية فى هذه الفترة، حيث كان الجنيه المصرى يعادل قيمة الجنيه الذهب تقريبًا، وكان الدولار حينها يساوى 20 قرشًا، والذى يقترب الآن من 16 جنيهًا. وأكد أن الاقتصاد المصرى فى هذه الفترة كان قائمًا فى الأساس على الزراعة، وكانت مصر تعرف نفسها على أنها دولة زراعية، ولكن كان لديها بدايات صناعة وطنية، مع رجل الاقتصاد الوطنى طلعت حرب، ولكن الأهم هو فى محصول القطن الاستراتيجى، حيث كانت مصر تزرع منه 1.6 مليون فدان، وكان إنتاجها 6.5 مليون قنطار، مضيفًا: «أن مصر كانت تمتلك أهم بورصة قطن على مستوى العالم، إلى جانب بورصتى القاهرة والإسكندرية، اللتين كانتا فى المركز الرابع على مستوى العالم، كما كانت مدن القاهرة والإسكندرية تعد من أجمل مدن العالم»، مشيرًا إلى أن «القاهرة» فازت بجائزة أفضل مدينة بالعالم فى عام 1925، مؤكدًا أنه لكى تصل القاهرة إلى هذا المستوى وتكون الأجمل حينها كان ذلك نتاج البذرة التى وضعها الخديوى إسماعيل ليبنى القاهرة الجديدة والعصرية، فى وقت لم يكن موجودًا حينها إلا القاهرة التاريخية بكل مشاكلها وتحدياتها، فكانت الرؤية فى إنشاء حاضرة جديدة فى هذا الوقت لتصبح بعنوان «مصر الحديثة» استغرقت نحو 50 سنة حتى أصبحت تصنف كأجمل مدينة على مستوى العالم. وأوضح أن هذه المشاهد التى تحكى تاريخ مصر، تشير إلى أن النمو الاقتصادى كان حينها ببساطة شديدة مرتبطًا بعدد السكان؛ فقدرات الدولة كانت تستوعب هذا العدد، فكان النمو الذى يحدث فى الدولة نموًا مخططًا ومنظمًا، وبالتالى كان شكل المدن المصرية مميزًا، ولم يكن هناك تحدٍ كبير، فمصر كانت تمتلك ثانى أكبر شبكة سكة حديد على مستوى العالم، وكانت هناك وسيلة الترام ووسائل النقل الجماعى الداخلى، كما امتلكت مصر أول محطة طاقة شمسية على مستوى العالم، كما دخلت مصر فى إنشاء محطات توليد الكهرباء منذ عام 1924، واستطاعت مصر مع قوة اقتصادها أن تساند دولاً كثيرة منها دول أوروبية بعد الحرب العالمية، لكى تساعدهم اقتصاديًا على الخروج من الأزمات التى كانت تعانى منها تلك الدول، مستعرضًا لقطة شهيرة لطلب الولاياتالمتحدة من مصر تقديم معونة لدول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. كما لفت «مدبولى»، إلى أنه رغم قوة الاقتصاد فى هذه الفترة، إلا أنه كان هناك تركيز على عدد قليل من السكان فقط فى تقديم بعض الخدمات، وكان ذلك يعتبر إحدى المشكلات الكبيرة المرتبطة بهذا العصر، بمعنى أن كل عدد الطلبة المقيدين بالجامعة المصرية يبلغ 3596 طالبًا فى عام 1930 من إجمالى عدد سكان فى هذه المرحلة وصل إلى 15 مليون نسمة، وهو عدد قليل كطلبة جامعيين، كما كان هناك فقط 1036 مدرسة فى عام 1900 وكان فى هذا التاريخ 9 ملايين نسمة، ولذا فقد كان هناك احتياج لعدد مدارس أكثر، وكانت الرؤية حينها التركيز على فئة معينة تقدم لها جميع الخدمات ولا تصل لكل عموم الشعب المصرى، وعرض الدكتور مدبولى صورًا للمدارس المصرية فى هذا الوقت، فى ظل عدد الكثافات البسيطة والخدمات المميزة وقتها. وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه عند تقييم الفترة ما بين عام 1950 حتى وقتنا الحالى، سنجد أن الظروف بدأت تختلف وبدأت المعايير الخارجية والداخلية أيضًا تختلف، وبدأ التغير الديموغرافى ليبدأ تسارع معدلات النمو السكانى، وهنا تغير دور الدولة الاجتماعى فى كل منظومات الخدمات القائمة فى الدولة، وهو أمر أدى إلى إلقاء أعباء هائلة على الدولة، مما جعلها على مدار ال50 عامًا الأخيرة لم تعد قادرة على مواكبة التسارع الكبير جدًا فى معدلات النمو السكانى، حيث دخلت مصر اعتبارًا من عام 1956 بصورة مباشرة فى سلسلة من الحروب التى استنزفت مواردها بصورة كبيرة ملحوظة. وواصل «مدبولى» شرح الأوضاع التى تلت ذلك، منوهًا إلى أن الدولة خلال الفترة من عام 1956 إلى عام 1973، كانت إلى حد ما فى حالة حرب مستمرة، وأصبح تركيز وتوجه الدولة فيما بعد حرب 1967 على العمل على إعادة بناء القوات المسلحة وتوجيه جميع موارد الدولة الاقتصادية إلى إعادة بناء الجيش المصرى، حتى تمكن فى عام 1973 من تحقيق النصر، وهو ما دعا الدولة إلى سحب أية استثمارات كانت موجهة لتنفيذ أية مشروعات تنموية وخدمية كان من المقرر إقامتها، مشيرًا إلى أن هذه العوامل مجتمعة أسهمت فى الوضع الحالى الذى نشهده حاليًا، وعلينا أن نستخلص العبر والدروس المستفادة من هذه الظروف التى وقعت أحداثها خلال الفترات الماضية، سعيًا إلى التعامل مع مجمل هذه الأوضاع لوضع رؤى مستقبلية تستطيع مواجهة ما يُستجد من تغيرات. وركز رئيس الوزراء، على المعاناة التى شهدتها مصر بسبب الدمار الكبير الذى خلفته الحروب التى خاضتها وصولاً لتحقيق النصر فى حرب أكتوبر 1973، منوهًا إلى بعض الأحداث والحوادث الحاكمة والفاصلة، منها ثورة 2011 وما بعدها حتى ثورة 2013، وما شهدتها هذه الفترة من عدم استقرار، مستعرضًا ارتباط هذه الأحداث والحوادث الحرجة التى مرت بها مصر بمعدلات نمو الاقتصاد المصرى ومدى تأثير ذلك عليه، لافتًا لما شهده النمو الاقتصادى من تراجع، ثم صعود خلال الفترات المتعاقبة من حرب اليمن وعام 1967، مرورًا بحرب أكتوبر 73، وحادث اغتيال الرئيس السادات، وحوادث الإرهاب التى عانت منها مصر لفترات كبيرة ولا نزال نواجه هذا التحدى فى بعض المناطق، ومنها ما حدث فى عام 1990 فى مدينة الأقصر، إلى جانب ما شهدته مصر من تداعيات لأحداث 11 سبتمبر وصولاً إلى ثورة 25 يناير، مضيفًا أن مصر حاليًا بدأت فى استعادة عافيتها الاقتصادية والسير فى المسار الصحيح اقتصاديًا، حيث تم تحقيق معدلات نمو وصلت إلى 5.6%، حتى جاءت أزمة كورونا، التى أثرت على العالم بأسره، قائلاً: «ومع ذلك مصر من الدول القليلة جدًا التى تعد على أصابع اليد الواحدة على مستوى العالم، التى نجحت فى تحقيق نسبة نمو إيجابى خلال هذه الفترة، فى الوقت الذى حققت أغلب اقتصاديات العالم نموًا سالبًا». كما تناول مدبولي، رصدًا لمعدلات الزيادة السكانية بداية من عام 1900، وحتى 2020، مشيرًا إلى أن عدد السكان فى عام 1900 كان 9 ملايين نسمة، ووصل فى 2020 إلى 100 مليون نسمة، مؤكدًا أنه لابد من التوقف عند هذه الأرقام بصورة كبيرة، وأن نعى حجم التحدى الكبير الذى يواجه الدولة، مشيرًا إلى أن ما يثار من ادعاءات حول أن مصر تنظر إلى الزيادة السكانية على أنها مشكلة كبيرة جدًا، وهناك دول تعتبر هذه الزيادة رصيدًا إيجابيًا لها، مؤكدًا فى هذا الصدد أن الدولة المصرية تنظر لجميع مواطنيها كإضافة إيجابية لها. وأشار إلى أننا ننمو على مساحة محدودة للغاية من أرض مصر، وذلك نظرًا لارتباطنا بالعديد من الموارد الطبيعية المتاحة، ومنها المياه التى تُعد موردًا ثابتًا على مدار مئات السنين، وهو ما يُحتم علينا جميعًا السؤال إلى أين سنتوجه خلال العشرين عاما المقبلة، فى ظل تضاعف معدلات الزيادة السكانية وثبات الموارد الطبيعية. وقال: شهدت الفترة من عام 1950 إلى عام 2000 بصفة عامة نموا سكانيا فى كل دول العالم وخاصة فى دول العالم النامي، لكن مصر كانت الأعلى معدلا فى النمو السكانى بالمقارنة بدول أخرى مجاورة؛ فمثلا فى عام 1970 كان عدد سكان مصر يبلغ 33 مليون نسمة، أما الآن فقد وصل عدد السكان إلى أكثر من 100 مليون نسمة، وبالمقارنة بدول مثل كوريا الجنوبية كان عدد سكانها يقترب من عدد سكان مصر فى 1970، بينما وصل عدد سكانها حاليا إلى 51 مليون نسمة فقط. وفيما يتعلق بمقارنة عدد السكان إلى الرُقعة المعمورة من أرض مصر، أشار إلى أن عدد السكان فى مصر فى عام 1950 بلغ 19 مليون نسمة وكانت الرقعة المعمورة تتراوح ما بين 3,5 % إلى 4% من مساحة مصر، وفى عام 2020 تضاعف عدد السكان 5 مرات، وكان لابد أن يقابل ذلك تضاعف الرُقعة المعمورة لمواجهة هذه الزيادة السكانية، وأن تصل إلى 18% من مساحة مصر، حتى نستطيع أن نعيش على نفس المستوى الذى كان متاحاً للمصريين فى عام 1950. وأضاف رئيس الوزراء: حجم المشروعات الذى تم تنفيذه خلال السنوات الست الماضية يعتبر بكل المقاييس غير مسبوق، ومشروعات محطات مياه الشرب التى وصلت بنسبة التغطية إلى 100% من هذه الخدمة، وأصبح يتوافر لدينا واحدة من أكبر محطات الصرف الصحى على مستوى العالم فى الجبل الأصفر، إلى جانب منظومة التعليم الجامعى الجديد، وبناء العديد من الجامعات الأهلية والتكنولوجية الجديدة، للوصول إلى مستوى عال من جودة التعليم الجامعي، بالإضافة إلى التوسع فى المنظومة الصحية، التى شهدت تشييد العديد من المستشفيات الجديدة، وتطوير المستشفيات القائمة، إلى جانب منظومة التأمين الصحى الشامل الذى بدأته الدولة بقوة؛ لتقديم هذه الخدمة المميزة لجميع أهالينا فى المحافظات، علاوة على العديد من المبادرات الرئاسية مثل 100 مليون صحة. وأشار إلى أن تكلفة تطوير المناطق غير الآمنة ومناطق العشوائية غير المخططة، التى بدأت الدولة فى تنفيذ مشروعات تطوير بها، وصلت إلى 424 مليار جنيه، منوهاً إلى الموقف التنفيذى لتطوير المناطق غير الآمنة خلال الفترة من 2014، وحتى 2020، حيث تم الانتهاء من تطوير 296 منطقة من إجمالى 357 منطقة، وجار العمل على الانتهاء من العدد المتبقى خلال الأشهر القليلة القادمة، وصولاً لإعلان مصر خالية من المناطق غير الآمنة.