يمثل دور تركيا المشبوه فى صناعة وتصدير الميليشيات والجماعات المتطرفة إلى ليبيا بوجه خاصة والعالم العربى وقارة إفريقيا بوجه عام، سعيًا لتحقيق أطماع توسعية، مادة دسمة لوسائل الإعلام ومراكز الأبحاث العالمية. وكشف تقرير نشره موقع «فالور الإخبارى» الفرنسى، النقاب عن الروابط الغامضة بين نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والحركات الإرهابية المتطرفة والتى تغذيها شركات مرتزقة وأمنية خاصة ومنظمات غير حكومية مشبوهة مثل شركة «سادات» التى يديرها مستشار عسكرى سابق لأردوغان وكاتم أسراره وهو الجنرال المفصول عن الجيش التركى عدنان تانريفيردى. وتتبع كاتب التقرير»ألكسندر ديل فالى»- المحلل السياسى المتخصص فى شئون الجماعات المتطرفة- خطط تركيا بشأن ما أطلق عليه «إعادة تدوير» الميليشيات المتطرفة فى العالم وإرسالها للقتال فى ليبيا دعمًا لحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج فى قتالها ضد المشير خليفة حفتر. واوضح أنه منذ نهاية عام 2019 حصلت تركيا على عقود لتدريب ميليشيات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق الليبية عبر اتفاقية شراكة بين شركة «السادات» التركية الخاصة التى يشرف عليها الجنرال عدنان تانريفيردى وبين شركة «برايفت سايد» الليبية التابعة لتنظيم الإخوان ويشرف عليها زعيم الإخوان الليبيين فوزى بوكيتف.. وأضاف أن كلاً من شركة الخطوط الجوية الليبية الأفريقية وشركة «أجنحة» المملوكة للجهادى السابق من تنظيم «القاعدة» عبدالحكيم بلحاج مسئولتان عن نقل مقاتلى الميليشيات المتطرفة بانتظام من تركيا إلى طرابلس. ويعتقد المراقبون أن أردوغان سعى لإنشاء كيان عسكرى موازى للجيش التركى لتنفيذ مخططاته الخارجية متأسيًا بنموذج الحرس الثورى الإيرانى، ولذا اعتمد على مستشاره الأمنى تانريفيردى ومرتزقته فى تنفيذ مخططاته فى ليبيا فى ظل صعوبة نقل الجيش النظامى إلى هناك، وتوفير المساعدات اللوجيستية. وأكد الكاتب «الكسندر فالى» أن الطائرات تهبط بانتظام فى مطار قاعدة معيتيقة بليبيا لنقل مقاتلين سوريين من ميليشيات متطرفة موالية لأنقرة فى ليبيا. وفى أغسطس الماضى اتهمت قيادة «آفريكوم» فى الجيش الأمريكى شركة «سادات» لتانريفيردى بتصدير 5 آلاف عنصر من المرتزقة من سوريا لليبيا من بينهم عناصر من تنظيم «داعش» وتنظيم القاعدة يتنكرون فى صورة مقاتلى»الجيش السورى الحر» لدعم حكومة فايز السراج، مؤكدة إن هؤلاء المرتزقة ارتكبوا جرائم وفظائع فى ليبيا ما يفاقم التدهور الأمنى فى البلاد. وكانت صحيفة ««نورديك مونيتور» السويدية قد نشرت تقارير مسربة من المخابرات التركية ودول حلف شمال الأطلنطى «النانو» عن العلاقة بين نظام أردوغان والتنظيم الجهادى الدولى فى سوريا وليبيا والعراق ومالى والسودان. وذكر الموقع أنه فى يونيو الماضى حذرت مجموعة العمل بالأمم المتحدة المعنية انتهاك الحظر وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان فى ليبيا من دعم نظام أردوغان للميليشيات المسلحة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرًا إلى أن آلاف المقاتلين المتطرفين، الذين تم نقلهم من شمال سوريا من خلال نقاط التفتيش الحدودية عبر تركيا إلى غرب ليبيا، تم تجنيدهم من فلول المقاتلين الإسلاميين السوريين والفصائل المتطرفة فى سوريا والجيش السورى الحر المناهض لنظام بشار الأسد. كما كشف دور شركة «تانريفردى» فى تجنيد وتدريب هؤلاء المقاتلين ومن ثم نقلهم لليبيا، حيث تتبع الشركة كتائب صقور الشام، وحمزة، والسلطان مراد، والمعتصم، وفيلق الشام، وأحرار الشام، وأحرار الشرقية، وفرق سليمان شاه، المتورطة فى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية فى سوريا- بحسب تقرير «فالور». ويؤكد التقرير أن شركة «سادات» تقوم بتجنيد وتدريب هؤلاء المرتزقة وفقًا لعقود مدتها 6 أشهر قابلة للتجديد وتدفع لهم تدفع ما بين 500 دولار و2000 دولار شهريًا لكل مقاتل وما يصل إلى 10 آلاف دولار كعمولات ل«المساهمين». وتتلقى هذه الميليشيات تدريبات فى العديد من معسكرات التدريب بتركيا بالإضافة إلى قاعدة تضم نحو 11 ألف عنصر فى أدلب شمال غرب سوريا وهم يشكلون أحد التجمعات التى تنطلق منها شركة «تانريفيردى» لتزويد الجبهات التركية بالمقاتلين. يذكر أن عدنان تانريفيردى أسس عام 2012 شركة «سادات» الأمنية مع بعض الضباط الآخرين المفصولين من الجيش التركى بهدف مساعدة العالم الإسلامى على أخذ المكان الذى يستحقه بين الدول. وتانريفيردى هو لواء مفصول من الجيش التركى منذ عام 1997 ورغم ذلك يعد كاتم أسرار أردوغان ومستشاره العسكرى السابق وهو قائد جيش خاص يضم الآلاف من المرتزقة ويرتكب الفظائع فى سوريا وليبيا.. وبحسب صحيفة ديلى تليجراف البريطانية، فإن تانريفيردى يمتلك خبرة واسعة فى جميع المهام سيئة السمعة بداية من التخريب وقمع التمرد والاحتجاجات، حتى الاغتيالات.