فى ظل الصراعات العسكرية متعددة الجبهات التى فتحتها تركيا على نفسها، برز على الساحة شخصية وصفت بأنها أقوى قاتل مأجور فى المنطقة، وهو عدنان تانريفيردي، جنرال سابق ذو علاقات جيدة مع الآلاف من المرتزقة السوريين المتمرسين تحت قيادته، و«كاتم أسرار» الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، باعتباره خبيرًا فى جميع فنون الحرب المظلمة، بداية من التخريب ومكافحة التمرد إلى الاغتيالات. وعلى الرغم من تأكيده أكثر من مرة أن مؤسسة (صادات) التى يترأسها «تانريفيردى» ليست للمرتزقة، وليس لديها أى اتصالات مع المنظمات أو الجماعات الإرهابية، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تؤكد أن شركة «صادات» كانت تشرف على حوالى 5 آلاف مرتزق سوري، وكان من بينهم متطرفون لهم صلات إرهابية سابقة فى ليبيا. وذكر التقرير الصادر من البنتاجون أن المرتزقة، الذين تقاضوا مرتبات وتلقوا إرشادات من قبل عشرات من مدربى «صادات»، يستغلون تدهور الوضع الأمنى ويشيعون فسادهم من اعتداء جنسى وسوء سلوك. فيما ذكرت صحيفة «التليجراف» البريطانيه، إن «صادات» فى تركيا تعمل كجيش رئاسى خاص، ويقارنوها بمجموعة «فاجنر» الروسية التى تقوم بعمليات عسكرية خارجية بأوامر من الرئيس فلاديمير بوتين، موضحة أن تانريفيردي، القائد السابق للقوات الخاصة التركية، كان من بين مجموعة من الضباط الذين يقال إنه تم تسريحهم من الجيش فى أواخر التسعينيات لأنهم يشاركون أردوغان الميول المتطرفة. وتابعت: «فى عام 2012، أسس تانريفيردى مجموعة «صادات» مع زملائه السابقين، مدعيا أن هدفها هو مساعدة العالم الإسلامى على أن يأخذ المكان الذى يستحقه بين القوى العظمى، و أن المؤسسة مثل أى شركة عسكرية خاصة حديثة تقدم للحكومات التدريب على التجنيد ومكافحة التمرد، وتمتاز أنشطتها بالسرية، حيث رفض تانريفيردى الإفصاح علانية عن البلدان التى تقوم فيها «صادات» بعملياتها، وبالإضافة إلى تدريب مقاتلين إسلاميين فى سوريا وليبيا، ساعدت هذه الجماعة أردوغان فى إفشال محاولة الانقلاب ضده عام 2016، بل وتورطوا أيضا فى بعض الاشتباكات الشرسة التى شهدتها شوارع إسطنبول لقمع المتظاهرين، كما أن «صادات» أدارت معسكرات تدريب للميليشيات الموالية للحكومة بالقرب من ساحل البحر الأسود التركى، وكانت وظيفتهم إثارة المشاكل إذا لم تكن الانتخابات فى صالح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يتزعمه أردوغان». وأردفت: «وبعد فترة وجيزة من الانقلاب، عين أردوغان تانريفيردى فى منصب «مستشاره العسكرى»، لكنه استقال فى وقت سابق من هذا العام، بعد خطاب مثير للجدل قال فيه إن شركة صادات كانت تمهد الطريق لعودة المهدى المنتظر».