فى واقعة تتصف بالغرابة داخل تنظيم الإخوان الإرهابي، حيث نادرًا ما يخرج أعضاؤه عن قوانينه الداخلية التى يقدسونها بشكل يجعلهم داخل دائرة الأمر والطاعة باستمرار، إلا أن الأمر خرج هذه المرة عن المألوف وهو ما ينبئ بخلافات داخلية استخدمت قوانينهم ذريعة للتخلص من قائدها، حيث وقع نحو 100 قيادى فى حركة النهضة بتونس، على عريضة بعنوان «مستقبل النهضة بين مخاطر التمديد وفرص التداول»، طالبوا فيها رئيس الحركة راشد الغنوشى بعدم الترشح لرئاسة الحركة فى المؤتمر الحادى عشر المزمع عقده نهاية العام الحالى. وقد أكد مسؤول فى حركة النهضة، توقيع نحو 100 من قيادييها على العريضة، داعين الغنوشى إلى الالتزام بعدم التعديل على الفصل الحادى والثلاثين من النظام الداخلى للحركة، الذى ينص على أنه «لا يحق لأى عضو أن يتولى رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين». ومن أبرز الأسماء الموقعة على العريضة، سمير ديلو، وعبد اللطيف المكي، وزبير الشهودي، ونورالدين العرباوي، وفتحى العيّادي، وعماد الحمامي، وغيرهم. وعاشت حركة النهضة على وقع انقسامات خلال فترة تشكيل الحكومة التونسية الجديدة من قبل هشام المشيشي، إذ لم يجمع «الإخوان» على موقف موحد بشأن دعمه أو الوقوف فى طريقه. وبحسب ما نقل موقع «تينيزى نيميريك» عن مصادر مقربة من حركة النهضة فى أغسطس الماضى، فإن الانقسام حصل بين من يريد تأييد حكومة المشيشى، على نحو حذر، ومن منطلق الانحناء للعاصفة وإدراكًا لصعوبة الوضع، وبين من يرفض تأييد الحكومة المقبلة لأن الحركة ستخرج خاوية الوفاض. وأضاف المصدر أن المدافعين عن تأييد مساعى المشيشى شكلوا أغلبية تقارب 80 فى المائة، ويقول هؤلاء إنه لا ضير فى مغادرة السلطة، بشكل مؤقت، «من أجل العودة بقوة فى وقت لاحق».