حذر نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، من احتمال انزلاق البلاد مجدداً إلي صراع طائفي طاحن يستدعي عودة القوات الأمريكية لتهدئة الأوضاع فيه. وحمل الهاشمي في مقابلة خاصة مع «سي إن إن» في أربيل، التي يتواجد فيها منذ صدور مذكرة توقيف بحقه علي خلفية اتهامات بالضلوع في قضايا علي صلة بالارهاب، نوري المالكي رئيس الوزراء مسئولية ما يجري حاليا. وأكد الهاشمي أن المالكي يقود البلاد باتجاه نقطة تحول فيها الكثير من الأبعاد الطائفية، مبدياً خشيته من أن تضطر الولاياتالمتحدة إلي مواجهة أوضاع في العراق شبيهة بالمشاكل التي كانت موجودة عام 2003، عند بداية التدخل العسكري الذي أدي لإسقاط نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، وما أعقبه من صدامات مذهبية بين السنة والشيعة. واعتبر الهاشمي أن الوضع في العراق قد لا يضر بمسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام، ولكنه قد يؤدي بالمحصلة العامة إلي الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة، داعياً واشنطن إلي التنبه بجدية لهذا الأمر، خاصة أن مستقبل العراق «يبدو مظلماً،» علي حد تعبيره. وأنكر الهاشمي صحة التهم الموجهة إليه بدعم عمليات إرهابية، وقال إن المالكي أبقاه في منزله لمدة ثلاثة أشهر، كما حاصر عناصر حمايته، قبل أن يتمكن هو في وقت لاحق من مغادرة بغداد. يذكر أن القضاء العراقي قد أصدر قبل أسابيع مذكرة توقيف بحق الهاشمي، بعد أيام من قيام كتلة «العراقية» التي تحظي بدعم واسع من السنة، بإعلان مقاطعتها لجلسات البرلمان والحكومة، بحجة التعامل معها بشكل إقصائي في العملية السياسية، قبل أن تعود مجددا لحضور جلسات البرلمان «كبادرة حسن نية». وسبق ذلك قيام وزارة الداخلية العراقية بعرض تسجيل لمجموعة من الأشخاص الذين عرفوا عن أنفسهم بأنهم من عناصر حراسة لدي الهاشمي، وقالوا إنهم قاموا في عدة مناسبات بتنفيذ تفجيرات بأوامر منه. وقال أحد الذين ظهروا في الشريط إنه قام بتنفيذ عمليات اغتيال باستخدام مسدسات كاتمة للصوت وقنابل مزروعة علي جوانب الطرق، مضيفاً أن الأوامر أتت من الهاشمية مباشر عبر مدير مكتبه.