حسبنا الله ونعم الوكيل ممن يزعمون أنهم ثوار واشتراكيون ثوريون.. وحسبنا الله ونعم الوكيل ممن سمحت لهم أخلاقياتهم بأن يشتموا أشقاءنا وإخواننا من رجال القوات المسلحة.. شلت ايديهم بما كتبوه ضد الجيش وشوهوا به حوائط وجدران مباني القاهرة.. وقطعت السنتهم بما نطقوا به من سباب وشتائم ضد رجال القوات المسلحة.. لا تقولوا لي عن هؤلاء أنهم من شباب الثورة لأن شباب الثورة الحقيقيين نظفوا الشوارع والميادين والأرصفة بينما هولاء استضافوا عربات الفول وروادها وباعة الطعمية والبطاطس والمقاهي المتنقلة في قلب ميدان التحرير.. لقد تعايش هؤلاء مع البلطجية وتحالفوا معهم في موقعة حرق المجمع العلمي مثلما تحالف فلول الحزب الوطني مع البلطجية في موقعة الجمل.. ويا من تعكسون الحقائق وتشوهون المواقف إياكم والكذب والتضليل والخداع.. فنحن المصريون البسطاء الذين صنعنا ملحمة الصمود والتصدي والاستنزاف بعد حرب يونيو 1967 لسنا بلهاء.. ونحن الرجال الذين صبرنا علي خط النار ست سنوات وصنعنا ملحمة اقتحام قناة السويس في أكتوبر1973 لسنا مغيبون.. فهل تتصورون أن بإمكانكم خداع هذا الشعب وتشويه جيشه وقادته؟!.. شعبنا لن ينسي أبدا بيان المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي أعلن فيه تفهمه للمطالب المشروعة للشعب المصري والذي كان في حقيقته انحيازاً من الجيش إلي صف الشعب وإعلان نهاية عصر مبارك.. وشعبنا لن ينسي أبدا أنه كان يحمي مبارك قوات حرس جمهوري مسلحة تسليحًا يكفي لإحباط أي انقلاب عسكري وكانت هذه القوات تخضع لأوامره المباشرة وكان يمكن أن تطلق النار علي المتظاهرين الذين قرروا مساء الخميس 10 فبراير 2011 التوجه إلي قصر الرئاسة وحصاره.. ولولا إجراءات السيطرة والتأمين التي اتخذها قادة المجلس الأعلي لسالت دماء كثيرة من أبناء شعب مصر ومن رجال الحرس الجمهوري.. إننا نذكركم أيضا أن المجلس الأعلي لم يدعي يوما بأنه مجلس لقيادة ثورة 25 يناير وأنه قال بكل وضوح إنه يدير فترة انتقالية لن تزيد علي ستة أشهر أو سنة سيتخللها أجراء انتخابات ووضع دستور.. ولكن أصوات من الشباب تعالت مطالبة المجلس العسكري بإطالة الفترة الانتقالية حتي يتمكن شباب الثورة من تكوين احزابهم المعبرة عنهم لأنه لو جري التعجيل بإجراء انتخابات برلمانية فسوف يعود برلمان 2005 الذي يسيطر عليه الاخوان والحزب الوطني.. ونذكركم أيضا أن المجلس الأعلي دعا فصائل شباب الثورة للحوار فتقدم 146 ائتلافا بقوائم تتضمن اسماء المشاركين في الحوار من أعضائه!.. فكيف يجري حوار مع أكثر من 1400 شاب؟! إذا تكلمتم عن اخطاء الجيش وخطاياه فقولوا لنا أولا من القي قنابل المولوتوف علي مدرعات الجيش أمام ماسبيرو؟ وماذا لو وصل متظاهرو محمد محمود إلي مبني وزارة الداخلية؟ وهل يعتبر حصار مقر الحكومة علي مدي20 يوماً ومنع رئيس الوزراء من دخول مكتبه عملاً ثورياً؟! وهل شتائمكم لرجال القوات المسلحة تعتبرونه نضالاً؟!.. أعتقد أن جنرالات الجيش الاسرائيلي يشكرونكم كثيرا علي ما قمتم به ضد أشرف رجال مصر وخير أجناد الأرض.