حالة ضبابية تخيم على المشهد اللبنانى فى ظل الانتكاسة التى تعرضت لها البلاد بعد التفجير الهائل الذى تعرض له مرفأ بيروت وأدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 4 آلاف آخرين. وقال مرصد الزلازل الأردني: إن انفجار بيروت يساوى زلازلا بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر، فيما قال سكان قبرص إنهم شعروا بالهزة الارتدادية. وأعلن مجلس الدفاع الأعلى اللبنانىبيروت مدينة منكوبة، مشيرًا إلى أن الرئيس ميشال عون قرر «تحرير الاعتماد الاستثنائى المنصوص عنه فى المادة 85 من الدستور وفى موازنة العام 2020 والذى يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية، ويخصص لظروف استثنائية وطارئة. كما أوصى المجلس قبل اجتماع للحكومة بتكليف لجنة للتحقيق فى الانفجار، على أن تعرض نتائجها خلال 5 أيام و»تتخذ أقصى درجات العقوبات على المسؤولين». وحدد كلا من الرئيس اللبنانى ميشال عون، ومدير الأمن العام اللبنانى سبب الانفجار الهائل الذى ضرب المرفأ. وقال عون فى تصريحات نشرها حساب الرئاسة على تويتر إنه «من غير المقبول» أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طناً موجودة منذ 6 سنوات فى مستودع من دون إجراءات وقائية، وتوعد «بإنزال أشد العقوبات» بالمسؤولين عن ذلك. وأضاف عون أنه يجب إعلان حالة الطوارئ فى بيروت لمدة أسبوعين بعد الانفجار، ودعا إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء. من جهة أخرى قال مدير الأمن العام، اللواء عباس ابراهيم إن 2700 طن من مادة الأمونيوم هى ما انفجر داخل مرفأ بيروت، وذكر أنها كانت فى طريقها إلى أفريقيا. وقال محافظ العاصمة اللبنانيةبيروت، مروان عبود، إن الانفجار الهائل الذى وقع فى المرفأ، الثلاثاء، شرّد نحو 300 ألف من سكانها، مقدرا حجم الخسائر المادية بمبلغ يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار. وأضاف مروان عبود: «أعتقد أن هناك بين 250 و300 ألف شخص أصبحوا من دون منازل، منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن». كما أوضح أن نصف مساحة العاصمة اللبنانية قد تضررت من الانفجار وقدّر محافظ بيروت كلفة الأضرار المادية التى خلفتها الكارثة، بما يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه فى انتظار أن يصدر المهندسون والخبراء التقارير النهائية. وتابع: «نحو نصف بيروت تضرر أو تدمر، إنه وضع كارثى لم تشهده بيروت فى تاريخها». ونُكس العلم اللبناني، عند مدخل القصر الجمهورى فى بعبدا، والسرايا الحكومية، حداد على ضحايا الانفجار، حيث قالت الوكالة الوطنية للإعلام فى لبنان: «نُكس العلم اللبنانى عند مدخل قصر بعبدا، وعند مدخل السرايا الحكومية، حدادا على شهداء الانفجار الذى وقع فى مرفأ بيروت». وذكرت الوكالة أن الرئيس اللبنانى ميشال عون تفقد موقع الانفجار، الذى أدى إلى مقتل 100 شخص على الأقل، وتسبب بإصابة 4 آلاف آخرين، وتدمير مئات المبانى فى محيطه وعلى بعد كيلومترات عدة. وخصص مجلس الوزراء اللبنانى أرقام حسابات بعملات مختلفة فى مصرف لبنان لمساعدة المتضررين فى مدينة بيروت، التى أعلنت عنها الدولة «مدينة منكوبة». أكد وزير الصحة اللبنانى حسن حمد أن عدد المفقودين يفوق عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم حتى الآن، وهو 100 قتيل كما هو معلن. وقال حمد إن «عد الضحايا يتزايد. حتى الآن هناك حوالى 100 جثمان، وهناك الكثير من الاتصالات التى تدلل على أن المفقودين أكثر من عدد الجثامين التى وصلت إلى المستشفيات». ولا تزال فرق الإنقاذ والدفاع المدنى تبحث عن مفقودين فى مكان الانفجار الذى امتدت آثاره إلى أكثر من 20 كيلومترا فى بيروت، وأدى إلى أضرار جسيمة فى مئات المباني. أضاف حمد أن «هناك حوالى 4 آلاف جريح، والكثير من الجرحى لا يزالون من دون علاج لعدم وجود قدرة استيعابية لدى المستشفيات القريبة أو البعيدة من العاصمة، التى امتلأت بالمصابين». وكشف الوزير اللبنانى أن تضرر 4 مستشفيات بالكامل فى بيروت من جراء الانفجار، ونقل المرضى الذين كانوا يرقدون بها إلى أخرى، فاقم من المشكلة، و»حوّل الأزمة إلى كارثة وبائية صحية بامتياز».