غداً أول جلسة لبرلمان الثورة ومن المفترض أن نكون فرحين ومتهللين لأن من المفترض أيضاً أن مصر ستفتح صفحة جديدة فى تاريخها وتخطو خطوة جديدة نحو طريق الديمقراطية، ولكن للأسف هناك جو من التوتر والخوف.. ومصدر ذلك انه بعد مرور سنة على هذه الثورة العظيمة لم تتحقق أهدافها إلا إسقاط رأس النظام أما بقية الأهداف السامية الطاهرة فتبعثرت وانُتهكت وأفرزت الانتخابات تشكيلة فى مجلس الشعب لا تعبر حقيقةً عن النسيج السياسى المصرى بجميع أطيافه وأفكاره وطموحاته وهذا سيكون التحدى الكبير أمام حزب الحرية والعدالة الذى عليه أن يثبت للشعب المصرى وللعالم أجمع أنه قادرٌ على الانفتاح على الآخرين وإيجاد صيغ توافقية جديدة يرضى عنها الجميع. فى بداية الثورة عبر الإخوان عن رغبتهم فى ان يشترك الجميع فى نهضة مصر وهناك من الاحزاب من لبى هذه الدعوة ومنهم من لم يلب ورغم ذلك أدعو الحرية والعدالة إلى العمل بشكل جماعى سواء فى البرلمان أو خارجه حتى تأتى مصر الجديدة التى نريدها بشكل توافقى ولا تصطبغ بصبغة فصيل أحادى الرؤية والتوجه، ونحن نضع اليوم أساساً من أجل مستقبل ابنائنا واحفادنا خاصة اننا كمصريين حتى لو اختلفنا سياسياً إلا أننا متدينون وقيمنا متقاربة جداً لأنها مستقاة من أرض مصر المباركة بكل حضاراتها وتقاليدها المترسخة فينا ما سيسهل عملية التوافق ما دامت تصب فى صالح مصر ومصلحة شعبها ومستقبله، المهم أن توجد الإرادة الصالحة من الجميع.