مع كل قرار أو إجراء تتخذه الدولة المصرية تخرج وسائل إعلام الإخوان الإرهابية وكتائبها الإلكترونية لبث الأكاذيب والتضليل من أجل التأثير بالسلب على المواطنين فى محاولة منهم للتشكيك بإطلاق الشائعات عبر اللجان الإلكترونية. يأتى ذلك فى الوقت الذى تغض فيه الجماعة الطرف عما يحدث من أزمات كبرى فى تركيا وقطر جراء أزمة تفشى فيروس كورونا وتصدير الإحباط والتشكيك فى كل قرارات الحكومة. من جانبه أكد عمرو فاروق الباحث فى شئون الحركات الإسلامية على ان جماعة الإخوان وعناصرها اتخذت من أزمة «كورونا» الوبائية، منصة جديدة للهجوم على الدولة المصرية ومؤسساتها، من خلال منابرها الإعلامية التى يتم إدارتها من تركيا، وبأموال قطرية وأطلقت من خلالها آلاف الشائعات التى تستهدف الأوضاع الداخلية المصرية، والنيل منها وفق نهج مدروس وممنهج بدقة، خارج إطار العشوائية والعفوية فى مواجهتها للنظام السياسى المصرى. وأضاف أدرك الإخوان مبكرا أهمية حروب الجيل الرابع والخامس، لذلك أسسوا وفق استراتيجية «حرب اللاعنف» ما يسمى ب«أكاديمية التغيير»، فى بريطانيا عام 2006، ودشنوا لها فروعا فى عدد من دول المنطقة العربية، ودربوا من خلالها عددا كبيرا من الشباب على «مشاريع التثوير»، و»علوم التغيير»، والترويج والتدريب على مفاهيم العصيان المدني، وتأصيل فكرة التمرد، وتكتيكات إشعال الثورات الشعبية وتابع: اكتسبت جماعة الإخوان خبرة طويلة فى مجال الشائعات منذ العهد الملكى، ثم المرحلة الناصرية التى شهدت مئات الشائعات التى تم ترويجها ضد نظام الرئيس جمال عبد الناصر، لاسيما التى شككت فى دينه وعقيدته، انتهاء بشائعة حفلات التعذيب فى السجون، وتم ترجمة غالبيتها فى مذكراتهم الشخصية، مثل كتاب «أيام من حياتى»، والذى ثبت أنه من تأليف القيادى الإخوانى يوسف ندا، بهدف تشويه صورة عبد الناصر تاريخيًا. وأشار فاروق إلى ان الإخوان اتخذت مجموعة من المنطلقات والأطر الفكرية تعتمد عليها فى عملية توظيف الشائعة تحت ما يسمى ب«السيكولوجية النفسية»، للاستفادة من تأثرها فى تحقيق سيناريوهات الفوضى الممنهجة مشيرا الي ان الجماعة الإرهابية تتعامل بشكل مباشر مع الدولة المصرية ومؤسساتها ، وفقا لأدبيات التيار القطبى، التى وردت فى كتاب «معالم فى الطريق»، لسيد قطب، وبناء على الكثير من الدراسات البحثية التى قدمتها قيادات الجماعة، ويتمحور سعيهم ومختلف تحركاتهم وأهدفهم حاليا نحو مشروع «الهدم»، وليس «البناء»، وهى استراتيجية واضحة المعالم فى نهج الإخوان وتيارات الإسلام السياسى الجهادي، وفقا لنظرية «النكاية والإنهاك»، أو النكاية والإرباك»، وتعنى السقوط والانهيار، مثلما طرحها كتاب «إدارة التوحش»، الذى استلهمت أفكاره من نظريات سيد قطب. وأضاف 90% من الشائعات التى يتم الترويج لها من قبل أبواق جماعة الإخوان، تسير فى اتجاهين، الأول يستهدف النيل من النظام السياسى الحالى ورموزه، وفى مقدمتهم رئيس الدولة، ثم يليه استهداف الإنجازات التى تحققها مؤسسات الدولة على أرض الواقع، لمحاولة صناعة حالة من الكراهية والعداء وفقدان الثقة بين المواطن والحكومة. بينما الاتجاه الثانى يستهدف وصم المجتمع المصرى اجتماعيا ودينيا وسياسيا، وتشويه عاداته وتقاليده التى يتعارض غالبيتها مع توجهات الجماعة ومشروعها. وأوضح فاروق أن غالبية الأبواق الإعلامية الإخوانية، التى تتنوع بين القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية، وصفحات السوشيال ميديا، واللجان الإلكترونية وبرامج اليوتيوب وغيرها، تقع تحت إشراف المخابرات التركية والقطرية، بحكم أنها تبث وتمول من داخل تركيا وقطر، تحديدا، وبعضها يبث من داخل بريطانيا، الحليف الاستراتيجى للجماعة.