انزعجت بعد أن تلقيت عددًا من الاتصالات التليفونية علي مقال طالبت فيه بأن يكون لدينا قدر من الوفاء والاحترام تجاه انجازات المهندس حسن صقر ود. صفي الدين خربوش.. لقد كان إعجاب المتصلين تدور حول جرأة الكتابة عن مسئول سابق في الشباب أو الرياضة دون الالتفات إلي أصوات قد تسعي إلي طمس كل أعمال الرجلتين، لا أعلم ما هي الجرأة في أن ألقي الضوء علي مراكز شباب جديدة ومشروعات متنوعة لصفي الدين خربوش.. هل المطلوب أن أمزق الأوراق والمستندات التي توضع مجهود الرجل في القطاع الشبابي وما حققه من إنجازات، هل لكي يرضي عني الغاضبون أن أشوه الرجل وأحرق أوراقه؟ ثم هل من المعقول أو المقبول أخلاقيًا أن أنسب انتصارات كرة القدم وغيرها وحركة الإنشاءات غير المسبوقة بشأن الأندية والملاعب والاستادات ومراكز التنمية الرياضية تلك التجربة التي ساعدت الغلابة والبسطاء في التردد وممارسة الرياضة بأسعار تتناسب مع دخل منعهم من الاشتراك بالأندية؟ هل يجب أن أنسب هذه الأعمال بما فيها فوز مصر ببطولة الألعاب العربية أو غيرها من البطولات إلي شخص آخر غير حسن صقر؟ منطق غريب أن ندعو في منازلنا أولادنا وأهلنا إلي ضرورة الالتزام بالقيم والاحترام والأخلاق في نفس الوقت وفي سبيل الحصول علي منفعة أو مصلحة أو منصب نغتال الناس. أنا شخصيًا لدي ثقة في المنظومة الرياضية لتكون القدوة بشأن نشر الاحترام والأخلاق بين الجميع.. أنا هنا لا أدافع عن صقر وخربوش.. بقدر دفاعي عن كل شخص في أي موقع أدي دوره ومنح بلده جهده وعقله.. حقق انجازات وأخفق أيضًا وهي سنة الحياة.. أنا مع هؤلاء ضد رغبات التدمير ومجتمع الحقد الذي يسعي أصحابه إلي تدمير كل ما لدينا حتي لو كان شيئًا صالحًا. الشجاعة أن يقول كل مواطن كلمة حق في مجال عمله.. ركوب الموجة لن يستمر سوف تهدأ الأمواج وسيكشف التاجر والسمسار ومن ركب الحدث! وسيظهر ضوء شديد من خلاله ستري بوضوح شديد كل تفاصيل الأعمال. هناك من يحاول تدمير تاريخ حسن حمدي رئيس الأهلي والتقليل من جهد وانجاز المستشار جلال إبراهيم رئيس الزمالك أو مرتضي منصور أو رؤساء الاتحادات واللجنة الأوليمبية، ومع الأسف لو دققنا في أسماء المختلفين مع هؤلاء الأشخاص نجد أن هناك بالفعل أمرًا ما مشترك في تلك الخلافات أي أن لا أحد يفعل ذلك من أجل الرياضة أو المصلحة العامة.. الهدم لصالح فرد هو شعار تلك المرحلة.. لكن علي الهادم أن يسأل نفسه قبل أن يقدم علي مثل هذه الأعمال أين المصلحة العامة؟ تعالوا نبدأ صفحة جديدة تتوافق مع ميلاد الكثير من الأشياء المبشرة لمصرَ لماذا يظل قطاع كبير من الناس في موقف المتفرجين دون الانخراط في العمل؟ مصر تحتاج لقلوب نقية وعقول متجددة ونظرة للغد في إطار أخلاقي. تكريم اللجنة الأوليمبية المصرية للمهندس حسن صقر لفتة إنسانية اختفت! وشجاعة تضاف إلي صفات قيادات اللجنة الأوليمبية.. صقر اجتهد ونجح وأخفق والمحصلة أن النجاحات التي قدمها غير مسبوقة. علي العموم نحن في حاجة إلي العودة للقيم الدينية والإنسانية الرائعة، والأهم هو عدم التفريط فيما تحقق لدينا. ولتكن نقطة إنطلاق نحو غد يستحقه المصريون.. نحن شعب طيب نملك من القيم ما تحسدنا عليه سعوب أخري، بالتأكد سوف تجيء لحظة الحكم العقلاني والتقييم العقلاني لكل الأعمال وهذا أمر ينطبق علي صقر وخربوش وغيرهما.