كانت صدمة لى عندما ذهبت منذ عدة أيام إلى فندق مشهور جداً فى مصر الجديدة وذلك فى موسم الأعياد فى ساعة الذروة وفى ساعة الغداء ولم يكن فى تلك المطاعم الكبيرة والكثيرة إلا خمسة عشر شخصاً بالتمام والكمال ففى السابق كانت نسبة الإشغال فيه تصل إلى 95 % ورغم ضخامته كنت لا تستطيع أن تمشى فيه من زحمة المترددين عليه وها هو الآن بارد وهادئ رغم المجهود الكبير الذى يبذله العاملون فيه لإرضاء الزبون. كان فى السابق يزور مصر حوالى 11 مليون سائح ولم يكن قد وصلنا إلى الأرقام العالمية بعد، فمثلاً فرنسا تستقبل 76 مليون سائح وإسبانيا 60 مليون زائر وها هو عدد الزوار فى مصر يصل الآن إلى أدنى مستوى له. الله أنعم على مصر بنعمة السياحة كوسيلة ونحن للأسف لخير ورخاء شعبنا لا نعرف كيف نستغله فالسياحة هى أكبر سلعة تصديرية لمصر بينما نشكو بأننا نستورد 70% من موادنا الغذائية تستنزف بذلك الاحتياطى النقدى والعملة الصعبة لدينا، وبعض الأحزاب السياسية الدينية وعدت بأنها إذا وصلت للحكم ستصل بعدد السياح فى مصر إلى خمسين مليون سائح، فكيف سيكون ذلك؟ وما الخطة التى سينفذونها للوصول إلى هذا الرقم الكبير فى وقت قصير بعد كل هذا الدمار لهذه الصناعة؟ اصبح إنقاذ السياحة والنهوض بها ضرورة قصوى ولن تتمكن الحكومة وحدها من القيام بهذه المهمة بل يجب أن تتضافر جهود المجتمع ككل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فبجانب الحكومة التى عليها أن تضع خطة مُحكمة. على المجلس العسكرى أن يخلق الأمن والاستقرار وذلك إضافة إلى الأحزاب والقوى السياسية وشباب ائتلاف الثورة والمجتمع المدنى والشعب كله يجب أن يثبت أن الجميع يدٌ واحدة من أجل إنقاذ سياحة بلدنا.. وللمقال بقية فإلى الغد.