مصر ليست فقط وطني ووطنك أيها القارئ الكريم بل مصر هي وطن كل إنسان في الأرض حتي لو كان فرنسياً أو أمريكياً أو نيوزلاندياً أو يابانياً أو إثيوبياً وذلك لأن مصر هي أم الحضارات وأم الأوطان وهذه ليست مبالغة إنشائية أو وطنية مني بل هذا يقولونه هم عن مصر. فمصر وحضارتها ليست ملك المصريين فقط ولكن ملك العالم وملك الإنسانية كلها، ومصر ليست فقط الآثار الفرعونية والقبطية أو الإسلامية، ولا فقط سياحة الشواطئ والشعب المرجانية الخلابة والشمس الساطعة معظم أيام السنة ولكن ما تقدمه مصر للعالم أكبر من ذلك بكثير وأهم ما تقدمه مصر هو شعبها الطيب السخي والمضياف وحتي المصري البسيط فيه القدرة علي التواصل مع ضيوف مصر حتي لو لا يعرف اللغة ولكن لغة المحبة والحضارة التي فيه تخاطب هؤلاء الضيوف فهذه هي العبقرية المصرية . فمثلاً إذا ذهبت إلي اليابان التي هي أيضاً بلد عريق عليك أنت الذاهب إلي هناك أن تعمل مجهوداً مضاعفاً لكي تتواصل مع الشعب فهناك عائق اللغة والثقافة والعادات والتقاليد وغيرها التي تجعل التواصل صعباً بعض الشيء. ومنذ ثورة 25 يناير 2011 والأزمات المتتالية التي تلت الثورة وانعدام الأمن والأمان والجو السياسي الملبد والتصريحات غير المسئولة من البعض باسم الدين وحماية الدين واقتصروا السياحة وحضارة مصر في «كأس ومايوه» أدخل صناعة السياحة في أزمة كارثية فدخل مصر من السياحة كان ما يقرب 12 مليار دولار و11 مليون سائح فلم يتبق منها إلا الفتات و9500 مرشد سياحي عامل تقريباً جالسين في البيت هم وكل العاملين في حقل السياحة بدءاً من عمال الفنادق وسائقي التاكسيات فمحلات خان الخليلي فدخل المتاحف ومواقع الآثار وشركات السياحة التي انخفض دخلها إلي أدني مستوي ورغم أن الدولة خصصت صندوقاً بعشرين مليون جنيه لإعانة المرشدين السياحيين بألف جنيه عن شهري فبراير ومارس الماضيين لم يتم صرفها للآن. ماذا تفعل هذه العائلات وكيف تتصرف؟ وكيف تطعم أبناءها وملبسهم ودراساتهم؟ واحتياجاتهم؟ أزمة السياحة في مصر هي أزمة كل بيت في مصر ولهذا المقال بقية فإلي بعد الغد.