الثورات الشعبية تمر عادة بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هى مرحلة الثورات بكل ما فيها من تعبير عن غضب وإصرار على التغيير إلى أن تتم مطالب الثورة. أما المرحلة الثانية فهى المرحلة التطورية أى الانتقال من الحالة الثورية إلى مرحلة الإعلان عن المبادئ التى قامت من أجلها الثورة وفى حالة ثورتنا ثورة 25 يناير 2011 كانت المبادئ سامية وراقية لا تجنح إلى العنف أو إلى الانتقام ولكنها مبادئ تدور حول الإنسان المصرى لكى ينمو فى ظل الحرية وتلبية لاحتياجاته المعيشية الأساسية (عيش حرية كرامة إنسانية) والحفاظ على كرامة المصرى ولتحقيق العدل والمساواة بين جميع المصريين، ولتحقيق كل هذه المبادئ تنتقل الثورة للمرحلة الثالثة وهى مرحلة «الرؤية» التى فيها توضع خارطة الطريق لتحقيق الأهداف الأساسية للثورة قبل الانتقال إلى المرحلة الرابعة وهى مرحلة التحقيق أو التنفيذ. هذه المراحل قد تطول أو تقصر حسب ظروف وواقع كل ثورة والزمن الذى تحدث فيه. أما فى ثورتنا المجيدة فنحن فى مرحلة ما بين مرحلتين المرحلة الأولى والثانية أو بالأحرى مزيج من الاثنتين وهذا الذى يجعل الثورة متعثرة فبجانب الثوار تتصارع على السطح وفى القاع عدة قوى تعمل لمصلحتها الخاصة منها من نعرفها ومنها من لا نعرفها منها القديم ومنها الجديد، وهذا الذى يجعل الانتقال السلمى صعباً. لذا من الافضل ان هذه القوى إذا كانت لها حقاً إرادة صالحة وتنظر لمصلحة مصر أن تصغى إلى هؤلاء الشباب وتفتح معهم حواراً حقيقياً وتستطلع آمالهم واحلامهم وتعدهم بتحقيقها أو تشرح أسباب صعوبة تحقيق بعض أفكارهم الثورية. إن إشراك بعض شباب الثورة كمساعدين للوزراء عمل جيد ولكن لا أحسب ان الشباب الثوار يبحثون عن منصب هنا أو هناك بقدر ما يحقق أحلامهم وهى تحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. مدير المركز الصحفى بالكنيسة الكاثوليكية