كثر الحديث مؤخرا عن أحوال التعليم الأزهري.. وترددت أرقام تشير إلي ما يبدو كأنه نزوح وهجرة جماعية من التعليم الأزهري للعام بالإضافة إلي إغلاق بعض المعاهد الأزهرية الخاصة.. وهو ما ساعد علي انتشار شائعة تصفية المعاهد الأزهرية في مصر.. حملنا هذه التساؤلات للشيخ عبدالتواب قطب رئيس قطاع المعاهد الأزهرية وعضو المجلس الأعلي للأزهر فأضاف إليها الحديث عن تطوير المناهج وأزمة المعلمين المؤقتين وحول ما يمكن أن يستجد علي الأزهر كمؤسسة دينية وعلمية بعد صعود التيارات الإسلامية سياسيا بعد الثورة وأجاب عن هذه التساؤلات جميعا بالأرقام والمستندات في هذا الحوار.. ■ بداية سمعنا أن هناك تسريبات كثيرة من التعليم الأزهري إلي التعليم العام.. فكم عدد الدارسين بالأزهر لهذا العام والقادمين من التعليم العام والخارجين إليه من الأزهر؟ - أولا من توجهات الأزهر الآن الكيفية وليس الكم.. وذلك ما نراه من توجهات الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر في كل تعليماتة لنا.. كما أن عدد الدارسين بالأزهر لهذا العام مليونان و32 ألفًا و164 طالب وطالبة تقريبا والمحولين من التعليم العام إلي الأزهري 9 آلاف و886 طالبًا وطالبة.. أما المحولون من التعليم الازهري إلي التعليم العام فهم 46 ألفًا و892 طالبًا وطالبة. ■ وما تفسيرك لارتفاع نسبة المحولين من التعليم الازهري إلي التعليم العام في هذا التوقيت خاصة؟ - ذلك يرجع إلي ثلاثة أسباب مهمة تتصدرها الظروف التي تشهدها وتمر بها البلاد من انفلات أمني حيث إن أكثر طلبات التحويل كانت مسببة أمنيا من أولياء الأمور معللين في طلبهم النقل إلي اقرب مدرسة حفاظا علي أولادهم من مخاطر البلطجة التي نشهدها في الآونة الأخيرة والدافع الثاني هو ما شعر به الطالب من ارتفاع لمستوي في الامتحانات في العام الماضي بالإضافة لقرارات شيخ الأزهر بعدم إجراء الامتحانات في القري ونقلها إلي المراكز حفاظا علي سير حركة الامتحانات بانتظام دون السماح لأحد بالغش والفوضي داخل اللجان.. فالأزهر لا يبغي الكثافة دون تحقيق الهدف المرجو منها والدافع الثالث هو عدم ثبات الأسر المصرية وانتقالاتهم الكثيرة مثل اسر الشرطة والقوات المسلحة وإنشاء المدن الجديدة. ■ بعد ثورة 25يناير شهدت مناهج التربية والتعليم تطورًا وتعديلاً فما التغييرات التي حدثت في مناهج التعليم الأزهري؟ - التغييرات التي طرأت علي مناهج الأزهر هي العودة للدراسة بالطابع الأزهري الذي ميز الأزهر طوال تاريخه كتدريس العلوم الدينية من أمهات الكتب وإعادة تدريس المذاهب الفقهية الأربعة (المالكية والشافعية والحنبلية والحنفية) وأيضا إضافة مناهج التراث حتي يكون الخريج علي دراية بتراثه ولا يكون غريبًا عنه حيث إن مناهج الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر السابق كانت مبسطة تخفيفا علي الطلبة وهذا ما عدله الشيخ الطيب بإعادة دراسة كتب التراث والمذاهب الفقهية الأربعة وكتب التفاسير مثل «النسفي والتوحيد مثل شرح الجوهرة» خاصة أن هذه المناهج إن لم يدرسها الطالب في مراحل تكوينه الفكري فلا يمكن بعد ذلك أن يحصل منها أو يعي فكرتها. ■ ما موقف الأزهر من قرار مجلس المحافظين لعام 2004 بخصوص عدم بناء معاهد جديدة أو ترميم الحالي منها؟ - قال الشيخ طنطاوي من قبل اعتبرو هذا القرار كأن لم يكن ولا وجود له ولاستمرارية تفعيل هذا القرار أقر شيخ الأزهر الحالي نفس القرار مصحوبًا بالفعل والتوجيهات بالتوسع في التعليم الازهري شرط أن يكون مصحوبًا بالأثر الايجابي علي المجتمع والدليل أن الموافقات علي إنشاء وافتتاح المعاهد الجديدة مازالت مستمرة حتي الآن. ■ بعد صدور قرار غلق سلسلة معاهد الوفاء بحلوان سمعنا عن أجندة تصفية المعاهد الأزهرية بمصر فما تعليقك؟ - هذا الكلام ليس له أساس من الصحة ومن قاله من القلة المتربصين بالأزهر الشريف.. ولن تنال قوي الشر علي وجه الأرض من تصفية المعاهد الأزهرية، وما حدث أن هناك لائحة جديدة للمعاهد الخاصة لم تنطبق علي بعض المعاهد. ■ ما دور قطاع المعاهد الأزهرية مع المعاهد الخاصة؟ - قطاع المعاهد لديه إدارة خاصة بالتعليم الخاص لإدارة شئونه في 28منطقة علي مستوي الجمهورية والقطاع يدعمه بالكتب وأسئلة الامتحانات باللجان ويشرف ويراقب إدارة المعاهد ولا يمكن ولم يغلق الأبواب أمامها ودور القطاع الرقابي أكثر تأثيرا حيث لا يمكن لصاحب المعهد الخاص رفع قيمة المصروفات إلا بموافقة قطاع المعاهد حفاظا علي أولياء الأمور وأبنائهم. ■ شيخ الأزهر السابق أنشأ المعاهد النموذجية وكان لها نجاح كبير فلم لا تعمم الفكرة علي مستوي الجمهورية؟ - هي الآن فكرة مطروحة علي الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر ولكن الإمام الراحل كان يريد تعميم فكرته بتحويل المعاهد العادية الي نموذجية ولكن قوبل برفض من أولياء الأمور بسبب ارتفاع قيمة مصروفاتها ودعمها للرأي العام في حملاته الإعلامية فتراجع الشيخ طنطاوي عن فكرته ويحاول الآن الدكتور احمد الطيب تنفيذ الفكرة دون الإثقال علي أولياء الأمور بأعباء مادية إضافية وليس للحكومة السابقة أو الحالية اي تدخل في هذا الشأن. ■ هل ميزانية القطاع تكفي متطلبات المعاهد والإدارات؟ - بطبع لا.. ولكن نعمل علي قدر المتاح حتي لا نعطل مسيرة حركة العمل في الظروف التي تمر بها البلاد. ■ هل يمكن قبول الطالب غير المسلم في المعاهد الأزهرية؟ كما في مناقشات الدكتوراه؟ - هذا غير ممكن فطبيعة الدراسة الأزهرية متخصصة قد لا يرتضيها غير المسلم لأن هناك دروس التفاسير والفقه والتوحيد وهذا لا يتفق مع غير المسلم فكيف يدرس العلوم الدينية ويبقي علي عقيدته. أما رسالة الدكتوراة فهذا تعليم حر يرجع الي الشخص نفسه أما التعليم النمطي الذي يستوجب الحضور والانصراف دخوله لغير المسلم مثل دخول غير المسلم المساجد فلابد الالتزام بالشريعة الإسلامية وتعاليم الدين الاسلامي ليس لشريعته هو فقط. ■ ما تعليقك علي القول إن أزمة تسليم الكتب مفتعلة من قبل العاملين للضغط علي الأزهر في تنفيذ مطالبهم من حافز إثابة وخلافه؟ - هذا غير صحيح فهذه شائعة انتشرت بسبب شكوي فردية من عدم تسليم كتاب التوحيد في حين أني بمتابعة الشكوي كان لدي إحصاء رسمي بتاريخ يسبق الشاكي بأسبوع عن تسليم الكتب بالكامل لجميع الطلاب علي مستوي الجمهورية وفي منطقة الشاكي بالدقهلية خاصة وأصدرت تعليمات بأن تسلم الكتب المدرسية في أول يوم دراسة في العام المقبل. ■ لماذا لا يقوم الأزهر بإرسال مدرسين متخصصين في مادة التربية الإسلامية للتدريس في التربية والتعليم خاصة أن مجمع البحوث الإسلامية طالب بجعلها مادة أساسية؟ - أولا هذا يحتاج الي بروتوكول بين الأزهر والتربية والتعليم وذلك ليس موجودًا لعدم طلبه من وزارة التربية والتعليم ولكن هناك أصحاب مدارس يتفقون مع مدرسين من الأزهر بالحصة. ■ متي يتم تحقيق مطالب المدرسين المؤقتين وهل الميزانية تسمح بتعيين جميع المؤقتين بالأزهر؟ - الأزهر يعمل قدر استطاعته من الموارد المتاحة له في تنفيذ رغبات الزملاء المؤقتين وقرر شيخ الأزهر الاستعانة بكل من سبق له العمل في حقل الدارسين مع الأزهر بالحصة والتعاقد معه أسوة بالتربية والتعليم. ■ هل هناك نية للاستغناء عن المعاهد الموجودة بالمناطق النائية نظرا لقلة الأعداد بها؟ - لا، ولكن تعليمات الإمام الأكبر بإلحاق الدارسين بهذه المعاهد بأقرب معاهد موجودة إن لم يكن هناك مانع لدي ولي الأمر. ■ بعد نجاح التيار الاسلامي في البرلمان هل تتوقع دعم وتحسين التعليم الازهري في مصر؟ - حفظ الله لدينه أن يحفظ الله الأزهر و والأزهر ليس مؤسسة دينية مصرية ولكن مؤسسة عالمية وأول ما أُسس الأزهر أُسس لنشر المذهب الشيعي وشاء الله وشاء قدره أن يحتضن مذهب أهل السنة مذهب الوسطية والاعتدال لا شطط ولا تطرف ولا اعوجاج وهو تحقيق للأمة الوسط ولا يدعم الله اي تيارات أو حكومات إن لم تدعم الأزهر والدعوة الي الله، بما يتفق مع منهج الأزهر الوسطي المعتدل.