كتب - وفاء شعيرة - هبة فرغلى - محمد فرج - سعد حسين- أسامة رمضان زار الدكتور فؤاد النواوى وزير الصحة والسكان أمس مركز السموم التابع لمستشفى قصر العينى للاطمئنان على المصابين بحالات التسمم من بعض المعتصمين أمام مجلس الوزراء عقب تناولهم وجبات جاهزة. وعقد الوزير مؤتمرًا صحفيًا عقب زيارته للمركز أكد فيه أن اجمالى عدد حالات التسمم بلغت 33 حالة تم تحويل 27 حالة إلى مستشفى المنيرة و5 حالات إلى مستشفى الدمرادش مضيفًا أن جميع الحالات قد اكتمل شفاؤها ماعدا حالة واحدة فى مركز السموم بمستشفى الدمرداش لمريض يدعى مصطفى محمد إبراهيم 16 عاما مازالت تحت العلاج. ومن جانبه قال د.هشام عطية مدير مركز السموم بقصر العينى« لقد تم استقبال الحالات فى تمام الساعة السادسة والنصف مساء أمس الأول وجميع الحالات كانت تعانى ألمًا فى البطن وميلاً للقىء وتم أخذ عينات من دم المرضى لمعرفة نوع التسمم وجاءت نتيجة العينات «سلبية» مما يعنى أن المصابين تعرضوا لتسمم غذائى عادى قد يكون ناتجًا عن أكل تم تخزينه بطرق غير صحيحة. وأشار الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى إلى أن الوزارة قد أخذت 5 عينات من بقايا الطعام الذى تناوله المصابون، وهو عبارة عن وجبة «حواوشى وعدس» بالإضافة إلى 12 عينة دم من المرضى و6 عينات عصارة معوية وعينات من «البراز» وتم إرسالها لمركز السموم بجامعة عين شمس، وذلك للتأكد من نوع التسمم وسيتم إعلان النتيجة بعد 48 ساعة. وقال د.محمود سعيد مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى المنيرة إن عدد الحالات التى وصلت 27 حالة والحالات كانت متوسطة لاشتباه فى تسمم غذائى ممثلة فى ميل إلى القىء، ولكنها لم تصل إلى الأعراض التى تؤكد وجود حالة تسمم. وأضاف: إنه تم عمل الاسعافات الأولية لكل الحالات وتم سحب عينات دم ل12 حالة كما تم سحب عينات بول لعدد 7 حالات وتم إرسالها لإدارة المعامل المركزية بوزارة الصحة لتحديد سبب الإصابة وخرجت كل الحالات فى نفس اليوم، وأشار سعيد إلى أن المرافقين أحدثوا حالة من الذعر فى المستشفى وتهجموا على جميع الأطباء الموجودين بالمستشفى وقد اتهمونا بأننا من فلول النظام وأننا نضللهم وأننا لا نظهر النتائج الحقيقية للتحاليل وقد قاموا بإغلاق البوابة الخارجية للمستشفى ومنعوا الأطباء الذين انتهت فترة عملهم من الخروج كما أنهم منعوا المرضى خارج المستشفى من الدخول. وهذا ما أكده د.محمد شوقى مدير مستشفى المنيرة قائلاً: تعرضنا لإرهاب نفسى شديد مما استدعى أن أقوم بإرسال استغاثة إلى إحدى الفضائيات، وما أن أنهيت المكالمة حتى فوجئت بهجوم ومحاولة اعتداء سافرة على الأطباء من جانب المرافقين الذين كانت تصل أعدادهم إلى نحو 150 فردًا، كما منعونا بعد ذلك من استخدام هواتفنا وقد أرهبونا باستخدام أسلحة بيضاء واستخدموا العصى والكراسى الموجودة بالمستشفى ولولا وجود بعض العقلاء بين صفوفهم لحدث ما لا يحمد عقباه وأشار إلى أنه فور وصول النيابة قامت مجموعة من المرافقين لهم بإخراج المصابين عنوة ودون استكمال الاسعافات الأولية حتى أن بعضهم خرج والمحاليل معلقة بيده، والغريب أيضًا أن أغلب المصابين رفضوا أن نسحب منهم عينة لتحليل الدم وعينة قىء وبراز، وأرجع أن السبب فى ذلك خوفهم من ظهور دلائل تعاطى بعضهم لمواد مخدرة. من جانبه قال الدكتور أشرف الرفاعى مساعد كبير الأطباء الشرعيين ومدير إدارة التشريح بمصلحة الطب الشرعى إن المشرحة لم يصل إليها حتى أمس الخميس أى حالة وفاة بسبب التسمم الغذائى الذى أصيب به معتصمو مجلس الوزراء. وأضاف الدكتور سعد أحمد نجيب أستاذ علاج التسمم بكلية الطب جامعة عين شمس أن حالة تسمم معتصمى مجلس الوزراء ليست من حالات التسمم الغذائى والذى يظهر أعراضه بعد تناول الطعام من سعاتين إلى ثمانى ساعات فى شكل قيء مصحوب بإسهال وقال لهذا فإن من المحتمل أن يكون سبب حالة القيء التى ظهرت بين المعتصمين بعد تناولهم وجبة الحواوشى والسمك سببها البهارات أو الأعشاب الطبية التى تضاف إلى الحواوشى لإضفاء نكهة جديدة أو تكون بسبب المواد الحافظة التى تحفظ بها اللحوم والأسماك المجمدة والتى قد تكون استخدمت فى عمل طعام المعتصمين وتابع: الزيادة فى المواد الحافظة تسبب قيئاً وتقلصات بالبطن أثناء تناول الطعام وهذا كله سوف تكشف عنه معامل وزارات الصحة بعد تحليل عينات القيء التى أخذت من مصابى مجلس الوزراء. وفى سياق متصل قال المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد المتحدث الرسمى للنيابة إن النيابة العامة ناقشت ثلاثة مصابين فى أحداث التسمم الجماعى بين المعتصمين أمام مجلس الوزراء، وأكدوا أن السيدة التى جلبت لهم وجبة الحواوشى اعتادت أن تحضر إليهم الطعام بصورة يومية، ولم يتم التعرف على السيدة المجهولة أو تسجيل رقم السيارة التى كانت تستقلها حتى الآن، وقال السعيد إن المصابين خرجوا من المستشفيين وأن عينات الدم التى سحبت منهم أثبتت أن المصابين أصيبوا بنزلة معوية حادة ولا تعتبر حالة تسمم والنتيجة النهائية سوف تحددها تحاليل وتقارير الطب الشرعى الذى أرسل إليه عينات من الأطعمة التى تناولها المصابون، وأوضح السعيد أن جميع المصابين سوف يخضعون إلى الكشف الطبى الكامل وأن النيابة العامة كلفت مباحث القاهرة بسرعة الكشف عن ملابسات الواقعة. كان المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام قد أمر بالتحقيق فى الواقعة والتحفظ على الأطعمة المضبوطة، والاستماع إلى أقول المصابين، عقب تسمم أكثر من 30 حالة، بعد تناولهم وجبات حواوشى وسمك. فيما اتهم المتظاهرون حكومة د.الجنزورى ووزير الداخلية اللواء محمد يوسف بأنهم هم من يقفون وراء هذه المحاولة الفاشلة لتسميم المتظاهرين بعدما أكدوا قدرتهم على فض الاعتصام دون استخدام القوة.. الأمر الذى دفعهم إلى قطع شارع قصر العينى مستخدمين النعوش الرمزية التى تمثل شهداء الثورة حتى أن عدداً من المتظاهرين حاولوا إغلاق ميدان التحرير لكن لم تحدد بعد هوية من حاولوا إغلاق الميدان.