البهائية والبهائيون.. لفظان غريبان غامضان لطائفة لم يسمع بها المصريون إلا مؤخرًا عندما طالبوا بتسجيل ديانتهم في البطاقات الشخصية.. ومن وقتها بدأ الشارع يتعرف عليهم إعلاميًا... واليوم نقدم جانبا جديدًا من حياة البهائيين أو للدقة لموتهم.. من خلال عرض بالصور لمقابرهم وطقوس دفن موتاهم في مقابرهم التي تستقبل جثامين موتاهم من جميع أنحاء العالم. تقع مقابر البهائيين علي أطراف القاهرة وتحديدًا عند نهايات حي البساتين الواقع في أقصي الجنوب القاهري، تحيطها مقابر اليهود وطريق الأوتوستراد، والمقابر في تكوينها العام لا تختلف عن جارتها من المقابر اليهودية، تتراص إلي جوار بعضها في شكل متسلسل ومجهزة مسبقًا لاستقبال الجثامين دون الحاجة إلي الحفر وقتها، ويتكون القبر من غرفة أسفل الأرض يتم إنزال الجثمان إليها، حيث يكون الجثمان ملفوفا وموضوعا علي قطعة من الخشب ومعلقا بالحبال التي تستخدم لإنزاله للقبر ويترك الجثمان علي الخشبة، ثم تتم تغطيتها بغطاء من الأسمنت ثم تبني مصطبة تعلوها قطعة الرخام التي تحمل اسم المتوفي وتاريخ الوفاة بالعربي والجريجي ثم تواريخهم التي حددوها، ولا تختلف مقبرة الطفل عن الشاب أو الفتاة، وكذلك لا تختلف مقبرة الرجل عن السيدة. كما تحاط مقابر اليهود بسور نحو 3 أمتار يدور حولها .. تحاط مقابر البهائيين أيضًا بسور يزيد ارتفاعه قليلا علي المترين وتحيطها من الخارج مياه الصرف الصحي، وتمتليء من الداخل بالأشجار المختلفة والنخيل وتتوسط المقابر طرق وممرات صغيرة تسمح بمرور زائري المقابر والسير إلي جوارها، ويتم الدخول إليها من الخارج عبر بوابة حديدية. ومن خلال الحديث مع الأهالي المجاورين لمقابر البهائيين تعرفنا إلي بعض طقوسهم التي يمارسونها عند زيارة موتاهم حيث يقفون قليلا عند دخولهم المقابر أمام صرح بناء في مدخل المقابر عليه كتابة، وكأن العين تقرأ المكتوب عليه. وبحسب ما ذكره الأهالي المجاورون للمقابر أنه منذ ما يقرب من 20 عاما مضت كانت هناك زيارات بمواعيد ثابتة نهاية الأسبوع الأخير من كل شهر، لأقارب الموتي هناك، إلا أن هذه الظاهرة لم تعد تحدث وأن البهائيين يتجمعون هناك فقط عند حدوث حالة وفاة. وتختصر الطقوس علي المتوفي في قراءة كتابهم المسمي ب«الكتاب الأقدس» أمام المقبرة ثم القراءات الخاصة بالوفاة بحسب كتابهم، ورغم عدم تمييزهم في القبور التي يدفنون بها فإن هناك قراءات خاصة للمتوفي الذكر وأخري تختلف عنها للأنثي، وكان اللافت وجود مقابر لجنسيات مختلفة وأسماء تشير إلي أن أصحاب تلك الجثامين لا تتوحد دياناتهم التي ارتدوا منها إلي البهائية، وكذلك مختلف الأعمار. وتتوسط المقابر مقصورة كبيرة محاطة بالسلاسل مما يعكس مدي أهمية المدفون بها مكتوب عليها محمد تقي أصفهاني وعلي أحد الجوانب 13 ديسمبر 1946 وعلي الجانب الآخر 2 المسائل 102ب. وتوجد داخل المقابر بتسلسل تواريخ الوفاة أسماء عديدة منها ما هو معروف ومنها لأشخاص عاديين، إلا أنه من خلال الاهتمام ببعضها يبدو أن لها قيمة أخري، فتوجد لوحة مدون عليها أنها للفنان حسين أمين بيكار المتوفي في نوفمبر 2005 . كما يوجد بالمقابر وبجوار السور مقبرة قال الأهالي عنها إنها لا يوجد بها جثمان وإنما رمزية لشخص يجلونه يدعي عبد الجليل بك سعد المتوفي في 25 مايو 1942 وبتقويمهم في 9 العظيمة 99ب وهو واحد من أهم أعضاء المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر نحو عام 1931 قام بدعم موقف البهائيين لدي النائب العام، وهناك أيضا مقبرة يقال إنها لواحد من حملة العرش المبارك ويدعي محمد علي حسين الحسيناوي البغدادي المتوفي سنة 1956 وبتقويمهم سنة 123ب. كما تضم مدافن البهائيين مقابر ذات خصوصية يبدو أنهم يجلون أصحابها، مثل الميرزا أبو الفضل محمد كلبايكاني المتوفي في 21 يناير سنة 1914 وبتقويمهم في 3 السلطان سنة 70ب، وتجاوره السيدة لوا جتسنجر المتوفاة في 16 مايو 1916 وبتقويمهم في 5 الجمال سنة 73ب، ومحمد رضا كلستانة المتوفي في 14 فبراير 1961 وبتقويمهم 8 الملك سنة 117ب، وشوق إنجليز كلستانة المتوفاة في 13 سبتمبر 1958 وبتقويمهم 6 العزة سنة 115ب، ومحمد إسماعيل أصفهان المتوفي في 7 يوليو 1971 وبتقويمهم في 14 الرحمة سنة 128ب. وتشير الأسماء المدونة علي المقابر إلي تنوع الديانات والجنسيات التي تم التحول منها للبهائية فهناك مقابر تحمل أسماء بطرس عبدالمسيح ميخائيل المتوفي في 4 أكتوبر 1981 وبتقويمهم في 8 المشيئة سنة 138ب، وأولجا ديمتري الهريش المتوفاة في 28 أغسطس 1972 وبتقويمهم 14 النور سنة 63ب، ، نعمات ناشد ميخائيل زوجة المرحوم صبحي دانيال المتوفاة في 19 أكتوبر 2011 وبتقويمهم في 4 العلم 167ب، وعلي مايبدو من ترتيب المقابر أنها آخر من تم دفنه هناك، ولبيبة جرجس حنا المتوفاة في 21 فبراير سنة 1951 وبتقويمهم 15 الملك سنة 108ب.