استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحقيق انتصار ملحوظ فى الجولة الثالثة من الانتخابات التشريعية التى شهدتها إسرائيل خلال الأيام الماضية وأسفرت عن تقدم قائمة الأحزاب اليمينية التى يقودها خلال تلك الجولة الانتخابية حزب «الليكود» بزعامة نتانياهو. وكان لقطر دور كبير فى هذا الانتصار السياسى ل نتانياهو، الذى تلاحقه قضايا الفساد، وبرغم كونه دور خفى إلى حد كبير إلا أنه كان مؤثرًا للغاية، فمن أهم أسس الدعاية الانتخابية التى روّج لها نتنياهو الزعم بأنه القادر على حفظ أمن المواطن الإسرائيلى وحمايته، وهو الأمر الذى نجح فى إيهام الإسرائيليين به من خلال الاعتماد على الدوحة لإحلال التهدئة. فقبل أيام كشف وزير الدفاع الإسرائيلى السابق ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيجدور ليبرمان، عن زيارة سرية لرئيس الموساد، يوسى كوهين، ولقادة عسكريين إلى الدوحة، مؤكداً أن تلك الزيارة جاءت بأوامر من نتانياهو شخصياً لحث قطر على مواصلة تقديم الدعم المالى لحركة حماس، مقابل التهدئة ووقف التصعيد، خاصة أن جولة الانتخابات الأخيرة سبقتها جولة تصعيدية على قطاع غزة، مما أجبر حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى» وسائر فصائل القطاع على العودة للتهدئة من جديد. لتدخل قطر على خط الانتخابات الإسرائيلية وتُقدم ل نتانياهو هدية على طبق من فضة، وتؤكد أكاذيبه على الإسرائيليين بأنه قادر على إحلال التهدئة والحفاظ على أن المواطن الإسرائيلى، خاصة أن الكثير من المراقبين يؤكدون أن إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة خلال فترة الانتخابات أو ما قبلها بأيام قليلة كان قادراً على تغيير النتائج التى صدّرت التيار اليمينى إلى مقدمة المشهد. وكانت الدوحة من ضمن الأوراق التى لعب بها نتانياهو فى لعبته للفوز برئاسة الحكومة من جديد، خاصة بعد إعلان المدعى العام عن توجيه عدة تهم إليه، وتعهدات منافسيه فى الانتخابات من حزب «أزرق أبيض»، وعلى رأسهم زعيم الحزب ورئيس الأركان الأسبق بينى جانتس، بمحاكمة نتانياهو حالة الوصول لرئاسة الحكومة، إلا أن الهدية القطرية أسعفت رئيس الحكومة وأبعدته مرة أخرى عن الخضوع أمام القضاء للمحاكمة فى تهم فساد.