كتب: أحمد متولى وخالد عبد الخالق ووكالات الأنباء اعتبر رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد «باتت معدودة» وأنه سيضطر إلي مغادرة سوريا بالقوة أوش من تلقاء نفسه، معتبرًا أن السوريين يقتلون بأوامره. وقال الحريري علي موقع «تويتر» الالكتروني للتواصل: اعتقد أن أيام الرئيس السوري باتت معدودة». وعما إذا كانت عودة السفيرين الأمريكي والفرنسي إلي سوريا يؤشران إلي «تطبيع مع نظام الأسد» قال: «لا بل أعتقد أن علي بشار أن يشعر بالقلق». هذا وقد سبق دعوة الحريري إلي تخلي بشار وتنحيه عن السلطة كل من ملك الأردن ورئيس وزراء تركيا إضافة إلي القوي الغربية الكبري في المقابل دعت الجزائر وروسيا المجتمع الدولي إعطاء وقت لخطة السلام التي أعدتها الجامعة العربية التي تدعو إلي دخول مراقبين. في السياق ذاته نفي الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي صحة ما أوردته وكالات أنباء من تصريحات منسوبة للرئيس بشار الأسد وذلك في مقابلة لإحدي محطات الأخبار الأمريكية واصفًا هذه التصريحات التي لم تتم إذاعتها بعد ب«المتلاعب بها» وغير الدقيقة. وأشار مقدسي في مؤتمر صحفي بث علي التليفزيون السوري أمس إلي أن الرئيس الأسد قال في تصريحاته للمحطة الأمريكية: «هناك أخطاء ارتكبتها قوات الأمن والجيش، والتي تتحمل مسئولية الحفاظ علي الأمن في سوريا وستتم محاسبة المسئولين لأنه لا أحد فوق القانون». وجدد مقدسي دعواته للمعارضة بالقدوم والجلوس للتحاور واصفًا أن الاعتراض ومخالفة الرأي لا تكون بناءة إلا عند التحاور المباشر. وأضاف: سوريا حريصة علي المحافظة علي العلاقات مع دول الجوار وبالأخص مع تركيا وقد تم تبادل الرسائل علي مستوي دبلوماسي ونأمل من تركيا أن تعيد حساباتها، حيث أن سوريا وتركيا تربطهما علاقات قوية منذ مدة طويلة. وعلي الصعيد العربي قال مقدسي إن : «سوريا بانتظار الدخان الأبيض الذي سيصدر عن الجامعة العربية». كما أكد أن سوريا حريصة علي أن تتضح حقيقة ما يجري وإيصاله للعالم. يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية سارعت إلي الطعن في تصريحات منسوبة للرئيس السوري جاء فيها أنه لم يكن يتحكم بقوات الأمن في بلاده في خضم الحملة الدامية التي تشنها الحكومة علي المحتجين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر: «أجد أنه من المضحك أنه «الرئيس الأسد» يحاول الاختباء وراء نوع من لعبة الفقاعة ولعبة الإدعاء بأنه لا يمارس السلطة في بلاده». وأضاف: «لقد كان أمام «الأسد» فرص في الماضي لوضع حد للعنف»، مستذكرًَا قائمة المبادرات التي قدمتها جامعة الدول العربية وتركيا وبلدان أخري والأممالمتحدة. ومضي تونر يقول: ليس هناك أي مؤشر علي أنه يفعل شيئًا سوي اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة وبصورة وحشية ضد المعارضة السلمية». ونقلت شبكة «رصد» السورية عن الأسد قوله في المقابلة «أنا الرئيس وأنا لا أملك البلاد.. لذا فالقوات ليس ملكي أيضًا»، مضيفًا قوله: «هناك فرق بين تعمد اتخاذ إجراءات صارمة وبين وجود أخطاء يرتكبها بعض المسئولين .. هناك فرق كبير». في غضون ذلك أعلنت الولاياتالمتحدة أن سفيرها في سوريا روبرت فورد سيعود إلي دمشق التي غادرها نهاية أكتوبر الماضي «للتشاور» بعد تهديدات أمنية. وكانت تصريحات الأسد قد أدت إلي اتهامات متبادلة بين دمشقوواشنطن إذ تتهم دمشق الخارجية الأمريكية بتحريف تصريحات الأسد، في حين ترد واشنطن بأن ما يقوله الأسد غير جدير بالتصديق وأن العالم يشاهد ما يحدث في سوريا والولاياتالمتحدة والدول الكثيرة الأخري في شتي أنحاء العالم التي التقت معًا لتدين العنف الوحشي في سوريا الذي يرتكبه نظام الأسد وتعرف بالضبط ما يحدث ومن المسئول عنه. وهددت الجامعة العربية بفرض عقوبات علي سوريا إذا لم تنسحب القوات بشكل يمكن التحقق منه من المدن والبلدات وتبدأ الحكومة حوارًا سياسيًا مع المعارضة وتدعو القوي الغربية الكبري وتركيا والأردن المجاورتان لسوريا الأسد إلي التنحي. من ناحية أخري تعتزم تركيا فرض تعريفة جمركية نسبتها 30 بالمائة علي كل السلع السورية، وفيما يبدو فإن هذه الخطوة رد علي ضريبة مماثلة فرضتها سوريا علي السلع التركية. وفي بروكسل قالت بسمة قضماني العضوة بالمجلس الوطني السوري وهو جماعة معارضة في المنفي تسعي إلي نهاية لحكم الأسد إن المجلس سيقدم في الأيام القليلة المقبلة خطة من أجل انتقال السلطة. وأضافت قائلة: «الخطة ستكون خارطة طريق لانتقال سلمي والبند الأول فيها هو أن الأسد يجب أن يستقيل ويرحل وقالت قضماني أثناء اجتماع مع أعضاء من البرلمان الأوروبي: «نأمل بأن تحظي الخطة بالدعم من العالم العربي والمجتمع الدولي». وحذرت مجددًا من خطر حرب أهلية في سوريا وقالت: «الهدف الأول هو حماية السكان المدنيين ووضع نهاية لأعمال القتل التي قد تزج بنا إلي حرب أهلية». من ناحية أخري اعتبرت منظمة «مسيحيون ضد التعذيب» «أكارت» غير الحكومية الفرنسية في تقريرها الثاني السنوي أن الثورات الشعبية في العالم العربي جعلت بعض دول الشرق الأوسط تلجأ إلي التعذيب خصوصًا في سوريا حيث تحول إلي استراتيجية حكومية». وجاء في التقرير الذي نشر مؤخرًا حول ممارسات التعذيب في العالم أن «الحركات الاحتجاجية التي عصفت بالعالم العربي طيلة هذا العام ذكرت بالاستعمال المستشري والمنظم للتعذيب خلال النزاعات المسلحة والحروب الأهلية أو الانتفاضات الشعبية». وقد أفردت المنظمة في تقريرها فصلاً إضافيًا عن سوريا حيث أوقع القمع أكثر من أربعة آلاف قتيل منذ شهر مارس الماضي «حسب الأممالمتحدة» وحيث التعذيب تحول أكثر من أي وقت مضي إلي استراتيجية حكومية. وجاء في التقرير أن: «القمع الدموي الذي تمارسه أجهزة بشار الأسد يهدف إلي ترهيب الشعب الذي ينتفض سلميًا». كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي ل«روزاليوسف» عن أن زيادة الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي للعراق أمس تأتي بهدف البحث عن مخرج للأزمة السورية في ظل تعنت الجانب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد ورفضه التوقيع علي بروتوكول الجامعة العربية إلا بشروط. وأوضحت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن العربي التقي الرئيس العراقي جلال طلباني ورئيس الوزراء نوري المالكي لعرض الموقف كاملاً من استمرار القتل والقمع في سوريا وحث العراق بما تملكه من علاقات مع نظام الأسد علي الضغط عليه للتوقيع علي المبادرة فوراً وبدون شروط خاصة مع ضغوط خارجية ترغب في تدويل الأزمة وتحويل ملفها إلي مجلس الأمن.