كتب - محسن لملوم لم يكن فوز حسام البدري بالدوري مع فريق المريخ السوداني فوزا عاديا بالرغم من انه ليس آخر بطولات المريخ ولا آخر انجازات البدري، لكنه يعني لنا كمصريين الكثير واقصد بالتحديد وجود المدرب المصري وسمعته في الدول العربية والتي تنازل عنها مدربونا بكامل إرادتهم وتركوا الساحة لمدربي الشمال الافريقي من تونس والجزائر والمغرب ليصولوا ويجولوا في الدوريات العربية ويحققوا الانجازات الواحد تلو الآخر حتي صار الأمر عاديا بالنسبة لهم، وقد لا يعرف البعض منا انجازات الجزائري جمال بلماضي مع فريق لخويا القطري والمغربي حسن حرمة الله مع فريق أم صلال القطري أيضا ومن قبلهما بطولات الجزائري عبدالحق بن شيخة مع الإفريقي التونسي والسيلية القطري والقائمة تطول، ورغم تفوق المدرب المصري ونجاحاته مع الكرة المصرية الا انه غاب تماما عن الساحة العربية ومع كامل تقديرنا واحترامنا للمدربين العرب فإن احدا منهم لم يحقق انجازا مثلما فعل حسن شحاتة مع منتخب مصر علي سبيل المثال ولا مثلما فعل طارق العشري مع حرس الحدود ولا حتي حسام البدري في الفترة القصيرة التي تولي فيها مهمة تدريب النادي الاهلي، مع الوضع في الحسبان ان هناك مدربين مصريين قادمين وبقوة وقريبا ستظهر نتائج عملهم مع الأندية التي يدربونها أمثال طارق يحيي وطلعت يوسف ومختار مختار وغيرهم، والغريب انه في الوقت الذي يتحدث الكل عقب ثورة يناير عن ضرورة عودة المدرس المصري والطبيب المصري والمهندس المصري إلي مكانته الريادية في المنطقة العربية فإنه في نفس الوقت جاء انجاز حسام البدري مع المريخ السوداني ليفتح لنا ملف عودة المدرب المصري إلي المنطقة العربية، والغريب ايضا إن مدربينا يتعاملون بنفس العقلية التي يتعامل بها لاعبونا مع الاحتراف الخارجي وهو عدم استكمال المشوار وسرعان ما يعود اللاعب وكذلك المدرب إلي مصر حتي لو حقق نجاحا مع فريقه بدليل استقالة البدري من تدريب المريخ بعد الفوز بالدوري ومن قبله عودة مختار مختار بعد ان قاد الوحدة السعوي إلي نهائي كاس الملك ومن قبلهما أنور سلامة مع الاتحاد الليبي، والأمثلة كثيرة والقائمة تطول، خلاصة القول: إنه يتوجب علي مدربينا استغلال فوز البدري مع المريخ بالدوري السوداني حتي يصبح لدينا أكثر من مدرب في أكثر من دوري عربي ليكونوا خير سفراء للكرة المصرية في الخارج ونتمني ان يحدث ذلك في أقرب وقت.