مع ارتفاع نسبة التصويت لصالح الإسلاميين في المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن مدي تنظيم الجماعات الإسلامية وقدرتها علي إدارة الأمور في المرحلة الحالية وتقول المجلة إن حزب الحرية والعدالة ليس علمانيا إلا أنه ديمقراطي وقد اكتسب شعبيته من تنظيمه واضطهاده علي مدي السنوات التي سبقت الثورة. وتضيف المجلة أن مظاهر الاحتفال بالربيع العربي قد تختفي مع ظهور الأحزاب الإسلامية كمستفيد رئيسي علي الساحة ففي خضم استحواذ حزب النهضة التونسي علي نصيب الأسد من الأصوات وتوقعات بأن تعيد جماعة الإخوان المسلمين الكرة في مصر تكثر علامات الاستفهام حول مستقبل المنطقة. وتشير المجلة إلي تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا كدليل علي تقبل الجماهير لفكر الجماعات الإسلامية عندما يلتقي الفريقان في منطقة وسط تصب في المصلحة العامة وتقول المجلة كذلك إن حزب النهضة يخطو أولي خطواته متبنيا المنهج ذاته حيث صرحت قيادات الحزب عدم اعتزامها فرض حظر علي شرب الكحول أو الاقتضاء بتجربة المصارف الإسلامية. وتضيف المجلة أن الأحزاب الإسلامية تسعي الآن إلي خلق نوع من التحول الثقافي التدريجي لتوجيه المسار السياسي نحو المبادئ الإسلامية بدلاً من فرضه كنموذج سياسي ديكتاتوري للدولة الإسلامية وتؤكد المجلة أن المخاوف تتنامي في العالم الغربي من اعتماد بعض الدول العربية علي التجربة الإيرانية كنظام للحكم ولكنها تتوقع ألا يحدث ذلك لأن مصر وتونس تعتمدان علي انفتاحهما علي العالم في مجالات الاستثمار والسياحة. وتنصح المجلة بأن يكون العمل السياسي من خلال إطار ديمقراطي لأن ذلك هو الضمان الوحيد للوصول بالمنطقة لأفضل النتائج.