كان المشهد رائعا داخل لجان الانتخابات في 9 من محافظات مصر يومي الاثنين والثلاثاء.. كان المشهد فوق كل تصور وأي تصور.. اقبال جماهيري كبير من المواطنين علي المشاركة في انتخابات مجلسي الشعب والشوري مماثل لذلك المشهد الذي جري يوم الاستفتاء علي التعديلات الدستورية يوم 19 مارس الماضي.. وهو يعكس في كلا المشهدين عظمة هذا الشعب ووطنية أبنائه والارتباط الوجداني الكبير الذي يربط بين نبض الناس ونبض الوطن.. حضرت الملايين في عفوية اجتماعية واقبلت علي مشاركة في الانتخابات رغم الشائعات الكثيرة التي ترددت حتي ليلة الانتخابات التي استهدفت ترويع الناخبين وتخويفهم من أعمال بلطجة قد تحدث والتشكيك في إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها كما روج كلام كثير عن احتمالات تأجيل الانتخابات في القاهرة والإسكندرية.. ورغم ذلك جاءت جماهير الناخبين واحتشدت أمام اللجان الانتخابية وانتظر البعض منها لنحو ساعتين من أجل الإدلاء بأصواتهم مدفوعين بمشاعر من الحب للوطن والخشية عليه من الوقوع في براثن الفوضي والبلطجة خاصة بعد تكرار الوقفات المليونية والاحتجاجية التي بدأ يتمخض عنها أشكال من الفوضي وصلت إلي حد تحدي سلطة الدولة وأرهاب مؤسساتها بمحاصرة مقر مجلس الوزراء والتهديد بمنع رئيس الوزراء المكلف الدكتور كمال الجنزوري من دخول مقر الحكومة ومنعها من ممارسة مهامها!! كان حضور جماهير الشعب المصري واحتشادها أمام مقار اللجان الانتخابية وإقبالها منذ الثامنة من صباح يوم الاثنين 28 نوفمبر تصويتا منها لصالح الاستقرار وانتصارًا للديمقراطية ورفضا للفوضي.. كان إقبال الجماهير شيئًا أبهر المراقبين والصحفيين ومراسلي الفضائيات التليفزيونية وأدهش المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات بعد أن وصلته معلومات من غرف العمليات بأن كثير من الصناديق في العديد من اللجان امتلأت بأوراق التصويت قبل انتصاف نهار اليوم الأول للانتخابات وهو ما دفع رئيس اللجنة العليا للانتخابات إلي التأكيد علي أنه سيتم توفير صناديق أخري للتصويت في اللجان التي أمتلأت فيها الصناديق بأوراق الناخبين، كما قرر تمديد آجل الاقتراع حتي التاسعة من مساء يوم الاثنين لاستيعاب الأعداد الكبيرة للناخبين.. هذا المشهد الرائع للشعب المصري العظيم يؤكد أن هذا الشعب ينحاز للديمقراطية والاستقرار ويؤمن بأن صناديق الانتخابات في مصر الديمقراطية باتت هي الطريق الوحيد لصنع التغيير وتحقيق الاصلاح.