حاوره في إيران - صبحي مجاهد أكد محافظ إقليم خراسان الإيراني محمود صلاحي أن إيران حريصة علي استكمال العلاقات مع مصر وجميع الدول العربية علي المستويين الرسمي والشعبي لاسيما بعد ثورته، واصفا ما يحدث في سوريا بأنه مؤامرة امريكية صهيونية، مشيرًا إلي أن إيران تؤيد أن ينبع الإصلاح من داخل الشعوب لكن دون توجهات خارجية تخدم عدو الأمة الإسلامية. قال صلاحي في حوار أجراه مع «روزاليوسف» علي هامش زيارة الوفد الصوفي المصري لإيران: إن الطريق مفتوح الآن أمام مصر بعد ثورتها المباركة لترسيخ العلاقات مع إيران علي أن يتم ذلك عبر تبادل البلدين فتح سفارات وذلك في أعلي أشكالها وأحسنها»، متحدثا عن عدد من القضايا المتعلقة بموقف إيران من الدول العربية، ومما يحدث في سوريا من خلال الحوار التالي: بداية كيف ترون مستقبل العلاقات الإيرانية المصرية عقب الثورة؟ إنه بمقارنة بين الثورتين في مصر وإيران نجد هناك تشابها فقد قامت الثورة الإيرانية ضد عميل من عملاء الإدارة الأمريكية الشاه الإيراني السابق وكذلك الثوار المصريين ثاروا ضد حاكم ظالم عميل للنظام الأمريكي وتمكن الشعبان من إسقاط هذين العميلين . أما عن علاقتنا مع مصر فنحن حريصون علي العلاقات مع مصر وشعب مصر، ونسعي لمزيد من التعاون بين البلدين لاستكمال تلك العلاقات، فالشعب المصري النبيل في صحوة إسلامية وانتصروا في هذه الثورة المباركة ونحن كجمهورية إسلامية إيرانية سعداء بهذه الثورة المباركة، أما استراتيجيتنا في العلاقة مع مصر، فالشعب المصري هو الذي يختار استراتيجيته والمسلمون في المنطقة وقادتهم هم من يختارون الاستراتيجيات المناسبة والصالحة لأنفسهم. كيف تري السبيل لتطوير العلاقات بين مصر وإيران؟ - الطريق مفتوح الآن أمام مصر بعد ثورتها المباركة أن ترسخ العلاقات مع إيران علي أن يتم ذلك عبر إيجاد السفارة الإيرانية في مصر والسفارة المصرية في طهران وذلك في أعلي أشكالها وأحسنها.. تلك السفارتان المصرية والإيرانية يجب أن تتحلي بأفضل الموظفين من خبراء ومتخصصين لكي تتوفر ارضية مناسبة لحضور وتواجد النخب للبلدين، بحيث نرسل الوفود الاقتصادية الايرانية إلي مصر كما نستقبل الوفود الاقتصادية المصرية في إيران لكي يستفيد الشعب المصري من تلك الإمكانيات المتواجدة لدينا، لاسيما وأن إيران الإسلامية وفي ظل النظام الإسلامي حاليا أصبحت في المركز العاشر بين الدول المتقدمة في العلوم الحديثة ونتمني أن يجعل الله الشعب المصري الأصيل في هذه الطريقة. ما الذي يعوق استكمال العلاقات بين مصر وإيران بعد الثورة؟ - لا نعتقد أن هناك عراقيل في العلاقات بين الشعبين الإيراني والمصري، غاية الأمر أنه لم يمض وقت كاف بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك ووجود وفد مصري صوفي في إيران دليل علي إمكانية استكمال العلاقات الشعبية والرسمية ولكن يبقي علي الإعلام المصري القيام بتوعية الشعب المصري وتحريضه وتحريض المسئولين المعنيين للعلاقات الثنائية بين البلدين، لأنه عندما تتحقق العلاقات الثنائية سنرسل علي وجه السرعة الوفود التجارية والاقتصادية والعلمية والسياسية والتقنية إلي مصر العربية. وأؤكد أنه لو وجدت عراقيل فإنها ستكون نابعة من الاستفزازات الأمريكية والوهابية، وهي لن تحول دون أن تستقر العلاقات الوثيقة بين مصر وإيران، مشيرًا إلي أن الثوار المصريين يجب أن يأخذوا سياسة إجهاض تلك العراقيل. ما الرؤية الإيرانية في العلاقة مع الدول العربية، لا سيما في ظل اتهام إيران بالتدخل في شئون تلك الدول؟ - إيران لا تملي استراتيجية علي أي بلد عربي وأنها ترحب بالعلاقات مع الدول العربية كافة للتعاون وتبادل الأفكار، وإذا كانت هناك كلمة قيمة وسيرة مباركة من شخصية عربية وإسلامية فنحن نستفيد منها، حيث لابد وأن تكون هناك استراتيجية موحدة بيننا. ويكفي أن الرسول - صلي الله عليه وسلم - دعا جميع المسلمين إلي الوحدة، كما قال تعالي: «إن هذه أمتكم أمة واحدة»، فكلنا أمة واحدة، ويد واحدة، قرآننا كتاب واحد، ورسولنا واحد، ويجب أن نكون اليوم متحدين وتحت ظل الإسلام فتوحد الأمة يكسر شوكة الاستعمار والاستكبار الأمريكي الذي لا يرحم أعراض الناس أو أموالهم أو أنفسهم، بينما الإسلام دين حنيف يري للبشرية جميع الحرية والكرامة لجميع الناس ولابد وأن يعلم العالم الإسلامي أن التيار الغربي يتصدي يوميًا للحركة الإسلامية ويريد القضاء عليها، لكن باتحاد المسلمين لن يستطيع ذلك، مؤكدا أن وحدة الشعبين المصري والإيراني تقدم النموذج للدولة الإسلامية العصرية والتي تتبني المفاهيم الصحيحة والحضارية للإسلام. ما سبب تأييدكم للنظام السوري رغم الاحتجاجات الشعبية ضده؟ - سوريا كانت ولاتزال في الجبهات والخطوط الرئيسية في الجهاد ضد الصهاينة وتدعم المقاومة، والإدارة الأمريكية والصهاينة لا تألو جهدًا لإجهاض المقاومة ومحور المقاومة، واليوم كل بلد أو لجنة أو جمعية ومجلس قام بإتيان حركة ضد سوريا ليس القيام هذا إلا مرافقا لسياسة أمريكا في المنطقة والشعب السوري النبيل أعلن وبكل صراحة وفي تجمعات مليونية ومظاهرات ضخمة دعمهم الحاسم لإصلاحات وسياسات الحكومة السورية». لكن البعض قد يري ذلك رفضا لحركات الإصلاح في سوريا، فما ردكم؟ - نعتقد أنه يجب أن تتوافر حركات إصلاحية في كل الأنظمة، فالإسلام يأمر بالإصلاح، كما أنه في حقيقته حركة إصلاحية ولكن كل حركة نري خلفها الإدارة الأمريكية الظالمة لا تعد إسلامية بل هي مؤمرات تهدف لتطبيق وتنفيذ السياسات الصهيونية الأمريكية لكسر المقاومة في المنطقة، وإيران تؤيد الإصلاحات والحركة الإصلاحية في كل مكان وتؤمن بإرادة الشعوب ومطالبها، لأنه لو لم يكن دعم الشعب الإيراني لقائدهم الفقيد الإمام الخمائني لما نجحت الثورة الإيرانية وكذلك في سائر البلاد العربية كمصر وتونس، أما الشعب السوري فهو يدعم حكومته، وينبغي علي المسلمين في المنطقة العربية أن يتحدوا ويتلاحموا، وألا يأتوا بعمل أو فعل يسر إسرائيل وأمريكا، ويتكاتفوا في المنطقة لإخراج الشعوب العربية والإسلامية المضطهدة من نيران الصهاينة ولا يكرر أحد في العالم الإسلامي كلمتهم وسياستهم لأنهم لا يريدون خيرا للأمة الإسلامية بل هم الشر نفسه ويريدون التفرقة والفرقة بين الأمة الإسلامية.