فرضت التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بالعدوان علي إيران, نفسها علي زيارة الوفد الصوفي المصري الأول من نوعه منذ أحداث ثورة يناير, والذي وصل إلي مدينة مشهد بإقليم خراسان. وجاءت لقاءات مشايخ الطرق الصوفية مع كبار السياسيين والمراجع الشيعية لتؤكد حرص دوائر صنع القرار الإيرانية علي إيجاد رأي عام إسلامي مساند لإيران تجاه الحملة الغربية التي يرون أنها تستهدف إيران والثورات العربية وفي القلب منها الثورة المصرية. وألهب التصريح الذي أدلي به المرشد الأعلي للثورة الإيرانية علي خامنئي, قبل ساعات من وصول الوفد الصوفي المصري, والذي توعد فيه أمريكا وإسرائيل برد قاس في حالة العدوان علي إيران يجعل المعتدين ينهارون من الداخل, ألهب حماسة علماء الدين والمراجع الشيعية في قم ومشهد وخراسان وطهران, وأعلنوا جميعا راية الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل, داعين الشعب الإيراني والشعوب الإسلامية إلي التآلف والوحدة لصد العدوان. وبينما تستعد الدول الغربية لإقرار عقوبات جديدة قوية ضد النظام الإيراني وبرنامجه النووي المثير للخلاف, فان ردود أفعال الداخل الإيراني جاءت لتؤكد أن مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي سيكون من أسهل الأهداف الإيرانية, مهددين بإزالة إسرائيل من الوجود إذا نفذت أي هجوم ضد إيران, وأن العالم سوف يشهد حركات مناهضة للإرهاب ضد البيت الأبيض علي شاكلة حملة احتلوا وول ستريت والاضطرابات في أوروبا, مؤكدين أن إيران بلد كبير وقوي ويتمتع بعناصر دفاعية قوية, ولديه قابلية فريدة للدفاع عن رقعة جغرافية متسعة ومتنوعة, مما سيسلب إدارة الحرب من أمريكا. يبقي الرهان الإيراني إذن معلقا في التماسك الداخلي والاستعدادات العسكرية, وتضامن الشعوب الإسلامية, وليس ببعيد عن ذلك, الموقفان الروسي والصيني الرافضان لتشديد العقوبات علي إيران بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتهم طهران بالسعي لتطوير قدراتها النووية, حيث تري الصين أن مزيدا من العقوبات علي إيران لا يمكن أن يقدم حلا جوهريا للأزمة النووية الإيرانية, وأن من شأن ذلك أن يؤدي إلي وقوع اضطرابات في الشرق الأوسط مع ما يجري في المنطقة العربية من تطورات وأحداث تأتي مرتبطة بالمواقف الإيرانية من الثورات العربية, والتي يمكن فهمها من خلال تحديد جوهر التقييم الإيراني لتلك الثورات, ذلك الجوهر الذي يري أن تلك الثورات وجدت في الثورة الإسلامية قبل33 عاما إلهاما لها, حيث ثار الإيرانيون علي استبداد نظام الشاه. انقسام الداخل الإيراني ويشهد الداخل في طهران انقساما حول الإلهام الإيراني للثورات العربية, فالدوائر المحافظة مرجعيات دينية وحكومة تري الثورة الإسلامية هي الملهمة, لكن التيار الإصلاحي يري أن حركة الاحتجاج الإيرانية علي الانتخابات الرئاسية الإيرانية السابقة كانت هي الملهم الحقيقي للشباب العربي. مصدر إيراني مسئول يؤكد أنه من الصعب الحديث عن تغير محوري في حركة العلاقات بين طهران والقاهرة في مصر ما بعد الثورة, وربما هذا يعود إلي أولويات مصر, وهي التي تركز علي أولوياتها الداخلية وإعادة النهوض اقتصاديا. ترحيب بالوفد المصري وشهدت زيارة مشايخ الطرق الصوفية لإيران ترحيبا واسعا من قبل الحكومة الإيرانية, حيث التقي الوفد بممثل قائد الثورة الإيرانية الإمام خامنئي في إقليم خراسان, آية الله عباس واعظ طبسي, وآية الله محمد حسين علم الهدي خطيب صلاة الجمعة بمدينة مشهد. وعدد من المرجعيات الشيعية والقيادات المحلية بمدينة مشهد. وقد حرصت المرجعيات الشيعية والوفود الشعبية الإيرانية التي التقت الوفد المصري علي الإشادة بما وصلت إليه مصر عقب الثورة المصرية, حيث أشاد ممثل الثورة الإيرانية في إقليم خراسان بالثورة المصرية مطالبا الشعوب الإسلامية بضرورة الاقتداء بوحدة المصريين في تلك الثورة وتطبيقها علي العالم الإسلامي لمواجهة الطغيان والاستبداد الذي يريد أن يفرضه الاستعمار الغربي علي العالم الإسلامي.