ترجمة - مي فهيم علي الرغم من العنف والوحشية التي غلفت حياة الكثير من الطغاة حول العالم مع شعوبهم، تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير لها: هل يمكن أن تتحول مقابر الطغاة من الرؤساء علي مر التاريخ إلي أضرحة يحرص الآلاف علي زيارتها وتخليدها كل عام. وهو السؤال الذي فرض نفسه بقوة علي مدار الأيام القليلة الماضية بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي علي يد الثوار ودفنه سرا في مكان في الصحراء حتي لا يتحول قبره إلي ضريح يحرص أنصار القذافي علي زيارته أو هدفا لمعارضيه. ويحمل تقرير المجلة الأمريكية الإجابة عن هذا السؤال المثير نعم تتحول مقابر الطغاة إلي أضرحة ومزارات شعبية. وساقت فورين بوليسي الكثير من الأمثلة للطغاة حول العالم الذين تحولت مقابرهم إلي أضرحة ويخلد أنصارهم ذكراهم كل عام ومن بين الأمثلة الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو الذي مات في عام 1975 وعندما يشعر أنصاره بالحنين إليه فإنهم يحرصون علي زيارة قبره لوضع أكاليل من الزهور عليه. وعلي الرغم مما عرف عن وحشية الرئيس العراقي السابق صدام حسين وحكمه البلاد بقبضة من حديد فعندما تم إعدامه أصر أنصاره علي دفن جثمانه في بلدة العوجة مسقط رأسه قرب مدينة تكريت بعد 24 ساعة فقط من مقتله بل يحرص البعض من أنصار العرب السنة علي زيارة قبره خاصة في ذكري ميلاد صدام وذكري وفاته معتبرينه "نسر العرب" وأطلق علي قاعة الاستقبال التي تحوي جثمانه بقاعة "الشهيد" وفي عام 2008 أقبل مئات من طلاب المدارس العراقية علي زيارته. كما ضم التقرير الديكتاتور التشيلي السابق الجنرال أوغستو بينوشيه الذي حكم التشيلي علي مدي 17 عاما بقبضة من حديد، وبوفاة بينوشيه تعلن عن نهاية صفحة سوداء من تاريخ التشيلي، التي فرض عليها واحدا من أشد الأنظمة العسكرية قمعا في أمريكا اللاتينية وعلي الرغم من هذا يذهب البعض لوضع أكاليل علي قبره. وكما ضم التقرير جوزيف ستالين الذي وصف بأنه أكبر ديكتاتور في العالم ولكن هناك أكثر من 3000 من الروسيين يحرصون علي زيارة قبره في ذكري ميلاده ووفاته فلا يزال هناك الكثير من الروس يراودهم الحنين إلي عهد ستالين حينما كان يحكم روسيا بقبضة من حديد.