«التطلع إلي غد أفضل يتسم بالحرية والديمقراطية» يجب أن يكون شعار المرحلة القادمة حيث تحرير العقول وتقبل الرأي الآخر.. هكذا يجب أن تكون الأجواء في مصر بعد ثورة 25 يناير التي أحدثت ثورة في الحياة السياسية وأتاحت فرصة ظهور أحزاب جديدة بالإضافة للائتلافات التي انبثقت من اتحاد شباب الثورة والتي تصل إلي ما يزيد علي 130 ائتلافا. من هنا طرحت «روزاليوسف» التساؤل.. فهل يثري هذا الحياة السياسية بعدما احتكرها الحزب الحاكم؟ أم ستنشغل تلك الأحزاب والائتلافات بالصراعات لنعاني من فوضي وجود الأحزاب الكرتونية. اعترض رئيس حزب الشعب الديمقراطي.. أحمد الجبيلي علي قيام أحزاب علي مرجعية دينية.. واصفا إياها أنها تتلقي أموالا من الخارج.. لتنفيذ أجندات معينة الأمر الذي يجعلها تشكل خطرا علي المجتمع المصري. واستنكر استمرار بعض الأحزاب التي اتهمت بالفساد مثل حزب الغد بالإضافة إلي بعض رموز وقادة الأحزاب الذين قدمت ضدهم بلاغات لتورطهم في موقعة الجمل، مشيرا إلي أن هذا يمثل خللا داخل المجتمع المصري.. وأكد الجبيلي أنه يتنبأ لمصر في حال استمرار الأحزاب الدينية بقيام دويلات صغيرة، واعتبر أن ما كشفه وزير العدل عن إحدي الجماعات السلفية التي تلقت تمويلا خارجيا بقيمة 181 مليون جنيه أكبر دليل علي ذلك وعن الأحزاب التي ظهرت مؤخرا يقول: معظمها قائم علي مصالح مادية وشخصية فهناك أحزاب تنازلت عن أسماء أحزابها مقابل 15 مليونا وأخري مقابل 10 ملايين ليصبح الأمر «سبوبة» ومصدرا للربح السريع. كشف الجبلي النقاب عن وجود حزب وطني عملاق يتم الإعداد له في الخفاء يموّل بملايين الجنيهات.. يسمي مصر أكتوبر يرأسه محمد فريد خميس، مشيرا إلي وجود علاقة شراكة بين خميس وجمال مبارك وشريف والي في شركة خدمات بترولية.. الأمر الذي جعل محمد خميس ينال ثقة تجعله يفوز بهذا المنصب الأمر الذي يؤكد أن انتخابات مجلس الشعب لعام 2011 ستكون لصالح الحزب الوطني المقنّع. الأحزاب الجديدة فريسة لأحزاب الإخوان والسلفيين، هذا ما أكده لنا الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصري معتبرا أن هناك كوادر تتميز بالكفاءة لم تجد الوقت الكافي للإعلان عن نفسها والمقارنة ما بين أنشطة الأحزاب ذات التاريخ القديم والأحزاب الجديدة ستكون ظالمة وغير عادلة للأحزاب التي تم انشاؤها في فترة لا تتجاوز الشهور. بالرغم من أن أحزاب ما قبل الثورة كانت أحزابا كرتونية أفسدت الحياة السياسية في ظل النظام السابق.. وطالب بإلغاء جميع الأحزاب التي انشئت قبل ثورة 25 يناير بما فيها حزب الغد والوفد وغيرهما.. مؤكدا أن هذا من شأنه إثراء الحياة الديمقراطية بعدما اتهم حزب الوفد بالفساد السياسي فقد باع تاريخه عندما ساند الحزب الحاكم متطلعا للحصول علي مقاعد بمجلس الشعب الأمر الذي أفقده مصداقيته، وأخيرا طالب بمحاسبة الأحزاب التي ترفع شعارات دينية وفقا للقانون. وللأحزاب ذات التاريخ رأي في تكوين الأحزاب الجديدة حيث أعربت مارجريت عازر - سكرتير عام مساعد حزب الوفد - عن سعادتها بتكوين أحزاب شبابية مؤكدة ضرورة انخراط الشباب في الحياة السياسية علي الرغم من أنهم تنقصهم الخبرة في الاختيار إلا أنهم سيجدون طريقهم فيما بعد أن ظلوا مهمشين لفترات طويلة. وأكدت عازر أن هناك أحزابا شكلية ظهرت في الوقت الحالي وستختفي بعد الانتخابات، فهي لا تستطيع الاستمرار حتي وإن كانت تملك ما يمولها، كما أن الأحزاب التي تقام علي مرجعية دينية مخالفة للدستور وستلحق بالأحزاب الشكلية ما أن تستقر الأحوال. وأشارت لحزب الحرية والعدالة.. الذي أتم إجراءات إصداره بشكل شرعي ثم كشف الستار علي وجهه الحقيقي وتبعيته للإخوان مما يدل علي عدم قدرتهم علي الافصاح عن نواياهم من البداية فكيف يوجهون الشباب. بعد ذلك ولكن وجود تلك الأحزاب لن يؤدي إلي فتنة طائفية في مصر مؤكدة أن التكتلات الدينية ليست جديدة علي المجتمع المصري. وفي سياق متصل وصف وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي تحالف الأحزاب مثل الوفد والحرية والعدالة بأنه خديعة سياسية لتهميش الأحزاب الجديدة، فقد بني علي مصالح شخصية، ونادي بضرورة وضع العراق نصب أعيننا والتعلم من تجاربه فبعد دخول القوات الأمريكية نشأ ما يقرب من 160 حزبا ونتج عن ذلك التشتت، لذا فعلي مصر أن تتلاشي هذا بوجود قيادة حكيمة تتفق علي أن صالح هذا البلد هو ما يجب أن نضعه نصب أعيننا، الأقصري أكد اكتساح إخواني في الانتخابات المقبلة نتيجة لمساندة أمريكية للاخوان. وطالب بضرورة تكوين أحزاب علي أرض صلبة شريطة ألا يتعدي عددها 5 أحزاب حتي تستقر الحياة السياسية في مصر، إذ إن كثرة الأحزاب حاليا والتي وصلت إلي 54 حزبا لن تؤدي سوي إلي البلبلة، فالمواطن المصري لا يستطيع أن يحصيها أو يذكر أسماءها فكيف له بالتعمق في برامجها والاختيار منها. ومن ناحية أخري يري الأقصري أن الأحزاب الدينية تتبني مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مما سيؤدي إلي وجود اختلافات طائفية وهو ما تسعي إليه أمريكا كذريعة لدخول البلاد لذا فلابد من أن تكون الأحزاب المعارضة رشيدة في توجهاتها لتصحيح المسار السياسي كما ستكون الأحزاب الشبابية دافعا ووقودا.. لتصحيح هذا المسار.. وعن الأحزاب الجادة فهي قليلة وهذا ما يمثل خطرا علي المستقبل في ظل هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها معظم بلدان الوطن العربي. وعلي الجانب الآخر اعتبر المهندس وجدي حسين - رئيس حزب العمل الإسلامي - أن أساس التشريع ينبع من الشريعة الإسلامية.. والدستور ينص علي عمل هذا وأشار إلي أن اقامة الأحزاب علي مرجعية إسلامية لا يتعارض مع تحقيق الديمقراطية.. حيث إن تلك الأحزاب تنادي بحرية التعبير وتطالب بتداول السلطة.. وعن تلك الأحزاب التي يشاع عنها أنها تمول من جهات أجنبية لتنفيذ أجندات خارجية، يؤكد أن ذلك يحدث ولكن للمنظمات الحقوقية وليست الأحزاب واعتبر أن وجود عدد كبير من الأحزاب سيجعل الحياة أكثر ديمقراطية خاصة، إذا كان وقود محرك تلك الأحزاب من الشباب الذين قاموا بالثورة وحركوا زمام أمورها لتتخلص مصر من قيودها بعيدا عن متعددي الأوجه الذين يسعون خلف مصالحهم الشخصية كما حدث عندما تحالف كل من حزبي الوفد والحرية والعدالة والذي انتهي بعد فترة قصيرة جدًا بسبب الصراعات الشخصية علي مناصب الحكم. من جانب آخر لم يترك المرشحون فرصة للدعاية عنهم حتي مع اقتراب عيد الأضحي المبارك.. حيث بدأ بعض الأحزاب السياسية وخاصة الإسلامية في عمل شوادر لبيع لحوم العيد، بأنواعها.. حيث أعلنوا عن بيع اللحوم الضأن، والمفرومة، وكباب الحلة.. بسعر 36 جنيها للكيلو.. الأمر الذي لقي صدي وانطباعا جيداً عند معظم الجماهير.. مقارنة بسعر اللحوم.. المباعة عند الجزارين والتي يتراوح وسعرها ما بين 70 و100 جنيه وبعض المحال الكبيرة التي تبيع اللحوم المجمدة خاصة مع اقتراب عيد الأضحي المبارك. الكثير من المواطنين رحب بالفكرة وطريقة الدعاية طالما أنها لا تضر أحدًا.. هكذا تحدث أحمد عزت.. قائلا.. إن هذا النوع من الدعاية مفيد للناس، ويستقطبهم.. وطالما أنهم يستطيعون هذا فهم بارعون في جذب الناس إليهم.. ولكنه متخوف من اهمال هذه الأحزاب للناس بعد نجاحهما في الانتخابات كما كنا نري سابقًا.. أسماء محفوظ.. أكدت علي أن الأحزاب التي تقوم بمساعدة الناس هي خير الأحزاب.. حيث إن الحياة أصبحت صعبة ونريد من يعيننا عليها.. وأضافت.. علي الأقل هم أحسن من غيرهم وأحسن من الحكومة نفسها.. فماذا فعلت لنا الحكومة؟ عصام السيد.. رأي أن الأحزاب التي تقوم ببيع المواد الغذائية واللحوم بأسعار مخفضة هي في واقع الأمر.. أحزاب ذكية وتقوم باستغلال حاجة المواطنين، خاصة في المناسبات التي يثقل فيها علي ولي الأمر الحمل، وتكبيله بالطلبات، فهم يساعدون الناس من ناحية، بالاضافة إلي أنهم يكسبون الأموال ويجمعونها من ناحية أخري.. وأضاف قائلا.. اللي زعلان يعمل زيهم.. علي الجانب الآخر هناك من رفض هذا النوع.. من الدعاية.. واعتبرها دعاية رخيصة.. حيث إن هناك من رفض الانسياق وراء هذه الأحزاب مؤكدين أن هذا بمثابة شراء للذمم والأصوات الانتخابية.. هكذا عبر إسماعيل عبدالسلام.. معتبرًا أن من يبيع صوته مقابل كيلو لحمة لا يستحق العيش علي أرض مصر.. لأنه يدمرها بمحدودية تفكيره، وقصر نظره الذي لا يتعدي أمتارا.. وأكد أن المستقبل لن يكون أفضل إلا بعد تغيير نمط حياتنا الذي أصبح ينحصر في إشباع بطوننا.. دون النظر للمستقبل وما سيترتب علي الأحزاب التي نعطيها أصواتنا. فاطمة السيد رأت أن هذه الأحزاب أفضل من الحكومة وإلا ما الذي اعطاها الفرصة في هذا سوي تقصير الحكومة من ناحية الشعب.. مؤكدة أن الشعب يجب أن يعطي هذه الأحزاب فرصة حتي لا نظلمها.. وإن وجدنا أن هذه الأحزاب ليست علي مستوي المسئولية نقوم بعمل ثورة أخري عليهم، ولكن هذه المرة تكون ثورة حقيقية.. واللي خلانا نصبر 30 سنة علي حكومة ديكتاتورية.. لازم نصبر علي هذه الأحزاب ربما يكون فيها خلاصنا من ظلم وقهر استمر 30 عاما. وجدير بالذكر أن هناك مرشحا محتملاً لرئاسة الجمهورية قام بعمل دعاية انتخابية تعهد فيها باللحمة في كل وجبة وبدخل شهري لا يقل عن 900 دولار للفرد شهريا. المرشح يدعي الدكتور محمد عسكر.. حيث قام بعمل دعاية انتخابية تجاوزت كل الوعود السابقة لمنافسيه.. والذي أكد أن المواطن المصري.. إذا رشحه للرئاسة سيكون لهذا مقابل مجز بتوفير اللحمة والكفتة في الثلاث وجبات الرئيسية بالاضافة إلي وعد ب900 دولار شهريا للفرد.. حيث استهل الدعاية الانتخابية بشعار.. «وداعا للفول والطعمية».. هناك أحزاب قامت بتعليق لافتات انتخابية تعلن عن حزبها كتب عليها.. حزب الحرية والعدالة.. يعلن عن توفير لحوم العيد بسعر 36 جنيها لكيلو المفروم، وكباب حلة وضأن.. ولا تنس حزب النور الذي قام بعمل لافتات في بعض المحافظات للإعلان عن بيع اللحوم.. الأمر الذي جعل بعض المواطنين يتوافدون علي الشوادر لشراء لحوم العيد.. لسد احتياجات أولادهم. رشوة انتخابية.. لحمة وكفتة.. بدلاً من الطعمية.. هكذا.. قال أحمد عويس.. فتهكما علي أسلوب الدعاية الانتخابية.. التي سلكتها بعض الأحزاب معتبرًا.. أن هذا وصمة عار.. وفضيحة لنا بين شعوب الوطن العربي الأخري.. حيث إن المصريين أصبحوا في نظرهم مثل الدابة يجرون وراء اشباع بطونهم دون النظر إلي مستقبل مصر وماذا ستفعل بنا هذه الأحزاب؟ ونسأل هل من مجيب؟