عمر الحريري.. مات حباً في المسرح وغاب أصدقاؤه وتلاميذه عن جنازته

من خشبة المسرح التي عشقها منذ تخرجه في المعهد العالي للتمثيل عام 1947، وسقط فوقها.. إلي خشبة النهاية التي حمله عليها المشيعون، رحل الفنان القدير عمر الحريري قبل أن يكمل عامه السادس والثمانين.
الجنازة شيعت ظهر أمس من مسجد أبو بكر الصديق بمساكن شيراتون بالقاهرة ليواري جثمان الحريري التراب في مدافن عائلته بالإمام الشافعي، وسط غياب واضح لأصدقاء الفنان الراحل وتلاميذه، وعلي رأسهم عادل إمام ومحمد صبحي وسعيد صالح، بينما حضر الجنازة نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، والفنان محمد أبو داود، والكوميديان منير مكرم، وأعضاء بفرقة المجلس القومي للطفل والتي شاركت الفنان الراحل آخر أعماله المسرحية «حديقة الأذكياء» ويقام العزاء مساء اليوم الثلاثاء بمسجد الشرطة بالدراسة.
وتوفي الحريري مساء أمس الأول عن عمر 86 عاماً بمستشفي الجلاء العسكري بعد أزمة صحية داهمته منذ أيام أثناء عرض مسرحية «حديقة الأذكياء».
وتدهورت صحته قبل وفاته بيومين آثر إصابته بأزمة حادة بسبب أمراض الشيخوخة والقلب التي كان يعاني منها بالإضافة إلي عدم استماعه لنصيحة الأطباء بالتوقف عن التمثيل علي خشبة المسرح لأنه يسبب له إجهادًا بشكل يومي وكانت أزمة أخري داهمت الحريري منذ 10 أيام خرج بعدها من المستشفي وعاد بصحة جيدة، ليفاجأ الجميع بتدهور حاد في حالته الصحية منذ يومين دخل علي إثرها غرفة العناية المركزة ليتوفي بعدها بساعات قليلة، ويطوي صفحة من صفحات زمن الفن الجميل.
ولد الفنان الراحل في 12 فبراير عام 1926 بحي عابدين بالقاهرة .. وكانت بدايته من خلال خشبة المسرح مع فرقة يوسف وهبي والتي قدم معها أكثر من عرض علي مسرح رمسيس لينتقل بعدها للمسرح القومي ومسرح التليفزيون، وقد قال الراحل إنه يعشق المسرح بالدرجة التي تمنعه من الابتعاد عنه حتي إنه سقط في الأزمة الأخيرة علي خشبة المسرح لينهي حياته الفنية عليها.
قدم الحريري خلال مشواره الفني أكثر من 300 عمل فني تتنوع ما بين السينمائي والمسرحي والتليفزيوني والإذاعي، وتميز ببصمته التي يضعها علي كل عمل بالرغم من تمسكه بالأدوار الثانية وعدم تمكنه من الوصول لدور البطل الرئيسي سوي في بعض الأعمال القليلة إذ إن معظم أعماله كانت البطولة فيها مشتركة، لكنه صرح أكثر من مرة بأنه سعيد بكونه بطلاً ثانياً لأنه دائماً ما يترك بصمة خاصة في العمل فيتذكره الجمهور بها.. ومن أشهر أعماله فيلم «ابن النيل» و«الناصر صلاح الدين» و«سيدة القصر» و«سكر هانم» الذي قدمها كفيلم عام 1963 وكمسرحية عام 2010 وأجزاء المسلسل الكوميدي «ساكن قصادي» ومسلسل «شيخ العرب همام» مع الفنان يحيي الفخراني والذي عرض العام الماضي.