فى خطوة مهمة تعكس تحول القاهرة إلى مركز إقليمى للطاقة تبدأ محطات الإسالة خلال أيام فى استقبال الغاز الإسرائيلى بحسب الاتفاقية التى وقعها القطاع الخاص مع الجانب الإسرائيلى لاستيراد بعد أن وقعت «ديليك» وشريكتها الأمريكية «نوبل إنرغي» اتفاقًا تاريخيًا أوائل العام الماضى لتصدير الغاز الطبيعى بقيمة 15 مليار دولار من حقلى «تمار» و»لوثيان» إلى إحدى الشركات الخاصة فى مصر. بواقع 60مليار قدم مكعب غاز لمدة 15 سنة تمهيدًا لإسالته وضخه فى الشبكة القومية وتصديره ويأتى زيادة مصر من مشتريات الغاز من إسرائيل فى وقت تسعى فيه مصر لأن تصبح مركزا إقليما للغاز، وذلك بفضل اكتشاف حقل «ظهر» فى المتوسط، الذى يحوى احتياطيات تقدر 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، إلى جانب امتلاك مصر البنية التحتية اللازمة لتسييل الغاز. وتمتلك مصر قوة هائلة من الغاز الطبيعى وضعتها على الخريطة العالمية فى إنتاج الغاز لتصبح فاعلًا قويًا فى منطقة الشرق الأوسط بحجم احتياطيات تتخطى .122 تريليون قدم مكعب غاز حيث تمتلك أكبر الاحتياطات بالبحر المتوسط ولزيادة نفوذ القاهرة على المستوى الإقليمى والدولى أسست منتدى غاز شرق المتوسط لتكون بذلك أوبك جديد للغاز. وصدرت مصر172.8 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعى المسال فى السنة المالية 2018 – 2019، وذلك عبر 45 شحنة من مصنع الإسالة فى إدكو. يأتى ذلك تزامنًا مع بدء الخطوات التنفيذية لإنشاء خط الغاز بين مصر وقبرص لتصدير الغاز إلى أوروبا وتبلغ تكلفته الاستثمارية نحو مليار دولار وتشارك بنوك عالمية فى تمويل المشروع..من خلال ربط حقل أفروديت القبرصى بمصانع الإسالة بإدكو ودمياط. من جانبه أكد جمال بيومى الخبير الاقتصادى أن أغلب المعلومات المتداولة حول اتفاق اليونان وقبرص وإسرائيل على مد خط أنابيب تحت البحر بطول 1900 كيلومتر لنقل الغاز الطبيعى من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا غير دقيقة لأن الغاز الإسرائيلى سيتجه إلى اليونان وقبرص فى خط وفى خط آخر باتجاه مصر. حيث إن مصر لديها أكبر طاقة متاحة لدول المتوسط لتسييل الغاز والغاز المسال له قيمة مضافة أكبر وبالتالى لا مصر استبعدت أو ضاع لها حق. والمؤكد هو موافقة كل الأطراف أن مصر تتحول لتصبح مركزا لتصدير الطاقة (الكهربية والغاز) ولدينا مؤسسة بترول ومسئولون وخبراء على أفضل مستوى عالمى أشاد به الجانب الأوروبى فى المباحثات التى رأست فيها الجانب المصرى بهذا الشأن سنة 2014. وقال جمال رائف الباحث السياسى إن توقيع اتفاقية خط غاز اليونان وقبرص وإسرائيل يعتبر جون جديد فى البحر المتوسط. فيوم 15 ديسمبر الماضى صرح أردوغان أنه مستعد للتفاوض مجددا حول مد خط أنابيب الغاز بينه وبين إسرائيل لتوصيل الغاز إلى أوروبا. أضاف جمال أن التصريح جاء متأخرا بعد ان استحوذت اليونان وقبرص على الصفقة وقاموا بتوقيع اتفاق إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من إسرائيل إلى قبرص واليونان وصولا إلى أوروبا.. الصفقة التى كان يخطط لها أردوغان منذ سنوات ضاعت وضاع معها اخر آمال السلطان المريض وهذا أيضا ما يبرر تصرفاته العشوائية والتى تنتفى مع الاعراف والقوانين الدولية فى محاولة للسطو وسرقة مقدرات الدول التى تعانى الفوضى سواء كانت ليبيا أو سوريا. تهدف اليونان وقبرص وإسرائيل للتوصل إلى قرار نهائى بشأن تفاصيل الاستثمار فى المشروع وإكماله بحلول 2025. واتفقت حكومات أوروبية مع إسرائيل العام الماضى على المضى قدما فى المشروع المعروف باسم «إيست-ميد» أو مشروع شرق المتوسط الذى تبلغ تكلفته نحو6مليارات دولار، ومن المتوقع أن تبلغ طاقته المبدئية عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا. وسيمتد الخط من إسرائيل عبر المياه الإقليمية القبرصية مرورا بجزيرة كريت اليونانية إلى البر اليونانى الرئيسى وصولا لشبكة أنابيب الغاز الأوروبية عبر إيطاليا. ووصف التليفزيون اليونانى مشروع «إيست ميد» بأنه «حصن ضد استفزازات تركيا». وبهذا يظهر أن أنبوب الغاز المرتقب يُعد من وجهة نظر يونانية ردًا على التقارب الأخير الحاصل بين تركيا والحكومة المعترف بها دوليا فى ليبيا.