هذه الحملات المتأخرة (نسبياً) في القضاء علي الاعتداءات التي حدثت عقب (ثورة 25 يناير) من الخارجين عن القانون سواء علي الشوارع المصرية أو الميادين أو حتي احتلال الكباري الشهيرة ( قصر النيل، 6 أكتوبر، المنيب وغيرها) من الباعة الجائلين وأصحاب عربات (حمص الشام) و(الكشري) وتلك (الغرز) التي نصبت في الطريق الدائري وفرش الكراسي البلاستيك في نهر الطريق وتقديم الشاي و(الجوزة) والشيشة لسائقي النقل ومواقف الميكروباصات العشوائية علي (مطالع) الكباري كل هذه المظاهر العشوائية التي هاجمت العاصمة وضواحيها في مصر لم تواجه مواجهة حاسمة من الحكومة، بل الأكثر من ذلك أن هؤلاء المعتدين علي حرمة الشوارع لديهم من البجاحة والقدرة علي التهديد سواء للسكان أو للمحلات التجارية التي أقاموا أمامها تلك الأسواق العشوائية والأكثر من ذلك، حينما فكر الدكتور "عبد القوي خليفة " محافظ القاهرة ومدير أمن القاهره علي إزاحة هذه التعديات من الشارع ووجه بالبلطجية (وبقلة الأدب) بل امتدت بعض الأيادي لجذب الأسلحة لمواجهة قوات الشرطة. والغريب في الأمر أن تخرج بعض الفضائيات لكي تسأل وأين يذهب هؤلاء الفقراء الذين يتسولون حاجاتهم بالبيع أو التجارة في الشارع؟ سؤال غبي والإجابة يجب أن تكون من جهاز يعلو تلك الأجهزة الإعلامية والذي نفتقد وجوده!! فتلك التوجهات تشجع علي الاعتداء علي الشارع وعلي المسئولين عن تطهيره أيضاً!! ومن وجهة نظري هذا يعتبر تحريضا علي الخروج علي القانون، يجب أيضاً مواجهته كما نواجه الباعة الجائلين المعتدين علي الشارع المصري!! هذه المظاهر الخارجة عن القانون هي آلية جيدة لتقطيع أوصال الوطن! فالوطن هو البلد والمكان الذي يعيش فيه المواطنون ويحترمون فيه القواعد والقوانين أيضاً والأعراف الاجتماعية. وبدون تطبيق القانون نصبح في (غابة) أو في منطقة خارج زمام (الزمن)- منطقة تخلو من أي وسائط حضارية كالإدارة أو الحكومة أو حتي الشرعية. مظاهر التعدي علي الشارع المصري هو بالقطع دليل إثبات علي أن مصر أصبحت بلا قانون أو بالتشبيه الصحيح دولة بلا إدارة دولة يسيطر عليها البلطجية والخارجون عن القانون! ويجب علي الجميع أن يتكاتف للقضاء علي هذه الظاهرة قبل استفحالها والجميع هنا يتصدرهم قوات الشرطة والنيابة العامة والشعب (سكان وتجار وأصحاب محلات) وأيضاً المتحدثون عن هذه الظاهرة في أجهزة الإعلام وفي الصحافة المصرية يجب أن يتصدي المجتمع كله لهذه الانفلات الأمني والأخلاقي في مصر! ليس من المعقول أن تأتي بمتسول لكي يجلس في منتصف الشارع للتسول ونسأل ماذا نفعل له؟ أولاً يجب أن يتنحي عن الشارع ! ثم هناك مئة مخرج من المحليات، ومن الاجتماعيين ومن الهيئات المختصة بهؤلاء، لكي تجد وسيلة أو تجمعاً خارج زمام المدن لكي ننشئ لهم إذا أرادوا أسواقاً أو تجمعات خدمية أسوة ببلاد العالم المتحضر منها بل وأيضاً المتخلف! فما يحدث في مصر لا يجب السكوت عليه من الجميع!!