التايم الأمريكية: ميدان التحرير مصدر لإلهام شباب الغرب

ترجمة: مى فهيم
تفاقم الغضب من الأوضاع العالمية الحالية خاصة الاقتصادية منها والتي لطالما خدمت مصالح الطبقة الخاصة علي حساب الأغلبية من العامة ،هو ما دفع ملايين الشباب للخروج للتعبير عن استيائهم وغضبهم في شوارع مدريد وأثينا ونيودلهي وطرابلس والقاهرة والآن تجتاح المظاهرات نيويورك.فخرج الشباب لتلبية نداء التغير والاطاحة بالسياسات التي فشلت في إرضاء طموحاتهم طيلة السنوات الماضية.
وأشارت مجلة "التايم"الأمريكية في تقرير لها إلي أن الشباب في العالم الغربي غاضبون بسبب النظام الاقتصادي الذي لا يحقق لهم أوجه حياة كريمة التي ينشدونها.وكان البعض يختار المرشح الرئاسي علي أساس الوضع الاقتصادي ولكن الآن قد تعلموا الدرس من التجربة المرة التي تذوقوها فبعض الامريكيين اختاروا باراك أوباما في حملتة الانتخابية لعام 2008 وكان يحدوهم الأمل بأن يجلب أوباما لهم حلم التغيير في أولويات وسياسات واشنطن متخذا شعار "التغير الذي نؤمن به" شعارا لحملتة الانتخابية بل وهو كان مفتاح النجاح له لاعتلاء عرش البيت الأبيض وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية عددا من المظاهرات في الأونة الأخيرة من وول استريت وغيرها من المناطق الأخري.
وأشارت التايم إلي أن المظاهرات التي تشهدها العواصم الغربية في الأونة الأخيرة هي مستلهمة من المظاهرات التي قادها الشباب في ميدان التحرير في القاهرة الذين وصفتهم المجلة الأمريكية"بالشجاعة والثبات" في مواجهة بلطجية مبارك ونظامه القمعي بل واجباره علي التنحي وترك السلطة.كما كان ميدان التحرير هو مصدر لإلهام الليبيين وغيرهم من دول الربيع العربي للمطالبة بالحرية والدفاع عن الحق.
وفي سياق متصل ،اهتمت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية في تقرير لها بالمظاهرات التي شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي والتي عرفت باسم"جمعة استرداد الثورة" وأشارت الصحيفة إلي ان منظمي الثورة لم يستطيعوا ان يجعلوا من جمعة "استرداد الثورة" مظاهرة مليونية كما كانوا يأملون ولكن الآلاف من المتظاهرين عادوا مرة اخري للتحرير للمطالبة بتحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية وضرورة انهاء قانون الطوارئ .كما طالب المتظاهرون والقوي السياسية بتعديل قانون الانتخابات الجديد وتحديد جدول زمني لصياغة دستور جديد.
ونقلت الصحيفة الامريكية عن طارق عباس- أحد المتظاهرين الذين كانوا يحملون الاعلام واللافتات-"أن الاحزاب السياسية لطالما راودها حلم اجراء انتخابات نزيهة ولكن قانون الانتخابات الجديد لن يسمح بحدوث هذا بل سيكون هناك رجال أعمال تابعون لنظام مبارك".