«الثورة لم تصل بعد لنقابة الصحفيين» بهذه الكلمات فاجأني يحيي قلاش الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية المنافس القوي علي منصب نقيب الصحفيين، وهو تصريح يحمل دلالة كبيرة لخروجه علي لسان شخصية نقابية بحجم «قلاش» الذي انتخب عضواً لمجلس نقابة الصحفيين 4 دورات متتالية وظل سكرتيراً عاماً للنقابة مدة 8 سنوات، وهي أكبر مدة يقضيها نقابي في هذا الموقع. تناقشت معه في هذا التصريح الذي بدا تشاؤمياً بعض الشيء، وتطرقت إلي مشكلات أخري تعاني منها المهنة ويلمسها جموع الصحفيين.. فإلي نص الحوار: • كيف تري أول انتخابات تشهدها نقابة الصحفيين بعد الثورة؟ وما هي أهم أهداف برنامجك الانتخابي؟ بغض النظر عن تفاصيل البرنامج الآن هناك ملامح أساسية أتصور أن أي برنامج لا يجب أن يخلو منها في الفترة المقبلة، وأنا دائماً أكرر أن الثورة بدأت في التحرير ولم تذهب إلي شارع عبدالخالق ثروت وأن مصر تتغير واحنا كمان لازم نتغير، ولابد أن يصل التغيير إلي نقابة الرأي ولا يمكن أن نتحدث عن التغيير والحرية دون أن يكون هناك تحرير لوسائل الإعلام ومهنة الصحافة، نحن في ثورة لكن تحكمنا قوانين مبارك، ولا حرية لأن منظومة التشريعات المتعلقة بالمهنة مازالت جامدة لم تتغير، فهناك قانون النقابة له أكثر من 40 سنة وبعده قانون تنظيم الصحافة الذي يعتبر العمود الفقري للمهنة. • وهل تري أنها لم تتحرر بعد؟ الحريات لا تقوم علي الهوامش ولكي نتخلص من ذلك لابد أن يكون عندنا دستور يحمي حرية الصحافة وحرية الإعلام وقوانين تنظيم المهنة بفلسفة جديدة، ولابد من التطرق لموضوعات حسم الملكية وعلاقات العمل، واختيار رؤساء التحرير والمشاركة عبر آليات ديمقراطية، لأن الجمعيات العمومية ومجالس الإدارات ما زال أكثر من نصفها يتم بالتعيين، كما أن قانون تنظيم الصحافة به عوار كامل وقانون فاسد يقتصر علي تنظيم الصحافة بالنسبة للصحف القومية فقط، رغم تغير التركيبة ووجود 45% من تركيبة العضوية داخل النقابة ينتمي للصحف الخاصة والحزبية، وعندنا قانون المطبوعات وباب جرائم النشر في قانون العقوبات فيها يسمي بالمواد السالبة للحرية، وهناك قانون حرية تداول المعلومات. • هذا عن التشريعات الصحفية، وماذا عن العدالة الاجتماعية؟ العدالة الاجتماعية بالنسبة للصحفيين كأحد روافد الشعب المصري أن يحيا حياة كريمة حتي لا تكون حريته منقوصة وأن الأمن المهني لابد أن يتكامل مع الأمان الاقتصادي، وبالتالي فكرة وجود لائحة أجورة جديدة أصبحت تتجاوز فكرة المزايدة الانتخابية. • الإخوان يخوضون المعركة بقائمة ونقيب.. فهل أعددت قائمة لدخول هذه الانتخابات؟ سيطرة فصيل معين علي النقابة مرفوض، ولما تيجي مثلاً تعرض النتيجة من مكتب الإرشاد، أو أنه يسمي مجموعة من الصحفيين يخوض الانتخابات هذا ضد 25 يناير، وهذا يجعل النقابات فناء خلفياً لتيارك أو حزبك وهو أمر في منتهي الخطورة لم يجرؤ الحزب الوطني أو أي حزب آخر أن يتعامل علي هذا النحو، والحقيقة أن ثقافة إنقاذ النقابة والوقوف وراء استقلالها يجعلنا أمام تحد لأن تدار النقابة بأعضاء جمعيتها العمومية وليس من خارجها. • رغم عدم تقبلك للإخوان إلا أن هناك تيارات سياسية بعينها تدعمك مثل اليساريين والناصريين؟ أنا لم يكن عنواني سياسياً في أي وقت داخل النقابة، ولم أذهب إلي حزب أو مرجعية معينة، ولكن أدعم تيار الاستقلال النقابي الذي يسعي للحفاظ علي وحدة النقابة واستقلالها وكذلك يتهم الجمعية العمومية كلها وليس فصيلاً بعينه. • لكنك دفعت بضياء رشوان في الانتخابات السابقة؟ ضياء أكبر من أن أدفع به.. ضياء كان يمتلك فرصة عظيمة في المرة السابقة خاصة في ظل عدم وجود أسماء مطروحة. • هل تنكر أنك ساندته وكنت تدعمه بقوة؟ طبعاً أنا وقفت وراءه بقوة لأن حال النقابة وصل لدرجة من التردي كبيرة جداً، وأنا كنت عضواً في المجلس وقدمت استقالتي وقتها. • ما أسباب الاستقالة؟ أسبابها أن بعد 3 أشهر من وجودي في مجلس النقابة تيقنت من أن الأستاذ مكرم محمد أحمد أتي ليغلق كل الملفات التي تم فتحها في الدورة السابقة ومنها ملف الأجور وملف الحبس وكثير من الموضوعات الأخري. • هل كان هناك خلاف شخصي بينك وبينه؟ إطلاقاً.. أنا أعمل لصالح النقابة مع من يريد أن يعمل وأ/مكرم للأسف اعتمد فيها علي العمل الفردي وجعل العمل المؤسسي لا قيمة له وأنا شفت ده في لقاء وحيد مع صفوت الشريف في المجلس الأعلي للصحافة وأنا اتكلمت عن جميع الملفات ورأيت أن نبدأ من حيث انتهي المجلس السابق فكان رد أ/مكرم وقتها «ماليش علاقة بالمجلس السابق.. وأنا لم أشوف المناسب أبقي أعرضه» وجاء رد صفوت الشريف «لما تتفقوا أبقوا تعالوا» وتم تسريح لجنة الأجور ولجنة تفعيل ميثاق الشرف الصحفي ويعتبر البعض استقالتي مناورة لكن أنا في العمل النقابي لا أناور لأن بيني وبين النقابة «غرام». • كيف تري مشكلات الصحفيين المتكررة مع المؤسسات والصحف التي يعملون بها؟ ضعف النقابة أدي إلي سوء حالة العلاقة بين الصحفي وبين المؤسفة التي يعمل فيها خاصة جيل الشباب الذين أصبحوا لا يجدون النقابة ولا يثقون فيها.. هذا الكيان الكبير الذي نتفاخر به نريد له أن يستعيد دوره مرة أخري، وألا يتحول إلي مكان للحصول علي البدل، وإن تأخر نعمل وقفة احتجاجية، ولكن تكون النقابة كياناً قادراً علي تطوير المهنة والدفاع عن الصحفي وأن تكون قوة تفاوض دائمة للحصول علي حقوق الصحفيين، وليس من خلال منح ومنات تأتي في مواعيد معينة ثم تتوقف طوال الوقت وللأسف غابت النقابة طويلاً في الفترة الماضية وخذ علي سبيل المثال مسألة دمج الصحف التي تركتها النقابة لردود أفعال الصحفيين يتصارعون مع بعضهم البعض. • هل أنت ضد الإشراف القضائي علي انتخابات النقابة؟ أنا لست ضد الإشراف القضائي ولكن ضد الطريقة التي يتم بها التعامل مع الانتخابات وده مخالف لقانون النقابة.. ولكن من الممكن أن نشكل لجنة عليا من أعضاء الجمعية العمومية، ونأتي بقاض علي كل لجنة لمزيد من الشفافية في تلك المرحلة الفاصلة.