كتبت - أمانى عزام أثارت الجريمة الوحشية التى ارتكبتها الفصائل الموالية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد السوريين وإعدام ما يقرب من 9 سوريين من بينهم ناشطة سياسية كردية التى تدعى هفرين خلف، حالة غصب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث ندد العالم أجمع بمقتلهم، وخرج المتظاهرون فى معظم أنحاء العالم يطالبون بمحاسبة أردوغان وميليشياته. الجريمة البشعة التى ارتكبتها الفصائل الموالية لقوات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وإقدامهم على تنفيذ عمليات إعدام المدنيين فى الشوارع السورية، هزت العالم، لما تضمنته من مشاهد وحشية تتعارض مع القوانين والأعراف الإنسانية والدولية. وكان من بين القتلى الناشطة الكردية هفرين خلف، التى كانت دائما ترفض التدخل الأجنبى فى الشأن السورى، حيث مثلت جريمة قتلها من قبل تلك الفصائل الإرهابية، حالة تضامن كبيرة لوقف انتهاكات قوات أردوغان والفصائل الموالية له ضد السوريين. وتصدر هاشتاج «تركيا تقتل هفرين خلف»، موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، حيث دعا مغردون لوقف وحشية وإجرام تركيا المستمر فى سوريا، مؤكدين أن العدوان الذى يمارسه أردوغان يجب أن يتوقف. أثبتت الأدلة تورط الميليشيا التابعة للاحتلال التركى فى قتل القيادية الكردية السورية هفرين خلف والتمثيل بجثتها، فى جريمة بشعة استنكرها العالم أجمع، حيث تداول النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعى يظهر فيها شخص يدعى حاتم أبوشقرا مع الحارسين الشخصيين لهفرين قبل أن يتم قتلهما أيضا. وأبوشقرا هو قائد فصيل «أحرار الشرقية»، وهو المتهم الرئيسى بتصفية هفرين والحارسين اللذين كانا برفقتها، وهو إرهابى شهير وله سجل حافل بالجرائم، حيث يتهم نشطاء إيزيديون الرجل بالتورط فى جرائم ضد الإنسانية بحق أهالى عفرين خاصة الأقلية الإيزيدية، وقد عمل فى تجارة العوائل والمختطفين، واحتجازهم، بعد سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على مناطقهم، بحسب شهادات وردت تقارير دولية. ويتمتع أبو شقرا بعلاقات قوية مع جهات تركية رسمية، ففى أبريل 2018، حضر أبو شقرا اجتماعا مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فيما يعد فصيل «أحرار الشرقية» أحد أهم مكونات الميليشيات التابعة لتركيا، وقد عرف عناصرها بتطرفهم خلال السنوات الماضية، ويؤكد مراقبون دوليون إنهم أحد أكثر الفصائل إجراما، والأكثر تنفيذا لعمليات اختطاف المدنيين. قالت والدة هفرين خلف: «اغتالوا ابنتى هفرين بطريقة وحشية، كان بإمكانهم قتلها برصاصة أو اثنتين، لكنهم شوهوا جسدها بالرصاص». وتابعت والدة هفرين خلف: «لم أذهب أمس لرؤية الجثة فجثتها كانت ككرة قطن ملفوفة بقماش، كانت هناك قطعة قطن فى صدرها حتى أسفل وجهها أزلتها، فرأيت أنه لم يبق من حنكها سوى جزء صغير». وفى السياق نفسه قالت بروين أمين، صديقة الراحلة هفرين خلف: «هفرين رفيقتى منذ الطفولة عاشت كل عمرها محبة لشعبها وووطنها سوريا وهى شابة كردية تناضل من أجل حرية شعبها وقضيتها لم تحمل سلاحا يوما ولم تكن تحب الحرب كانت مسالمة داعية للحرية والأخوة العربية والكردية والسريانية»، كما كانت امرأة حرة تنادى بحرية المرأة ومناصرة لها فى قضية المساواة. وأضافت «أمين» فى تصريح خاص ل«روزاليوسف»،: «رفيقتى كانت محبة للسلامة عاشقة للإنسانية درست الهندسة المدنية وكانت تتقن عدة لغات رسخت جم طاقتها وإمكانياتها دفاعا عن مبادئها، ولكن الإرهابى أردوغان عن طريق مرتزقته قاموا بقتلها بشكل قذر غير إنسانى أمام مرأى ومسمع العالم». وأكدت صديقة الراحلة، أنا هذا العمل الإجرامى يلزم تكثيف الجهود من قبل جميع العالم لإدانة المجرمين و محاسبتهم فى محاكم دولية عبر منظمات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الدولة التركية بقيادة أردوغان تحاول جر المنطقة إلى حرب شامل وإثارة الفتنة والطائفية وتهديد أمن واستقرار البلاد. وشددت على أن ماحدث لصديقتها عمل جبان خارج عن أخلاقيات و قيم الإنسانية ومدان بجميع أشكال و عار على جبين الإنسانية. وكشف رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن الجماعات المدعومة من تركيا قتلت تسعة مدنيين فى ثلاثة حوادث متفرقة جنوب مدينة تل أبيض من بينهم هفرين خلف. وأدان «عبدالرحمن» فى تصريح خاص ل»روزاليوسف»، اغتيال هفرين خلف بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أنها جريمة إعدام ميدانى لشخصية سياسية ليست عسكرية تم إيقافها على الطريق وإعدامها من قبل الفصائل الموالية لتركيا، رغم أنها عرفت بنفسها لهم. وأكد مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان،إن مسئولية هذه الجريمة يتحملها بشكل مباشر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وقائد الجيش الوطنى الذى يشغل منصب وزير الدفاع فى الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة الموالية لتركيا، لأنهم يعلمون من هوية الشخصية وأعدموها بشكل متعمد. خال الضحية: كانت محبة للسلام وأردوغان وراء مقتلها قال الحقوقى السورى محمد صالح مصطفى خال الشهيدة هفرين خلف، إن ابنة شقيقته لم تكن متعصبة للقومية الكردية قط بل كانت تؤمن بأخوة الشعوب ولا تفرق من حيث الحقوق بين أى مكون من مكونات شمال وشرق الفرات وهى البقعة الجغرافية المعروفة بروج آفا ولهذا انتخبت عام 2018 أميناً عاماً لحزب سورية المستقبل والذى يضم فى عضويته كافة شعوب شمال وشرق الفرات دون تمييز بين مكون وآخر.. وأوضح «مصطفى» فى تصريح خاص ل«روزاليوسف»، أن مركز عملها كان فى مدينة عين عيسى من محافظة الرقة، وفى صباح يوم 12 أكتوبر عام 2019 وبينما كانت متوجهة من مدينة المالكية عبر مدينة الحسكة إلى عملها فى عين عيسى تصدت لسيارتها التى كان يقودها سائق وبرفقتها سيارة أخرى فيها سائقها فقط مجموعة مسلحة من مرتزقة أردوغان وأوقفوا السيارتين وبدأوا بإطلاق وابل من الرصاص جميعهم برشاشاتهم الكلاشينكوف وقتلوهم الثلاثة بصورة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، علماً بأنّ الشهيدة لم تعمل يوماً من الأيام ولم تمارس ولم تحمل فى حياتها العمل العسكرى أو السلاح.. وأكد أنها كانت رقيقة جداً وسياسية بارعة تؤمن بالديمقراطية وبالعيش بسلام لجميع الشعوب والأمم، وكانت جادة فى العمل من أجل أخوة الشعوب دون تفضيل قومية على قومية أودين أو مذهب على آخر. وتابع خال الضحية: «نحمل أردوغان وأردوغان فقط مسئولية هذا العمل البربرى البعيد عن الأخلاق الإنسانية، ونأمل من جميع قوى الخير تلبية ندائنا فى تجريم الطاغية رجب طيب أردوغان الرئيس التركى لأنه هو المسئول الأول والأخير عن مرتزقته القتلة».