شهدت البورصات العالمية تراجعاً حاداً خلال تعاملات أمس تخوفاً من خطر إفلاس اليونان، وذلك علي الرغم من التصريحات المطمئنة للمسئولين الأوروبيين وتحذيرات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن الاقتصاد العالمي سيظل ضعيفاً إذا لم تحل أزمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو، مؤكداً أن بلاده تعمل مع نظيراتها الأوروبية لتحقيق الاستقرار المالي. وقال باترل أوهاري من موقع برينغ للتحليل المالي: إن التطورات التي شهدتها أوروبا تلقي بالمزيد من الأعباء علي الأسواق مع تسارع وصول الأنباء المقلقة. أكد ايف مارسيه من غلوبال أكوتيز أن الأسواق تتوقع سيناريوهات حالكة ولا تأخذ سوي الفرضيات الأكثر سواداً. وأغلقت البورصات الأوروبية علي تراجع كبير حيث أغلقت باريس وميلان ومدريد متراجعة إلي أدني مستوياتها منذ عامين ونصف العام وتجاوز تراجع البورصات ال5% في باريس بسبب المخاوف علي أوضاع المصارف الفرنسية الواقعة تحت تهديد تراجع تصنيفها لدي وكالة موديز بينما أغلقت بورصة ميلانو علي تراجع 4% ومدريد 3.4% وفرانكفورت 2.27% ولندن 1.6%، وفي آسيا أقفلت بورصة طوكيو علي تراجع بمقدار 2.3% وهونج كونج بتراجع 4.2%. ولكن بورصة وول ستريت نجحت في تحقيق ارتفاع طفيف، حيث أغلق مؤشر داو جونز علي ارتفاع 0.63% ومؤشر ناسداك 1.10% بعد تحقيقها قفزة في الدقائق الأخيرة للجلسة وتعويضها للخسائر المسجلة خلال النهار عقب انهيار البورصات الأوروبية. ومن الواضح أن الأسواق تشكك في قدرة رجال السياسة علي استعادة زمام الأمور لمواجهة الأزمة، لاسيما بعد اجتماع مجموعة السبع الجمعة والسبت الماضيين والذي لم يتوصل إلي اتخاذ أي إجراء ملموس كما قال أحد المحللين. وفي هذه الأجواء سيعقد اجتماع طارئ حول اليونان كما سيعقد اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي الجمعة والسبت في بولندا في محاولة لإنجاز ثاني خطة مساعدة لليونان بقيمة 160 مليار يورو.