تستعد 4 بنوك (الأهلي، مصر، القاهرة، بنك قناة السويس) لرد مستحقات شهادات قناة السويس للمواطنين الذين يستثمرون بها بدءًا من يوم 5 بالشهر الجارى (الخميس المقبل).. وذكر مصرفيون وخبراء أن البنوك جاهزة لتلك الخطوة كما أن لديها من الأوعية الادخارية لاستيعاب هذه السيولة. وطبقًا لمصادر بنكية فإن القيمة الاجمالية للشهادات كانت فى حدود 64 مليار جنيه، لكن هناك عددًا من المواطنين فضلوا فى الفترة السابقة استرداد قيمة هذه الشهادات وهو الأمر الذى قامت البنوك بتنفيذه، وتبلغ القيمة التى تم ردها 4 مليارات جنيه، أى أن القيمة التى ستقوم البنوك بصرفها خلال الشهر الجارى ستكون 60 مليار جنيه. . وأجمع خبراء مصرفيون واقتصاديون أن الجزء الأكبر من قيمة شهادات قناة السويس ستعود مرة أخرى إلى شهادات بنكية لاسيما أن أسعار الفائدة مازالت مرتفعة رغم قيام البنك المركزى بخفض الفائدة 150 نقطة أساس يوم الخميس قبل الماضي، وقيام البنوك بدورها بخفض الفائدة على الأوعية الادخارية لديها، لكن بصفة عامة، وطبقًا للخبراء، فمازالت أسعار الفائدة جاذبة وتعد فرصة سانحة، خاصة وأن هناك توقعات بإمكانية خفض الفائدة فى الفترة المقبلة، مما يعنى أن ربط هذه الأموال بأوعية ادخارية فى الوقت الراهن يعد فرصة جيدة للمواطنين. وقال هانى أبوالفتوح، الخبير المصرفى، إن هناك اثنين من السيناريوهات بشأن تحركات السيولة الناتجة رد استحقاقات شهادات قناة السويس، لافتًا إلى أن السيناريو الأقرب هو بقاء جزء كبير من هذه الأموال داخل الجهاز المصرفي، لكن ذلك يتطلب تطوير أوعية ادخارية مناسبة من شأنه اجتذاب هذه الأموال. ولفت الخبير المصرفى أن السيناريو الثانى هو تسرّب جزء من هذه الأموال إلى البورصة والعقارات، مؤكدًا أنه فى حالة حدوث ذلك فإن هذا الجزء سيكون صغيرا جدًا، نظرًا للمشكلات التى تواجه القطاع العقارى فى الفترة الأخيرة من التكدس وارتفاع الأسعار بشكل كبير، كذلك فإن هذه الشريحة التى تفضل إيداع مدخراتها فى البنوك، لن يكون لديها الاستعداد للمخاطرة فى البورصة لا سيما فى ظل المشكلات الفنية التى تعانيها البورصة والارتباك الذى تعانى منه بين الحين والآخر. من جانبها أكدت سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية والاقتصادية، إن حائزى شهادات قناة السويس الادخارية والتى تستحق بدءًا من الشهر المقبل سيكون أمامهم 4 أدوات استثمارية هامة يمكنهم ضخ أموالهم بها لتحقيق عوائد جيدة عليها. وأكدت “الدماطي” أن أول أداة لتحقيق عوائد جيدة هى الشهادات الادخارية بالبنوك والتى مازالت حتى بعد خفض الفائدة 1.5% مازالت مغرية، حيث تتراوح العوائد عليها ما بين 14% و 14.5 وتضمن تحقيق هذه العوائد لآجال جيدة تصل إلى 3 سنوات. وأوضحت «الدماطى»، أن شراء شهادات إدخارية فى الوقت الراهن فرصة كبيرة لأصحاب المدخرات، لأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من خفض الفائدة فى البنوك، وعليه فإن ربط المدخرات بشهادات ثابتة العائد هى فرصة سانحة الآن. وأضافت «الدماطى» أنه إلى جانب الشهادات فهناك أذون الخزانة الحكومية، وهى أدوات تضمن فى الوقت الراهن صافى عوائد بعد خصم الضرائب تربو على 13% وهى ذات أجال قصيرة ويمكن تسييل الأموال من خلالها بشكل سريع. وأكدت الخبيرة المصرفية أن الأداة الثالثة هى العقارات، وهى مخزن جيد لقيمة الأموال، كما أنها على المدى المتوسط والطويل تضمن تحقيق عوائد كبيرة فى حالة بيعها. وذكرت سهر الدماطى أن الأداة الرابعة هى الذهب، لكن لابد من التركيز على شراء الذهب الذى تقل مصنعيته، فلا يتم اختيار المشغولات التى ترتفع مصنعيتها، وذلك حتى لا يؤثر ذلك على سعر المشغولات عند البيع، لافتة إلى أن هذه الأداة الرابعة تحتمل خطورة أعلى بعض الشىء بسبب احتمالات تذبذب أسعار الذهب عالميًا فى الفترة المقبلة، مع عدم وضوح الرؤية بالنسبة للاقتصاد العالمى فى ظل الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين. وفيما يخص حصص البنوك من شهادات قناة السويس، فإن هناك قيمة تقدر بأكثر من 14 مليار جنيه لعدد 786.287 عميل لدى بنك مصر، والبنك جاهز الآن لبدء رد قيمة الاستحقاقات خلال الفترة من 5 سبتمبر المقبل وحتى 16 من الشهر ذاته، والبنك لديه العديد من الأوعية الادخارية لاستيعاب هذه السيولة كذلك فإن حصة البنك الأهلى تقدر بنحو 35 مليار جنيه، والبنك لديه العديد من الأوعية الادخارية التى تستطيع استيعاب هذه السيولة وجذب عملاء جدد.. يذكر أنه تم إصدار شهادات قناة السويس الجديدة لصالح هيئة قناة السويس، بداية من يوم 4 سبتمبر 2014 وحتى يوم 16 سبتمبر 2014 تاريخ إغلاق الاكتتاب، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمشاركة المصريين فى تمويل حفر قناة السويس الجديدة.
