استعادت القاهرة سحرها المفقود منذ عقود، نتيجة الجهود التى تبذلها الدولة فى إظهار الوجه الجمالى للطابع التاريخي لها، وبما يتلاءم مع المكانة الدينية والأثرية التى تتميز بها، وعلى رأسها مسجد الحسين وسور مجرى العيون وشارع المعز ومنطقتا الفسطاط والعتبة والقاهرة الخديوية، بما يؤكد وجود قيادة سياسية يترأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعى وتقدر أهمية تطوير القاهرة التاريخية بما يمثل فرصة سانحة لأن تستعيد القاهرة رونقها وتنتعش مكانتها كإحدى أهم مدن العالم الإسلامى، لاسيما فى ضوء العائد السياحى المتوقع بعد اكتمال عمليات التطوير الجارى تنفيذها. «رئيس مجلس الوزراء»، د. مصطفى مدبولى، عقد أمس اجتماعًا، لاستعراض المخطط الخاص بتطوير مسجد وساحة الإمام الحسين والمنطقة المحيطة به، وذلك بحضور د.محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، ود. صالح عباس، وكيل الأزهر، واللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، ومسئولى بعض الجهات المعنية، مشيرًا إلى توجيهات الرئيس السيسى، بسرعة تنفيذ المخطط المقترح لتطوير القاهرة التاريخية. «مدبولى»، تطرق إلى الأهمية الدينية والتاريخية لمسجد الحسين، وجهود الحكومة لإعادة رونقه وبهائه باعتباره مبنى أثريًا فريدًا يشهد على حقب تاريخية مهمة فى العصور الماضية من تاريخ مصر، وذلك من خلال ترميم الأجزاء المتهالكة، والعمل على توسعة ساحته، مع توسعة المساحات الداخلية للمصلى، من أجل استيعاب أعداد كبيرة من المصلين، والحفاظ فى الوقت نفسه على المظهر الجمالى والزخرفى لمبنى المسجد. «رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة»، لفت إلى أن الفكرة التصميمية للساحة الخاصة بالمسجد قائمة على وجود ساحة خارجية مركزية مغطاة للصلاة، مع توجيه كل العناصر الممكنة من ممرات الحركة الخاصة بالمشاة، والمناطق الخضراء، ووسائل الحركة الرأسية إلى اتجاه القبلة، مع توفير ساحات أمام المداخل الخاصة بحرم المسجد، من أجل تسهيل عملية الدخول والخروج. وأضاف: أنه روعى فى مقترح أعمال تطوير المسجد أن يشمل ثلاثة أماكن للصلاة: «داخل المسجد، وساحة خارجية «سطحى» وساحة خارجية «بدروم»، بحيث يصل عدد المصلين من الرجال إلى 6 آلاف مُصلى، و1450 من النساء فى حالة استخدام كامل مسطح البدروم، كما يشمل هذا البدروم فى الساحة الخارجية أماكن للوضوء، مع إنشاء عدد من المظلات فى هذه الساحة. وأكد أنه سيتم إضافة عناصر معمارية داخلية، وعناصر أخرى زخرفية، مع تزويد المسجد بأنظمة إضاءة جديدة خارجية وداخلية، وأنظمة تكييف مركزى، وأنظمة أخرى لمكافحة الحرائق، مع توفير مقاعد مخصصة لكبار السن من المصلين، وإقامة تجاويف خاصة بوضع المصاحف داخل المسجد. وحول الأجزاء المتهالكة بالمسجد، أشار إلى أنه سيتم ترميمها مع إقامة تدعيم إنشائى، وحقن الحوائط والأساسات، وتدعيم الأسقف، على أن تشمل عمليات الترميم الواجهات الحجرية، وترميم المآذن والقبة بجميع مكوناتها الزخرفية، وترميم النجف الأثرى، والأعمدة الرخامية، مع ترميم الأسقف الخشبية.