الإخوان منذ نشأتها وهى تؤمن بالعنف من خلال تبنى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، إلا أن عنف الجماعة تمخض عقب فض اعتصام رابعة فى شكل عنقودى لجماعات إرهابية لها أذرع مختلفة كالأخطبوط تستهدف العنف والتخريب وبث الذعر بين المواطنين بتنفيذ مخططات إجرامية تحاول من خلالها تعطيل التنمية، ومع حلول الذكرى السادسة لفض اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيين اللذين نظمهما جماعة الإخوان وحلفاؤها من السلفيين والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد انكشف خطاب الإخوان على حقيقته من ادعاءات السلمية التى تزعمها أمام الغرب إلى تشكيل حركات مسلحة، وذلك باعتراف صدر خلال عام 2015 من القيادى الإخوانى الهارب أشرف عبد الغفار والذى أكد فيه أنهم يقومون بتفجير محطات الكهرباء، علاوة على انضمام أعداد كبيرة من عناصرها إلى تنظيم داعش الإرهابي. حركات العنف والإرهاب الإخوانى تطورت بعد فض الاعصام الإرهابى لتخرج لنا حركات إرهابية وصلت إلى 14 حركة أخطرها حسم ولواء الثورة والتى اعترف عناصرها بأنهم من شباب جماعة الإخوان، حيث أعلنت الحركتان مسئوليتهما عن عدد كبير من العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر. خرجت حركات إرهابية عدة من رحم الجماعة بعد فض اعتصام رابعة مثل كتائب الفرقان، وكتائب أنصار الشريعة فى أرض الكنانة، وأجناد مصر، ومجموعة الظواهرى، وحركة مجهولون، وحركة العقاب الثورى، وحركة ولع، وحركة حسم، وحركة لواء الثورة، وحركة المقاومة الشعبية، وحركة إعدام، ولجان العمليات النوعية، وكتائب حلوان. واعترف الإخوانى هانى السباعى والمقيم فى بريطانيا بأن حركة حسم التى تسببت فى التفجير الذى حدث أمام معهد الأورام الذى وقع مؤخرًا بأن جميع عناصرها شباب منتم لجماعة الإخوان الإرهابية، كما اعترف بأن أجهزة الأمن المصرية استطاعت خلال الفترة الماضية القضاء على عناصر كثيرة تابعة لحسم الإخوانية وأن معظم عناصر حسم قضى عليهم فمنهم من قتل ومنهم الآن محبوسون. من جانبه، قال إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان إن أول كيان ظهر هو «العمليات النوعية» وكان مسئولا عن تنظيم أعمال إرهابية لإرباك الدولة المصرية عقب فض اعتصام رابعة ثم ظهر كيان «الحراك الثورى» ثم حركة «حسم» وأخيرًا لواء الثورة والمقاومة الشعبية وانبثق عن هذه الحركات تيارات أخرى غير معروف أسماؤها تنفذ عمليات إرهابية نيابة عن الإخوان وكلها تم تأسيسها داخل اعتصام رابعة، مشيرًا إلى أن أغلب الجماعات المسلحة والجماعات المتطرفة على مستوى العالم خرجت من رحم الإخوان. وأشار ربيع إلى أن الإخوان خططت لأعمال العنف والتفجير خلال اعتصام رابعة ووضعت خطة تنفيذ أعمال إرهابية فى ربوع مصر داخل الاعتصام، وتم تأسيس الكيانات المسلحة وتسكينها جغرافيا وتم اعتماد أساليب وأدوات الاتصال لتنظيم لتحقيق هذا الإرهاب. وأوضح ربيع أنه تم اعتماد الهياكل التنظيمية والتمويلات المالية وتوزيع الأدوار داخل اعتصام رابعة، وعلى رأسهم محمد كمال والذى عرف بقائد الجناح العسكرى وعلاء السماحى الهارب الآن خارج البلاد ويقود أعمال العنف. وقال عمرو كامل الباحث فى شئون الحركات الاسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان انه لو نظرنا إلى تاريخ جماعة الإخوان وراجعنا كلام أستاذهم الأول ومنشئ الجماعة «حسن البنا» سوف نلاحظ أن من أدبيات الجماعة أنها تحض على العنف والإرهاب وفى رسائله بالتحديد الحض على ذلك بشكل كامل فهو يتحدث عن استخدام قوة الساعد والسلاح حينما لا يجدى غيرها ويتكلم عن استخدام القوة إذا لزم الأمر ويتكلم أنه يرغب فى إيجاد ثلاثين ألفًا لكى يغزو بهم العالم وينشر الإسلام وحتى شعار الإخوان هو «سيفان ومصحف» وبينهما كلمة «وأعدوا». وأشار إلى أنه من الناحية العملية أنشأ «البنا» التنظيم السرى الخاص المسلح بقيادة «عبد الرحمن السندى» والذى ظل سريا طوال عدد من السنوات بداية من الأربعينات من القرن الماضى حتى انكشف أمره فى أواخر الأربعينات فهو كان يتدرب على الأسلحة والذخائر وصناعة المفرقعات فى جبل المقطم وكان يُوهم أعضاءه بأنهم على حق كانوا يقولون أننا نتدرب لمحاربة اليهود فى فلسطين، والإجابة السريعة أن فلسطين ما زالت محتلة ولم نر الإخوان حرروها ولم نشاهد واقعا عملىيا لهتافاتهم السابقة (زاحفين بالملايين على القدس رايحين) بل تم قتل الكثير من المصريين على يد التنظيم الخاص المسلح بقيادة البنا ومنهم القاضى الخازندار ورئيس وزراء مصر محمود فهمى النقراشى، حيث تمت عملية الاغتيال فى مبنى وزارة الداخلية بقيادة الإخوانى «عبد المجيد أحمد حسن» ومعه آخرون، والاحتمال الأكبر أن يكون التنظيم الخاص هو من قتل البنا انتقامًا منه نظير بيعهم إياهم أمام الحكومة المصرية بهذه السرعة. وأضاف «البنا» هو البيئة التشغيلية للعنف والإرهاب وقامت الكثير من الجماعات بتنفيذ كلام «البنا» و«قطب» وبدأت فى الظهور الجماعات التكفيرية والإرهابية والتى أمعنت القتل فى المصريين بداية من أواخر الستينات وحتى هذه اللحظة الراهنة بخلاف فترة الأربعينات والتى قاد القتل وعمليات الاغتيال فيها التنظيم الخاص المسلح تحت مسمع ومرأى «البنا» مؤسس الإخوان ومنشئ التنظيم الخاص. وأشار إلى أن حركة «حسم» هى إحدى «اللجان النوعية التابعة لتنظيم الإخوان» ويعتبره الإخوان «الإحياء الثالث للجماعة» يعتمد فى عمله على الخلايا العنقودية مع اعتبار كل خلية تنظيمًا مستقلًا قائمًا بذاته، ويتلقى تمويله من الخارج أى من التنظيم الدولى للإخوان بدأ فى الظهور فى عام 2016 وهو امتداد للحركة الإخوانية الجهادية كأحد روافض «السلفية الجهادية» وبعد أن وضحت استراتيجية «حسم الإخوانية» التى تكافح من أجل شل حركة التنمية والاستقرار فى مصر.