قرار أمريكي بحظر أذرع جماعة الإخوان الإرهابية "حسم، ولواء الثورة"، سبقه القرار البريطاني بحظر نفس الجماعتين فى ديسمر من العام الماضي، وإدراج الحركتين على قائمة الإرهاب، وهو القرار الذي أرجعته بريطانيا لثبوت إدانتهما بالاعتداء على أفراد الأمن المصريين والشخصيات العامة. "حسم".. ذراع الجماعة المسلح الذي ظهر للعلن رافعا راية الإخوان عقب سقوط الجماعة بعد ثورة الثلاثين من يونيو، ومعها بدأ ظهور العمليات النوعية بقيادة القيادي الإخواني محمد كمال. وكانت الحركة قد أعلنت فى وقت سابق مسئوليتها عن تنفيذ عمليات إرهابية وهجمات على كمائن، وقالت إنها وراء محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتي مصر السابق، واعتقلت الشرطة العديد من مؤسسيها واعترفوا بتخطيطهم للقيام بجرائم إرهابية لحساب جماعة الإخوان. "لواء الثورة".. كشفت المواجهات التي وقعت بين قوات الأمن والحركة بالإسماعيلية، فى شهر مارس من عام 2016 عن علاقة جماعة الإخوان الإرهابية ب"لواء الثورة" حيث سقط أحد العناصر الإخوانية قتيلا خلال المواجهات، وبعدها أعلن المتحدث باسم التنظيم المسلح ويدعى صلاح الدين يوسف، انتساب الحركة لجماعة الإخوان، مؤكدا أنهم يستقون فكرهم من سيد قطب، وحسن البنا، كما أشارت "لواء الثورة" فى بيان آخر إلى ارتباطها بحركة حسم الإخوانية. قال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن حركة حسم شاركت فى محاولة اغتيال النائب العام المساعد بالإضافة لقتل ضباط شرطة، وتنفيذ العديد من العمليات النوعية، مضيفا أنها سعت إلى توثيق عملياتها بمجموعة من الصور ومقاطع الفيديو ونشرها على صفحاتهم على مواقع التواصل، وذلك بهدف حشد أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين يعلمون تمام العلم ان الحركة أحد أذرع جماعتهم الإرهابية وتعمل على إسقاط الدولة من أجل عودة الجماعة الى رأس السلطة من جديد. وأوضح "نعيم" أن الحركة تضم خلايا عنقودية ترتبط ببعضها تنظيميا، مؤكدا أن "لواء الثورة" خرجت من رحم حركة "حسم" وأن اختلاف المسميات ما هو إلا لتشتيت قوات الأمن، ومحاولة منهم لإظهار أكثر من جماعة إرهابية على الأرض للتدليل على الفشل الأمني وانتشار الإرهاب فى البلاد، مشيرا الى القبض على المئات من عناصرهم وإحالتهم للنيابة العسكرية وهو ما أفشل مخططهم وأدى الى التراجع الكبير فى العمليات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة.. بينما يرى أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص فى شئون الإرهاب – بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن القرارين البريطاني والأمريكي بحظر حركتي حسم ولواء الثورة، يبرآن جماعة الإخوان أكثر من إدانتها، حيث يريان أن الحركتين ليس لهما علاقة بجماعة الإخوان بدليل عدم حظر الجماعة نفسها. موضحا أن القرار لم يتطرق الى الربط بينهما، معتبرا ذلك القرار كنوع من المواءمة السياسة والابتعاد بالجماعة عن الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد. كما أعتبر أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، القرار الأمريكي بلا قيمة وليس له أي تأثير على أنشطة الجماعات الإرهابية وتحركاتها وكذلك سبل تمويلها، مؤكدا أن القرار الأمريكي جاء للالتفاف على قرار الحكومة المصرية بإعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحظرها فى البلاد. وأكد "بان" أن الجانبين الأمريكي والبريطاني تغاضيا عن إعلان الحركتين الواضح والصريح بالإنتماء الى جماعة الإخوان، وذلك بالرغم من تابعية الحركتين لقيادة محمد كمال القيادي الإخواني الذي أسس هذه التنظيمات وكانت تعمل تحت قيادته ووفق تعليماته قبل وفاته، معتبرا هو الآخر أن القرار يبرئ ساحة الإخوان من العنف والإرهاب أكثر من إدانتها.