فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا أحد الطرق التى تصل بنا إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى عنها فى سيره إلى الله. يجب أن يعلم الإنسان أن الابتلاء من الله هو رحمة منه تعالى والصبر عليه جزاؤه الجنة، فالدنيا موطن الابتلاء والله تعالى يقول: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين.» والإنسان عندما يصيبه ابتلاء عليه أن يتذكر الرسول الذى ابتلاه ربه، فكل مسلم به شىء من رسول الله على المسلم أن يتمسك بها، لأنها رابط بين المسلم ورسول الله وبالتالى رابط بالله تعالى، ويقول رسول الله صلى :» إن الله إذا أحب عبدا لا يزال الابتلاء للمؤمن فى أهله وماله وولده حتى يلقى الله ما عليه من خطيئة «، وأصحاب الابتلاء فى نعمة عظيمة، وكل إنسان مبتلى وإن كان مبتلى بنعمة. والابتلاء يختلف أشكاله، وعلى المسلم ألا يحصر الابتلاء فيما يظنه أنه ضيق، فالله تعالى يقول :» ونبلوكم بالشر والخير فتنة « فسيدنا سليمان كان ملكا نبيا عندما سمع كلام النملة، قال: «هذا من فضل ربى ليبلونى أشكر أم أكفر» فمن لديه النعمة مبتلى ومن ليس لديه النعمة مبتلى يصبر على عدم وجودها.. وأيضا فى الأمراض يكون الابتلاء لتنقية الإنسان من الذنوب، فيلقى الله ليس له ذنوب، فعندما يشتد المرض بصاحبه يرحمه الله. فعلى الإنسان أن يصبر على الابتلاء بالنعمة وفقد النعم، كما على من يحب المكانة عليه أن يعلم أن المنصب ابتلاء .. ويروى أن إمراة كانت تصرع فذهبت للرسول فقالت له يا رسول الله انى اصرع فادعو لى الله بالشفاء فقال لها أما أن أدعو لك فتشفي، وإما ان تصبرى ولكى الجنة فقالت : بل أصبر ولى الجنة، فطلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو لها عندما تصرع ألا يكشف منها شيء فدعا لها فلم تكن تصرع إلا وهى ساجدة.