لم يكن غريباً أن يتم إعلانها محمية طبيعية فى عام 2002، وسميت بالصحراء البيضاء بسبب اللون الأبيض الذى يغطى معظم مساحتها الإجمالية وتبلغ 3010 كيلو مترات مربع وتبعد عن القاهرة 500 كيلو متر. كان د. محمد جبريل الباحث المتخصص فى تاريخ وطبيعة الصحراء البيضاء دليلنا عند وصولنا إلى هناك، حيث كشف لنا حكاية الصحراء وما بها من كنوز، ومنها جبل الكريستال الذى يمثل انعكاس أشعة الشمس عليه مصدر جذب كبير للسائحين، حيث يأتى معظمهم لمشاهدته وروعة ما ينتج عن ذلك من ألوان طيف مختلفة. وقبل أن يكشف لنا أبرز كنوز الصحراء البيضاء، أخبرنا بسر تسميتها، وذلك بسبب الصخور الطباشيرية من كربونات الكالسيوم، والتى كونت صخورا جيرية أو طباشيرية بيضاء اللون، وذلك منذ 70-80 مليون سنة، حيث كانت المحمية عبارة عن قاع محيط اسمه بحر تيسس، ثم ترسبت كربونات الكالسيوم وشكلت جبالا كبيرة، ومع عوامل التعرية عبر العصور تعرضت لما يسمى برى أو نحر مما أدى لتكوين صخور عديدة لها أشكال مختلفة، مثلت أحد مصادر جذب الزيارات للمحمية. والمحمية تقع فى الصحراء الغربية، والتى كانت فى عصر الإسكندر الأكبر مصدر الغلال للإمبراطورية الرومانية كلها، لذلك من أشهر معالم وكنوز المنطقة 3 عيون مياه رومانية هى عين خضرا وعين السرو وعين مكفي، والدخول لهذه العيون يتطلب سيارات دفع رباعي، ومياهها باردة بها نسبة بوتاسيوم، وتختلف عن الآبار العميقة التى تتراوح ما بين 700- 1000 متر عمق. وفى جولة قمنا بها وسط التشكيلات الصخرية بالمحمية، رصدنا أبرز معالم المنطقة وهى صخرة المشروم «عيش الغراب»، وكشف لنا جبريل فى نهاية حديثه معنا أن منطقة الوديان فى الصحراء البيضاء بها أكبر تنوع بيولوجي، وتتواجد بها عدة أنواع من الحيوانات أشهرها ثعلب الفنك والغزال المصري، كما تتواجد بها مياه جوفية قريبة من السطح، مما أدى لوجود 43 نوعا من النباتات والأشجار أشهرها نخيل البلح.