بدأ ثوار ليبيا العد التنازلي لدخول مدينة بني وليد بعد أن انهارت المفاوضات لإقناع الموالين للعقيد المخلوع معمر القذافي بتسليم المدينة للثوار. وأعلن عبد الله كنشيل كبير المفاوضين عن المجلس الوطني الانتقالي من خارج المدينة الواقعة علي بعد 150 كيلومترا جنوب شرق العاصمة طرابلس إن المحادثات بشأن تسليم المدينة للثوار انتهت وأن الأمر بات متروكا للمجلس الوطني الانتقالي ليقرر الخطوة القادمة، وحث أنصار القذافي علي أن يتركوا المدينة. وقال عبد الله كنشيل عند نقطة تفتيش علي بعد نحو 60 كيلومترا من بني وليد إنه ليس لديه ما يقدمه في الوقت الراهن، وأضاف إن المفاوضات انتهت من جانب الثوار. وردا علي سؤال بشأن عما إذا كان فشل المفاوضات يعني شن هجوم علي البلدة الواقعة في جنوب شرقي طرابلس قال كنشيل "سأترك أمر حسم هذه المشكلة للقائد العسكري". بدوره أكد محمود عبدالعزيز المتحدث باسم المجلس الانتقالي عند حاجز تفتيش عسكري إن دخول المدينة سيكون "خلال ساعات قليلة وأضاف كنشيل إن شيوخ قبائل المدينة قالوا إنهم لا يريدون المحادثات ويهددون أي شخص يتحرك، وتابع إنهم ينشرون قناصة فوق المباني العالية وفي بساتين الزيتون وأن لديهم قوة نيران كبيرة، وأوضح أن مفاوضي الثوار قدموا تنازلات كثيرة في اللحظة الأخيرة. وتعد بني وليد وهي معقل قبيلة ورفلة إلي جانب مدينة «سرت» الساحلية و«سبها» في عمق الصحراء جنوبا آخر المعاقل المتبقية للقوات المؤيدة للعقيد القذافي وسيمهد سقوط المدينة تحت سيطرة الثوار الطريق إلي سرت مسقط رأس العقيد المخلوع ويعتقد أن أعضاء من عائلة القذافي بل وحتي الزعيم الليبي المخلوع نفسه ربما يكونون مختبئين في البلدة.. وقال أحد المفاوضين الرئيسيين إن أهالي المدينة لا يستطيعون الحركة، معربا عن خشيته من إطلاق قوات القذافي النار عليهم من باب الانتقام أو استخدامهم دروعا بشرية. وأشارت الأنباء إلي أن قوات الثوار تحاصر المدينة من ثلاث جهات، كما استنفرت عناصر من قوات المجلس الانتقالي في شرق المدينة تمهيدا لعملية تهدف الي نزع سلاح قبيلة الحسنية المحلية الموالية للقذافي. في حين، اقتربت قوات الثوار من مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي. وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني أحمد باني في تصريح من مدينة بنغازي إنه تجري حاليا مفاوضات بخصوص سرت بين شيوخها وعدة قبائل وقوات الثوار التي تحاصر المدينة. وفيما يتعلق بمصير أبناء القذافي، أعلن المجلس الانتقالي أنه متأكد من أن نجل القذافي خميس قد قتل عندما كان يحارب بالقرب من العاصمة، طرابلس ودفن بالقرب من بني وليد بينما، قال رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبدالحكيم بلحاج إن الثوار تمكنوا من تحديد مكان وجود القذافي، لكنه لم يفصح عن هذا المكان، ولا عن الخطوات المزمع القيام بها في ضوء المعلومات التي توفرت للثوار. وفي وقت لاحق، نسبت شبكة" سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إلي الساعدي القذافي قوله إن شقيقه سيف الإسلام هو المسئول عن انهيار المفاوضات بين أنصار والده وحكام البلاد الجدد، مؤكداً في محادثة هاتفية أن "الخطاب العدائي" الذي ألقاه سيف الإسلام قبل بضعة أيام هو الذي أدي إلي انهيار المفاوضات ومهد الطريق لاستئناف القتال. وقال الساعدي عن المكان المختبئ فيه إنه"خارج بني وليد قليلا"، ولكنه يتنقل باستمرار، مضيفا إنه لم ير والده أو سيف الإسلام منذ شهرين. فيما، كشفت مصادر صحفية عن أن شركات سلاح صينية عرضت بيع أسلحة قيمتها نحو 200 مليون دولار لقوات العقيد الليبي معمر القذافي في يوليو الماضي مما يزيد الضغط علي علاقات بكين الهشة مع المجلس الوطني الانتقالي الذي أطاح بالقذافي.