شهدت قاعة ثروت عكاشة بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ضمن نشاط «شخصيتا المعرض والأحداث المئوية» إقامة ندوة تحت عنوان «ثروت عكاشة تجربة وإدارة» شارك فيها كل من د.شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق، ود.أبوالفضل بدران، وأدارها د.محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق. فى البداية أكد د.صابر عرب أن «عكاشة» جاء بفكر مختلف عن جيله وعمن قبله ولم يكن له طموح سياسي، ولكن كان طموحه منصبا على تحقيق إنجازات فى المجال الثقافى، كما كان شخصًا محبًا للناس حتى لمن أضروه, فقد كان لديه روح إنسانية شفافة محبة للجمال، لا تعبأ برؤية القبح ولا يحمل ضغينة لأحد وهو ما ظهر جليا فى كتاباته ومسيرته الشخصية، ولفت إلى أن ثروت عكاشة كان يرغب فى أن تصل الثقافة إلى القرى والنجوع من خلال قصور الثقافة وبذل فى سبيل تحقيق هذا الإنجاز من خلال قصور الثقافة مجهودات كبيرة. من جانبه أكد د.شاكر عبد الحميد أن «عكاشة» هو أحد بنائى الثقافة المصرية الكبار وأنه كان دائما ما يمزج فى مشروعاته الثقافية بين الرؤية والإنجاز، وقد أسهم وقوف القيادة السياسية فى ذلك التوقيت برئاسة الزعيم جمال عبدالناصر داعمة لجهود ثروت عكاشة فى إنجاز العديد من المشروعات. وأنه أسهم فى تأسيس فرقة الموسيقية العربية فرقة باليه القاهرة ومشروع الصوت والضوء، فضلا عن إسهاماته الكثيرة فى إنقاذ آثار النوبة وتطوير معبد الكرنك ومعبد الدير البحرى، فضلا عن تطويره لأكاديمية الفنون وتطوير عدد من المتاحف على رأسها متحف مراكب الشمس ومتحف النسجيات وإسهاماته الكبيرة فى تطوير دار الكتب، وفى نفس الوقت لم يتوقف عن الكتابة والترجمة طوال هذه الفترة ولم يعطله عمله العام كوزير للثقافة أن ينجز إنجازاته الخاصة فى العمل الثقافى من خلال مؤلفات وكتب عدة. وأكد د.أبوالفضل بدران على حظه بلقاء الراحل العظيم ثروت عكاشة فى أبوظبى بعد أن حصل على جائزتى العويس الثقافية وجائزة الشيخ زايد الثقافية، ولفت: «فى هذا اللقاء تعرفت فيه عن قرب أسباب مدى ارتباطه وحبه لقصور الثقافة التى أشرف على إنشائها، حيث أخبرنى أنه قد أنشأها من أجل نشر العدل الاجتماعى فى وصول الثقافة للجماهير، وقد كان مؤمنًا بأن قصور الثقافة ليس دورها نقل الثقافة الحكومية إلى الجماهير ولكن دورها الحقيقى هو نقل ثقافة الجماهير إلى الحكومة». وأضاف: «كان عاشقًا للثقافة وكان عاشقا لمهمته كوزير للثقافة ومثقف، وكان يطوف بلدان العالم من أجل أن ينقل مظاهر الحضارة والثقافة إلى مصر بما يسهم فى إحداث نهضة حضارية وثقافية فى مصر، وكان له حظ وافر فى زيارة البلدان الاشتراكية فى عز عنفوان الاشتراكية فى ذلك التوقيت، كما زار البلدان الرأسمالية قبل أن تتوغل الرأسمالية فيها بالشكل الذى ظهر فى الوقت الحالى، وهذا ما ساعده فى استخلاص تجربة حضارية وثقافية لمصر تتناسب مع المرحلة التى كانت تمر بها مصر».